أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في مؤتمره الصحفي اليوم الإثنين، أنّ حكومته ستقدّم الدعم المالي للمزارعين والباحثين الذين يعملون على تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجدّ الذي يستمرّ انتشاره حول العالم.
وأضاف ترودو الذي كان يتحدّث للصحفيّين من أمام مقرّه الرسمي في أوتاوا، بأنّ الحكومة ستقدّم دعما قدره 5 مليارات دولار للمزارعين، فضلا عن 192 مليون دولار للأبحاث حول اللقاح لمواجهة الفيروس.
وتتولّى وكالة التمويل الزراعي الكنديّة إدارة المساعدة الماليّة للمزارعين.
وأعطت الحكومة ستّة أشهر إضافيّة للمزارعين لتسديد القروض المستحقّة نهاية نيسان أبريل المقبل، و التي حصلوا عليها بموجب برنامج الدفعات المسبقة.
"بالأمس توجّهت للأطفال، واليوم أفكّر بالمسنّين ومن بينهم والد زوجتي الذي يخضع لعلاج لمرض السرطان" قال جوستان ترودو.
وتابع مشيرا إلى أنّ الحكومة تبذل كلّ ما في وسعها للحفاظ على صحّة الكنديّين، وشكرهم للدور الذي يقومون به لهذه الغاية، مؤكّدا أنّه سيكون من الممكن تجاوز المحنة بفضل التعاون بين الجميع.
وناشد ترودو الكنديّين اتّباع إرشادات وزارة الصحّة حول كوفيد-19، محذّرا من أنّ الحكومة ستتّخذ إجراءات صارمة في حال استمرّ البعض في التصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر.
وكان رئيس الحكومة يشير بذلك إلى الصور التي تناقلتها وسائل الإعلام نهاية الأسبوع لتجمّعات في المتنزّهات العامّة وعلى الشواطئ، وأكّد أنّ التجمّعات تعرّض حياة المشاركين فيها و حياة المسنّين للخطر.
"كفى يعني كفى. عودوا إلى المنزل وابقوا فيه. هذا ما يتعيّن أن نفعله جميعنا. وسوف أتأكّد من حصول ذلك سواء من خلال توعية الناس أكثر على الخطر أو عن طريق تطبيق القواعد إن لزم الأمر. لا نستبعد أيّ إجراء يساعدنا في ذلك": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك أعلن سلسلة إضافيّة من الإجرلءات المتشدّدة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ/Sylvain Roy Roussell/Radio-Canada
وأعلن ترودو عن خطّة تعبئة علميّة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ، رصد لها 275 مليون دولار، من بينها 129 مليون دولار للأبحاث حول اللقاح، تستفيد منها شركة "أبسيليرا" التي يقع مقرّها في فانكوفر، و شركة ميديكاغو الكيبيكيّة، وشركة بلودوت في تورونتو التي كانت من بين أوائل الشركات التي رصدت انتشار الكوفيد-19.
كما تحصل منظّمة اللقاح والأمراض المعدية التابعة لمركز اللقاح في جامعة سسكتشوان على 11 مليون دولار للأبحاث حول لقاح لفيروس كورونا المستجدّ.
وكان رئيس الحكومة قد تحدّث في مؤتمره الصحفي أمس الأحد إلى الأطفال، وشكرهم للتغيير الذي أحدثوه في نمط حياتهم اليوميّة مشيرا إلى أنّه سيكون لديه المزيد ليقوله لهم.
ودعا رئيس الحكومة اليوم المواطنين إلى ملازمة منازلهم قدر المستطاع وإلى احترام إرشادات التباعد الاجتماعي.
وجاء كلام رئيس الحكومة اليوم الإثنين، في وقت رصدت أوتاوا 30 مليون دولار في حملة دعائيّة أطلقتها للتوعية على الإجراءات التي تتّخذها لمواجهة انتشار الفيروس.

مستشفيات أونتاريو تتخوّف من احتمال حصول نقص في اللوازم الطبيّة، بما فيها الكمّامات/ Yanjun Li/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة
وفي آخر التطوّرات التي تشهدها المقاطعات الكنديّة، حذّرت حكومة بريتيش كولومبيا الواقعة في أقصى الغرب الكندي المطلّ على المحيط الهادي، من أنّ الشركات التي لا تلتزم بقواعد التباعد الاجتماعي ستتعرّض لغرامات ماليّة طائلة.
وتشارك د. تيريزا تام المديرة العامّة لوكالة الصحّة الكنديّة في الدعايات التي تُبثّ عبر كافّة شبكات التلفزة ومحطّات الراديو الكنديّة ، وتستمرّ حتّى نهاية آذار مارس الجاري وخلال نيسان أبريل المقبل.
وتحذّر د. تام من أنّ كوفيد-19 "يمثّل تهديدا جدّيا للصحّة العامّة" وتذكّر بأهميّة التباعد الاجتماعي وغسل اليدين بعناية والبقاء في المنزل قدر المستطاع، وتجنّب السفر غير الضروري، واعتماد العزل المنزلي الوقائي في حال التعرّض لخطر الإصابة بالفيروس.
في غضون ذلك، أصبحت كلّ المقاطعات والأقاليم الكنديّة في حالة طوارئ صحيّة مؤقّتة، وأكّد رئيس الحكومة الكنديّة أنّه سيبحث مع وزراء المقاطعات الكنديّة مساء اليوم في إمكانيّة إعلان حالة طوارئ صحيّة شاملة على مستوى البلاد تمنح أوتاوا صلاحيّات خاصّة لفرض الحجر الصحّي والحدّ من حركة المواطنين.
وفرضت بعض المقاطعات بموجب قوانينها الخاصّة العزل المنزلي على كلّ من يدخلها من المقاطعات الأخرى.
وكانت وزيرة الصحّة الكنديّة باتي هايدو قد قالت بالأمس إنّ الحكومة قد تذهب لحدّ فرض عقوبات ماليّة وحتّى جنائيّة على المسافرين العائدين إلى البلاد الذين يخالفون إجراءات العزل المنزلي لمدّة 14 يوما التي فرضتها الحكومة بموجب قانون الحجر الصحّي.

باتي هايدو وزيرة الصحّة الكنديّة دعت الكنديّين إلى اتّباع إرشادات السلطات الصحيّة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ/(Justin Tang/CP
وتعقد بلديّة مدينة فانكوفر اجتماعا عبر الإنترنت لإقرار قواعد تتيح لها فرض "عقوبات كبيرة" على المخالفين.
وأعلنت مقاطعة ألبرتا المجاورة لبريتيش كولومبيا عن تعديل بروتوكول اختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجدّ وإعطاء الأولويّة للعاملين في القطاع الصحّي والمجموعات التي تُعتبر في خطر والذين يشعرون بأعراض المرض.
وحثّت حكومة مانيتوبا مواطنيها على احترام قواعد التباعد الاجتماعي والعمل معا للحدّ من تداعيات الفيروس في المقاطعة.
وفي أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكّان وحجم الاقتصاد، حيث تمّ تسجيل أكبر عدد من الإصابات، أعربت الاتّحادات التي تمثّل الممرّضين والأطبّاء عن قلقها من احتمال حصول نقص في اللوازم والإمدادات، ولا سيّما منها الكمامات.
وفي كيبيك، أعلنت الحكومة عن المزيد من الإجراءات المتشدّدة، من بينها إقفال المجمّعات التجاريّة وصالات الأكل في المطاعم، وصالونات تصفيف الشعر وصالونات التجميل.
وفي نيوبرنزويك في الشرق الكندي، يجد العاملون في القطاع الطبّي صعوبة بعد أن أقفلت دور الحضانة أبوابها نهاية الأسبوع أمام العمّال الرئيسيّين بسبب النقص في التمويل.
وننتقل إلى نوفا سكوشا المجاورة التي فرضت على كلّ الواصلين إليها من مقاطعات أخرى الخضوع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا المستجدّ.
وفي جزيرة برنس إدوارد، أقفلت السلطات ملاعب الأطفال في المدارس العامّة، بعد أن أقفلت العاصمة شارلوتاون مساحات اللعب الخاصّة بالأطفال مخافة انتقال العدوى.
وأقفلت مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور مراكز الرعاية الطويلة الأمد أمام الزوّار اعتبارا من اليوم حرصا منها على حماية صحّة المسنّين.
وفي الشمال الكندي الكبير، أفيد عن أوّل إصابة بالكوفيد-19 في إقليم يوكن، بعد عودة زوجين من الولايات المتّحدة، في حين أعلنت السلطات الصحيّة في أقاليم الشمال الغربيّة عن إلغاء كافّة التجمّعات، وعن إقفال بعض الأعمال التي يتعذّر عليها احترام قواعد التبادل الاجتماعي.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.