منشأة لاستخراج الغاز الطبيعي تابعة لشركة "نوفيستا للطاقة" (NuVista Energy) الواقع مقرّها الرئيسي في كالغاري في غرب كندا (NuVista Energy / CBC)

تفاؤل في قطاع الغاز بسبب انهيار أسعار النفط جرّاء “كوفيد 19” وحرب الأسعار

سجّلت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً محدوداً صباح اليوم على ضوء أمل باتفاق وشيك بين السعودية وروسيا لتخفيض الإنتاج.

وكانت أسعار النفط قد أغلقت أمس على تراجع، فأغلق سعر برميل نفط غرب تكساس الوسيط (West Texas Intermediate) المرجعي الأميركي تسليم أيار (مايو) المقبل على 26,08 دولاراً أميركياً، بتراجع 2,76 دولار أميركي عن سعر إغلاقه يوم الجمعة الفائت.

وانهارت أسعار النفط العالمية في الربع الأول من العام الحالي، فلامس سعر برميل النفط المرجعي المذكور الـ20 دولاراً أميركياً أواخر آذار (مارس) الفائت، أي ثلث سعره المُسجل في نهاية عام 2019.

ووقع هذا الانهيار في ظل المخاوف على الاقتصاد العالمي من الآثار السلبية لانتشار فيروس كورونا المستجدّ المتسبب بجائحة "كوفيد 19"، ما أسفر عن تراجع الطلب العالمي على النفط بنسبة 30% تقريباً، وأيضاً، منذ النصف الأول من آذار (مارس) الفائت، بسبب حرب الأسعار بين المملكة السعودية وروسيا، وهما على التوالي أكبر مصدّريْن للنفط الخام في العالم.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

لكن فيما أسعار النفط تنهار، ينظر منتجو الغاز الطبيعي إلى العام الحالي بتفاؤل، آملين في أن يؤدي تباطؤ إنتاج النفط إلى ارتفاع في أسعار الغاز.

ويستند هذا التفاؤل إلى احتمال تراجع إنتاج الغاز في الولايات المتحدة حيث القسم الأكبر من الإنتاج هو مُنتَج ثانوي لاستثمار حقول النفط.

والتباطؤ في استخراج النفط سيؤدي، وفق توقعات منتجي الغاز الطبيعي وآمالهم، إلى الحدّ من كميات الغاز المعروضة للبيع، وبالتالي إلى ارتفاع الأسعار.

ويقول المدير العام لشركة "نوفيستا للطاقة" (NuVista Energy) جوناثان رايت إنّ الناس والمؤسسات سيواصلون تدفئة المنازل والمكاتب، "لذا سيبقى الطلب (على الغاز) ثابتاً".

ويقع المقرّ الرئيسي لـ"نوفيستا للطاقة" في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا التي هي أغنى مقاطعات كندا بالنفط والغاز. ويُشكل الغاز الطبيعي نحواً من ثلثيْ إنتاج الشركة.

منشأة لتسييل الغاز الطبيعي في مقاطعة بريتيش كولومبيا في أقصى الغرب الكندي (Radio-Canada / britishcolumbia.ca)

وبالرغم من أنه لا يشعر "بأيّ شكل من أشكال الفرح" عند رؤيته أسعار النفط تتهاوى، وكندا رابع مُصدّر عالمي للنفط، ينظر رايت بتفاؤل إلى مستقبل قطاع الغاز الطبيعي.

"سيمرّ بعض الوقت قبل أن تستقرّ أسعار النفط، ما يعني تراجعاً في الإنتاج الجانبي من الغاز، وبالتالي ارتفاعاً في الأسعار"، يجادل رايت.

لكنّ رايت يتوقع أن تكون أسعار الغاز الطبيعي غير مستقرة في الصيف لأنّ جائحة "كوفيد 19" غيّرت العادات في ما يتعلق باستهلاك الطاقة.

حقل للغاز الطبيعي في منطقة ساسكس في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في شرق كندا (Michel Nogue / Radio-Canada)

من جهته يتوقّع مُحلل قطاع الطاقة لدى شركة "آر بي أن للطاقة" (RBN Energy) في كالغاري، مارتن كينغ، أن يستقرّ سعر الغاز الطبيعي في غرب كندا على 1,90 دولار كندي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBTU).

"أعتقد أننا قد نرى سعراً محترَماً للغاز الطبيعي هنا في كندا، لاسيما في غرب كندا، خلال هذا الصيف وفي جزء هام من باقي السنة"، قال كينغ.

وبلغ معدل سعر الغاز الطبيعي في غرب كندا نحواً من دولاريْن كندييْن لكل مليون وحدة حرارية بريطانية منذ مطلع العام الحالي، بالرغم من أنه حالياً بحدود 1,60 دولار كندي.

ويشير كينغ أيضاً إلى أنّ لدى كندا الكثير من خزّانات الغاز التي يمكن الاستعانة بها إذا ما تراجع الطلب على هذه المادة.

"إذا واصلنا إنتاج الغاز بمستوى معقول وسُجّل تراجع في الطلب أو في الصادرات إلى الولايات المتحدة، لدينا مكان لتخزين الغاز"، يؤكّد كينغ.

أنبوب لنقل الغاز الطبيعي (Don Wilkie / Getty Images)

لكنّ المدير الإداري في شركة "برايس ستريت" (Price Street) لأبحاث السوق في تورونتو، روري جونستون، يؤثر الحذر في التوقعات حول أداء قطاع الغاز، وذلك بسبب جائحة "كوفيد 19".

"هناك جانب صغير مضيء في الأمر" يقول جونستون عن كيف أنّ تراجع إنتاج النفط من المفترض أن يعزّز أسعار الغاز الطبيعي، لكنّ هذا الوضع قد يكون مؤقتاً إذ قد يتراجع لاحقاً الطلبُ على الغاز.

فالطلب على الطاقة وعلى التدفئة في المؤسسات قد يتراجع إذا ما طالت مدة الجائحة، والطلب على الغاز الطبيعي قد يتراجع عندئذ كما تراجع الطلب على النفط، يرى جونستون.

يُشار إلى أنّ كندا هي رابع منتج للغاز الطبيعي في العالم، خلف الولايات المتحدة وروسيا وإيران التي تحتلّ المراتب الثلاث الأولى على التوالي.

(سي بي سي / راديو كندا / الجزيرة / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
ألبرتا: تبدُّد الآمال بانتعاش قطاع النفط بعد سنواتٍ صعاب
الاقتصاد الكندي ينمو بـ0,1% في يناير، لكنه رقمٌ بات من "التاريخ القديم"

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.