أعلن رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو عن زيادة الدعم المالي الذي تقدّمه حكومته للشركات التي تأثّرت بتداعيات جائحة كوفيد-19، في وقت حذّر حزب المحافظين المعارض من عواقب وخيمة و ارتفاع عدد حالات الإفلاس وزيادة الفقر في حال لم تسرع الحكومة في تقديم هذه المساعدات.
وأعلن ترودو خلال مؤتمره الصحفي الذي يقدّمه يوميّا منذ انتشار وباء فيروس كورونا المستجدّ، أنّ الشركات التي تراجعت مداخيلها بنسبة 15 بالمئة بسبب الجائحة سوف تستفيد من خطّة الدعم المالي الحكومي التي كانت تشمل فقط حتّى اليوم الشركات التي تراجعت مداخيلها بنسبة 30 بالمئة مقارنة بمداخل آذار مارس من العام 2019.
وكان ترودو قد تعرّض للانتقاد لأنّ خطّة الدعم التي وضعتها حكومته كانت تستثني بعض الأفراد والشركات.
وأكّد أنّ الحكومة تهدف لتقديم برامج شاملة ومتينة لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت ممكن، وأنّه لا بدّ من بلورة خطّة الدعم المالي لتشمل أولئك الذين لم يكونوا مؤهّلين للحصول على الدعم، مشيرا بأنّنا" نقرّ أنّنا لا نهدف إلى الكمال" كما قال.
وكشف رئيس الحكومة عن تعديل على برنامج الوظائف الصيفيّة لتوفير فرص عمل للشباب في قطاعات لا يشملها قرار الإغلاق الذي أدّت إليه جائحة كوفيد-19.
بيار بوالييفر عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين المعارض حذّر عواقب التأخير في تنفيذ برامج المساعدة الحكوميّة/Adrian Wyld/CP
ويشمل التعديل مضاعفة الدعم للأجور التي تدفعها الشركات ليصل إلى 100 بالمئة من الحدّ الأدنى للأجر في كلّ مقاطعة، بدل نسبة 50 بالمئة الحاليّة، واستمرار هذه الوظائف الصيفيّة حتّى نهاية شباط فبراير 2021 أي أبعد من المهلة الحاليّة لانتهائها.
ويشمل الدعم الحكومي للشركات أيضا الأجور التي تدفعها للوظائف بدوام غير مؤقّت كما قال ترودو وأضاف بأنّ الحكومة اتّخذت هذا القرار بالتشاور مع أصحاب العلاقة.
"نريد التأكّد من أن تكون هذه الإجراءات فعّالة وشاملة قدر المستطاع. ولذلك نحن نصغي ونجري التعديلات على طول الخطّ": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وقد أجرت الحكومة اكثر من تعديل على برنامج الدعم المالي للأجور الذي وضعته منذ انتشار وباء فيروس كورونا المستجدّ، ووسّعت نطاق المستفيدين منه إلى أبعد من الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم.
جايسون كيني رئيس حكومة ألبرتا قال إنّ المقاطعة تواجه 3 أزمات /Jason Franson/CP
وانتقد النائب بيار بوالييفر المتحدّث باسم حزب المحافظين للشؤون الماليّة حكومة جوستان ترودو مشيرا إلى أنّ أصحاب الشركات الصغيرة لم يتلقّوا بعد "أيّ قرش من المساعدات الحكوميّة".
والوضع ملحّ كما قال بوالييفر الذي حذّر من "كارثة اجتماعيّة " في حال اضطرّت المزيد من الشركات لإغلاق أبوابها.
"الوقت ينفذ وكذلك المال. وإن لم تتحرّك الحكومة، سنرى عددا كبيرا من حالات الإفلاس والمزيد من المضاعفات الاجتماعيّة على الطبقة العاملة والعاملين في الشركات الصغيرة": بيار بوالييفر عضو مجلس العموم الكندي عن حزب المحافظين المعارض.
ورأى الاتّحاد الكندي للشركات المستقلّة أنّ التعديلات التي ادخلتها الحكومة تؤهّل الآلاف من الشركات الصغيرة للإفادة من خطّة الدعم المالي للأجور،.
جون هورغان رئيس حكومة بريتيش كولومبيا ووزير الأمن العام في المقاطعة مايك فرارنوورث/Chad Hipolito/CP
ولكنّه أعرب عن رغبته في أن تتخلّى الحكومة عن شرط تراجع العائدات 30 بالمئة كي تحصل الشركات الصغيرة والمتوسّطة الحجم على المساعدة..
وتلقّت الحكومة حتّى الآن نحوا من مليون و720 ألف طلب للحصول على المساعدة الماليّة لحالات الطوارئ منذ أن بدأت بتلقّي الطلبات مطلع الأسبوع.
من جهة أخرى، أعلن دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو أنّ المقاطعة تحتاج لزيادة عدد اختبارات الكشف عن كوفيد-19، وتحتاج للمباشرة بإجراء 13 ألف اختبار في اليوم.
وتحلّ أونتاريو في مرتبة متراجعة مقارنة بمقاطعات كيبيك و ألبرتا و بريتيش كولومبيا على هذا الصعيد، وأعرب فورد عن غضبه لأنّ لدى المقاطعة القدرة كما قال في مؤتمره الصحفي اليوم على إجراء عدد أكبر من الاختبارات.
وحذّر د. جيف كونغ أستاذ الصحّة العامّة في جامعة تورونتو في حديث لسي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة، من احتمال انتقال العدوى من أشخاص يجهلون إصابتهم بالفيروس.
وفي بريتيش كولومبيا، أعرب جون هورغان رئيس الحكومة عن تفاؤله لأنّ عدد الإصابات لم يبلغ المستويات التي وصل إليها في مقاطعتي كيبيك وأونتاريو، مضيفا في حديثه لسي بي سي بأنّ الأزمة لم تنته ولكنّ المنحنى بدأ يميل نحو التراجع.
وأضاف بأنّ مقاطعته نجحت في احتواء انتشار المرض و السؤال يدور حول ما يمكن أن تقوم به لمنع استيراد حالات الإصابة من الخارج كما قال هورغان.
وكشفت كلّ من كيبيك و ألبرتا، وقبلهما أونتاريو، عن نماذج كوفيد-19 التي تعطي توقّعات محتملة بشأن تطوّر الجائحة في كلّ واحدة من هذه المقاطعات.
وأعلن رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو اليوم أنّ كافّة العاملين والمقيمين في مراكز الرعاية للمسنّين سيخضعون لاختبار الكشف عن فيروس كورونا المستجدّ لمعرفة مدى انتشاره فيها.
وفي سسكتشوان، من المتوقّع أن تكشف المقاطعة عن نماذج كوفيد-19 حول تطوّر الفيروس في أراضيها.
وفي تورونتو، تتفاوض البلديّة لشراء بعض فنادق المدينة التي تواجه صعوبات ماليّة لتحويلها إلى مراكز لإيواء المشرّدين.
و في كندا حتّى كتابة هذه السطور 19183إصابة بمرض كوفيد-19 و 456 حالة وفاة، و 4535 حالة شفاء.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.