يحتلّ قطاع صناعة الحليب ومشتقّاته في كندا المرتبة الثانية من بين صناعات القطاع الزراعي، وتخضع إدارته لنظام العرض.
ويطبّق منتجو الحليب معايير صارمة لجهة النوعيّة في مزارع الحليب ومصانع التحويل، فضلا عن ممارسات ثابتة في رعاية الحيوانات واحترام البيئة.
ولم يسلم هذا القطاع على غرار الكثير من القطاعات الأخرى، من تداعيات فيروس كورونا المستجدّ.
ويجد منتجو الحليب الكنديّون أنفسهم مضطرّين للتخلّص من 12 مليون ليتر من الحليب في مختلف أنحاء البلاد الأسبوع المقبل للحفاظ على سعره.
وفي نيوبرنزويك، يجد العديد من منتجي الحليب أنفسهم مضطرّين للتخلّص من كميّات كبيرة من الحليب كما قال مارسيل ديغل أحد أصحاب مزارع أوسكار ديغل للحليب في مقاطعة نيوبرنزويك.
"نتوقّع أن نكون مضطرّين للتخلّص من 670 ألف ليتر من الحليب في نيوبرنزويك. وفي كندا، سيتعيّن الأسبوع المقبل التخلّص من 12 مليون ليتر من الحليب، ما يمثّل 7 بالمئة من الإنتاج الكندي": مارسيل ديغل صاحب مزرعة أوسكار ديغل في مدينة بيكر بروك في شمال غرب مقاطعة نيوبرنزويك.
وأشار ديغل إلى أنّ الطلب على الحليب تراجع بعد ارتفاع طفيف عرفه منذ ظهور أولى حالات الإصابة بمرض كوفيد-19.

مارسيل ديغل أحد أصحاب مزارع أوسكار ديغل للحليب في مقاطعة نيوبرنزويك/Radio-Canada
وأوضح أنّ التراجع ناجم عن إقفال المطاعم والفنادق والمتاجر وتراجع استهلاك روّادها من الحليب، فضلا عن أنّ المدارس ودور الحضانة مقفلة هي الأخرى ولم تعد تأتي منها طلبات شراء الحليب.
وأوضح ديغل أنّ تداعيات فيروس كورونا المستجدّ على قطاع الحليب ومشتقّاته مستمرّة.
وكانت المقاطعة مضطرّة للتخلّص من 350 ألف ليتر من الحليب، ولكنّها وجدت مخرجا لتجنّب الأمر مع بعض المصانع واكتفت بالتخلّص من 50 ألف ليتر فقط من الحليب كما قال مارسيل ديغل صاحب مزرعة أوسكار ديغل.
و تعمل عائلة ديغل أباًِ عن جدّ في هذا القطاع، ومارسيل ديغل هو من الجيل السابع.
ويقول إنّه لا يمكن وقف 170 بقرة عن إنتاج الحليب، ولكنّه من الممكن إبطاء الإنتاج.
وأوضح أنّ أمام البقرة التي تنتظر صغيرا وتلك التي جفّ حليبها مهلة استراحة لمدّة شهرين ،ومن الممكن إطالة هذه المهلة ووضعها في الاستراحة لمدّة ثلاثة أو أربعة أشهر كما قال.
وأعرب عن أمله في ان تنجح مزارع الحليب في نيوبرنزويك، وعددها 172 مزرعة، في تجاوز هذه المحنة التي تركت مضاعفاتها على العديد من المنتجين.
ودعا سيلفان شارلوبوا المدير الرئيس في مختبر التحاليل العلميّة للأغذية الزراعيّة إلى أن يكون التخلّص من الحليب غير قانوني في كندا.
وأشار في بيان إلى أنّ المنتجين الكنديّين أقرّوا للمرّة الأولى أنّهم دعوا المنتجين للتخلّص من 12 مليون ليتر من الحليب في وقت تجتاز البلاد أزمة بسبب فيروس كورونا المستجدّ وفقد الكثير من الكنديّين وظائفهم.
و ممارسة التخلّص من الحليب ليست جديدة في كندا، ولكنّه من المهمّ أن يشرح المنتجون موقفهم أمام الكنديّبن في ظلّ الظروف الراهنة كما قال سيلفان شارلوبوا.
و يحصل المنتجون على تعويض مالي في كلّ الأحوال، إن تخلّصوا من الحليب أم لا حسب قوله.
ودعا لأن يكون التخلّص من الحليب مخالفا للقانون في كندا، مشيرا إلى أنّ المنتجين سيضطرّون نتيجة ذلك، للبحث عن حلول أخرى غير الحلّ السهل الذي يلجأون إليه حاليّا، ودعا لتوفير الحوافز التي تدفعهم لتغيير موقفهم.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.