الإصابة بفيروس كورونا ومرض كوفيد 19 الملازم له ليس أرقامًا وإحصائيات فقط، بل هو أيضًا تجربة الإنسان في مواجهته عبر العلاج و التباعد الاجتماعي مع أقرب المقرّبين منه.
هذه التجربة، قَبِل أن يرويها لقُرّاء راديو كندا الدولي المواطن الكندي مهدي (*) وهو من أصول مغربية مقيم في مدينة لافال في الضاحية الشمالية لمونتريال.
وأثبتت الفحوص التي أُجريت على السيّد مهدي وزوجته إصابتهما بفيروس كورونا في نهاية شهر مارس آذار الماضي وهما عاملان في قطاع الصحّة.
ويذكر السيد مهدي الذي هاجر إلى كندا منذ حوالي 20 سنة بأنّه شعر بحمّى شديدة وعند اتصاله بالمؤسسة الصحية التي يعمل بها، طُلب منه إجراء فحص للكشف عن فيروس كورونا. وظهرت النتائج بعد 24 ساعة. وكان عليه وضع كمامة طبية للعودة إلى منزله.
وعندما أبلغ زوجته بالنتائج، كان عليها أن تُجري فحصًا للكشف هي أيضًا. وكانت نتاجه مماثلة لزوجها واضطرّت هي أيضا إلى التوقف عن العمل وتمّ عزل كل الأشخاص الذين كانوا على اتصال معها في مكان عملها.
ووضعت وكالة الصحة العامة في مونتريال كل أفراد العائلة المتكوّنة من الأبوين وثلاثة أبناء في الحجر الصحي المنزلي. ويقول السيد مهدي إنّ الوكالة تعتبر كلّ العائلة مُصابة في هذه الحالة دون إجراء فحوص إضافية.
ووفقا له، فقد انتقل إليه فيروس كورونا في مكان عمله رغم كل الاحتياطات المتّخذة من غسل للأيدي، وتنظيف للمساحات والأسطح وتباعد اجتماعي.
وتقوم وكالة الصحة العامة في مونتريال بالاتصال بالعائلة يوميًّا لمتابعة حاتها الصحية.
ورغم أن الإحصائيات عبر العالم وفي كندا توضح أنّ خطورة المرض تتزايد مع السنّ خاصة بعد السبعين إلّا أنّ السيّد مهدي وهو في الخمسينات من عمره اضطرّ إلى الذهاب إلى إحدى العيادات مؤخّرًا بعد أن أحسّ بصعوبة في التنفس. وذلك لأنّه يعاني من مرض آخر.

أحد شوارع مونتريال الخالية بسبب كوفيد 19 -The Canadian Press / Graham Hughes
وقبل ذهابه إلى العيادة، كان عليه الاتصال بمصلحة الصحة كي تطرح عليه بعض الأسئلة قبل توجيهه. ولم يستدع ذلك دخوله المستشفى.
وعن تنظيم الحياة اليومية في المنزل خلال الحجر الصحي، يقول السيد مهدي إنّه يعيش هو وزوجته في الطابق السفلي للمنزل بينما يقيم الأطفال في غرف الطابق العلوي.
ولتطبيق التباعد الاجتماعي يحضّر الأبوان والأطفال الأكل كلّ على حدا. ويدخلون المطبخ في أوقات مختلفة ويقومون بتنظيف المكان بشكل محكم بعد استعماله.
ولا يُسمَح للعائلة بمغادرة المنزل إلّا لزيارة الطبيب أو الذهاب إلى المستشفى.
ويقول السيّد مهدي إنّ عائلته وجدت المساعدة من أفراد الجالية المغربية والعربية في كندا ومن الأصدقاء. وتقوم إحدى صديقات العائلة بشراء مستلزمات البقالة وأحيانًا تحضّر أطباقًا تضعها أمام مدخل البيت.
واقترح بعض الجيران من الكنديين المساعدة على العائلة. وأطلق البعض نداءً على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لمساعدة العائلة على قضاء حوائجها.
وفي إجابته على سؤال حول النصيحة التي يمكن أن يقدّمها للجميع، يقول السيّد مهدي :"يجب أن نكون إيجابيين. أنا شخص مؤمن وأعلم أن أمورًا مثل هذه تحدث. أنصح بتطبيق مبادئ التباعد الاجتماعي خاصة عند جاليتنا حيث نقوم بكثير من النشاطات مجتمعين كالأكل معًا أومن صحن واحد. لذا علينا بتغيير بعض تصرّفاتنا. وأؤكّد على ضرورة غسل الأيدي وتنظيف كلّ ما نلمسه والمساحات والأسطح."
وللإشارة، فقد بلغ عدد الحلات المؤكّدة في كندا 20.690 حالة و 526 وفاة بسبب فيروس كورونا. وشُفي من المرض 5.209 أشخاص.
(*) اسم مستعار حفاظًا على خصوصية العائلة المصابة بكوفيد 19.
(راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.