فانيسا غارسيا، نجمة في مونتريال لا تأفلها العنصرية

فانيسا غارسيا عضو في فرقة الباليه الكندي الكبير (Les Grands Ballets canadiens) في مونتريال منذ عام 2006. تسلقت كلّ درجات السلّم في هذه الفرقة الشهيرة من راقصة كور دي باليه (corps de ballet) إلى راقصة أولى. واليوم هي أيضاً من بين مُصمّمي الرقصات لفرقة الباليه الكندي الكبير.

فانيسا غارسيا مولودة في إسبانيا وخريجة الكونسرفاتوار الملكي للرقص الاحترافي في مدريد، وهي أدلت بشهادتها عن تجربتها مع العنصرية لراديو كندا الدولي.

"أعلنتُ على الملأ أنّ متصيّداً إلكترونياً هاجمني على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً، وعندما حاولتُ إبلاغ المنصة عن حساب المتصيّد قالوا لي إنهم لا يستطيعون فعل أيّ شيء لأنّ الحساب لم ينتهك القواعد المتّبعة. صُعقتُ من شدة الألم.

كان الأمر صادماً ولكن في الوقت نفسه ليس بهذا القدر. كنتُ غاضبة من أنّه في زمننا هذا هناك أشخاص بهذه الذهنية والقيم الأخلاقية المشكوك فيها. كان الأمر مخيباً للآمال.

لكن في الوقت نفسه لم أكن متفاجئة لأنها لم تكن المرة الأولى التي أقع فيها ضحية شتائم عنصرية أو أعمال تمييز، وأنا متأكدة أنها لن تكون الأخيرة، مع الأسف.

لديّ مثل آخر من الماضي، من صفحة الآراء في صحيفة كبيرة. صاحب المقال كتب أنه لكي أستطيع تأدية دور رئيسي اضطررتُ لتشقير شعري وتفتيح لون بشرتي فكان لديّ "كلّ ما لدى امرأة بيضاء".

بعد عدة محادثات، لم تخلُ من الصعوبات، مع الصحيفة والأشخاص المسؤولين عن نشر مقالات الرأي حصلتُ في النهاية على تصحيح…

لكنّ ذلك شكّل صدمة مؤلمة واكبتني على مرّ السنين، كغيمة سوداء فوق رأسي.

لم أسمع يوماً عن شخص أسود اتُّهم بالتنكّر كشخص ذي بشرة بيضاء (Whiteface).

وبصورة خاطئة علاوة على ذلك! كان (الكاتب) يسعى لإدانة عمل وصفه زوراً بأنه عنصري، فيما العنصري الوحيد في القصة كان هو نفسه.

هذا مثال واضح على ما يعنيه أن يُنظر إليك كإنسان "مختلف" عن المعايير المعلَنة، كشيء غريب عجيب تصدر بحقه الأحكام باستمرار ويُستخدَم لإثارة الجدل.

لا أعرف ما الذي أفعله، لكني أجد نفسي دوماً في عين العاصفة، كموضع جدل ثقافي وعرقي، حتى وإن لم يكن لي أيّة علاقة بهذا الجدل… أكره ذلك!  

لهذه التجارب بالتأكيد تأثير معيّن على عملي الذي تتطلب طبيعتُه حضوراً ملحوظاً في الفضاء العام وعلى منصات التواصل الاجتماعي. من المخيّب جداً التعرّض لانتقادات وأحياناً لشتائم، ليس للتشكيك بقدراتي وكفاءاتي كفنانة محترفة إنما للحكم عليّ على أساس مظهري الجسدي أو أصولي الثقافية.  

من المحبط أن يكون عليّ دوماً أن أدافع عن نفسي وأبرّر نفسي فقط لأنّي داكنة البشرة. الكثير من الناس يختارون الحكم عليكم مسبقاً وتنفيرَكم قبل إعطائكم فرصة… إنها الحقيقة المُحزنة. 

معظم الأشخاص البيض لا يتعيّن عليهم أن يعيشوا دوماً في خوف من التعرّض لاعتداء أو أن يكافحوا كلّ يوم من أجل حقّ عيش حياةٍ طبيعية بسلام.

من المحزن أن نرى أنه بالرغم من تعايش عدة ثقافات في كيبيك، لا يزال هناك وجود للعنصرية على عدة مستويات، مع تجاوب معيّن معها وقبول معيّن بها… وهذا مخيّب للآمال. 

ولكن في الوقت نفسه أعلم أنّ في أماكن أُخرى من العالم مستوى العنصرية والعنف والتمييز هو حتى أسوأ، فأشكر الله لأنّي هنا، على الأقل، لا أخشى أن أُقتل لمجرّد خروجي إلى الشارع لشراء الخبز أو الذهاب إلى العمل.

لو كنتُ مقيمة في بلد آخر حالياً، لستُ متأكدة من أنّي كنتُ سأكون قطعتُ كلّ هذه المسافة في مسيرتي كراقصة ولكان عليّ ربما أن أعاني أكثر بكثير من الاعتداءات العنصرية، هذا مؤكَّد".

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.