لقطة من المهرجان الدولي للجاز في مونتريال نسخة عام 2016: متى يعود الزمن الجميل؟ (Victor Diaz Lamich / FIJM / Radio-Canada)

كوفيد 19: لا عودة للزمن الجميل قبل أشهر عدة، إن لم يكن أكثر

لن يعود الزمن الجميل، الذي سبق انتشار فيروس كورونا المستجدّ، قبل أشهر عدة، وربما قبل أكثر من ذلك.

هذا ما قالته سلطات الصحة العامة في مقاطعة كيبيك يوم أمس في جلسة دعت إليها وسائل الإعلام وقدّمت فيها للصحفيين شرحاً عن الوضع الصحي الراهن وتصورها للآتي من الأيام والأشهر، كما جاء في تقرير لوكالة الصحافة الكندية.

وسمحت مديرية الصحة العامة للصحفيين بنشر المعلومات والتوقعات التي توفرت لديها على ألّا يذكروا أسماء الخبراء.

طالما لم يتم تطوير لقاح ضد فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لمرض "كوفيد 19"، وهذا أمر قد يستغرق بسهولة سنة كاملة، يجب مواصلة اتّباع "على الأقل بعض إجراءات المراقبة" السارية حالياً، قال الخبراء الطبّيّون الحاضرون.

ورأى أحد هؤلاء، وهو طبيب متخصص في مكافحة الأمراض المعدية، أنه "بالتأكيد" لن يتم التوصل إلى لقاح ضد هذا الفيروس خلال السنة الحالية التي تفصلنا عن نهايتها تسعة أشهر.

وعدم توفر لقاح يعني المزيد من المرضى المحتاجين للعلاج والمزيد من التعقيدات والمزيد من الوفيات. وبالتالي يجب الإبقاء على بعض التوجيهات المعمول بها حالياً لتجنب حصول انتشار أوسع للوباء ولتجنيب شبكة المستشفيات العمل فوق طاقتها الاستيعابية.

مدخل قسم الطوارئ في مستشفى "بيار بوشيه" في مدينة لونغُوي إلى الجنوب من جزيرة مونتريال في منطقة مونتيريجي (Martin Thibault / Radio-Canada)

ويقول تقرير وكالة الصحافة الكندية إنّ بعض الرسوم البيانية التي أعدتها مديرية الصحة العامة شديدةُ الوضوح حول انتشار الفيروس في مختلف مناطق مقاطعة كيبيك.

فلغاية 26 آذار (مارس) الحالي كان بإمكان السلطات الصحية أن تحدد بأنّ الغالبية العظمى من المصابين بالفيروس في مختلف مناطق المقاطعة، باستثناء منطقتيْ مونتريال وإستري (Estrie)، أصيبوا به خلال سفر في الخارج أو بسبب اتصالهم بشخص آخر تأكدت إصابته بالفيروس.

أمّا في مونتريال، كبرى مدن كيبيك وعاصمتها الاقتصادية، فلم يكن ممكناً في نصف حالات الإصابة تقريباً تحديد مصدر الفيروس: نحن هنا أمام عدوى مجتمعية حيث انتشار الفيروس أكثر سرعة. والشيء نفسه ينطبق على منطقة إستري، المحاذية لولايات مين ونيوهامبشير وفيرمونت الأميركية، حيث لم يكن ممكناً تحديد مصدر الفيروس في 40% من حالات الإصابة.

صورة من الجو لمونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك الكندية وعاصمتها الاقتصادية (Tourisme Montréal)

وقدّمت مديرية الصحة العامة في كيبيك عدة افتراضات حول "تسطيح" منحنى (flattening the curve) الإصابات بالفيروس من خلال إجراءات الوقاية والمراقبة: فمثلاً عشرةُ أشخاص مصابين به قد ينقلون العدوى لثمانيةٍ آخرين أو لستةٍ آخرين أو لأربعةٍ آخرين.

وفي شتى الاحتمالات يبدأ عدد الإصابات الجديدة بالتراجع بعد نحو 40 يوماً على بدء تطبيق إجراءات وقائية واحترازية واسعة النطاق.

وإذا أخذنا بالاعتبار أنّ الحكومة باشرت العمل بهذه الإجراءات منتصف آذار (مارس) الحالي وأعلنت مواصلة العمل بها لغاية 13 نيسان (أبريل) المقبل، فمن الممكن أن تعلِن تمديدَ العمل بها أسبوعاً واحداً على الأقل. لكن، كما تقول السلطات، يجري تقييم الوضع يومياً.

أحد الخبراء الطبيين المشاركين في جلسة أمس، والذي عمل سابقاً في مجال مكافحة فيروسات وأوبئة عديدة من بينها فيروس العوز المناعي البشري (HIV) وفيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS) وفيروس الانفلونزا من فئة (أ) (H1N1)، قال إنّ فيروس كورونا 2 المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة الشديدة، المعروف في الإعلام بفيروس كورونا المستجدّ، "يختلف كثيراً عن (الفيروسات) الأُخرى" التي تعامل معها، إذ لهذا الفيروس "دينامية نشطة جداً" ويتبع سلوكيْن مختلفيْن في كلٍّ من مرحلة التفشي ومرحلة الوباء.

مُمرضات في أحد مستشفيات مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

وتشير آخر البيانات المتوفرة عند تحديث هذا الخبر إلى تسجيل 8497 حالة إصابة بمرض "كوفيد 19" في كل كندا، من بينها 4162 حالة، أي نصفها تقريباً، في مقاطعة كيبيك.

وبلغ عدد الوفيات بالمرض 100 حالة في كندا، من بينها 31 حالة في كيبيك، وسُجلت 1219 حالة شفاء من المرض في كندا، من بينها 84 حالة في كيبيك.

يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية صنّفت "كوفيد 19" "جائحة عالمية" في 11 آذار (مارس) الحالي.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
كوفيد 19: وزارة الصحّة الكنديّة تحذّر من العلاجات المضلّلة
كوفيد 19: وزارة الصحة الكندية تذكّر المواطنين بوجوب عدم تخزين الدواء
دراسة عالمية بقيادة باحث كندي حول إصابة الأطفال بـ”كوفيد 19″

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.