مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في عزّ جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في مارس في ظلّ “كوفيد-19” ومُعدّل البطالة 7,8%

فقدت سوق العمل الكندية 1,011 مليون وظيفة في محصلة صافية في آذار (مارس) الفائت وارتفع معدل البطالة 2,2 نقطة مئوية ليبلغ 7,8%، أعلى مستوى له منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2010، وفق ما تفيد بياناتٌ صادرة اليوم عن وكالة الإحصاء الكندية.

وهذا أعلى ارتفاع شهري في معدل البطالة في كندا منذ عام 1976، عندما بدأت تتوفر بيانات قابلة للمقارنة، ويعكس حجم الاقتصادية الناجمة عن استفحال جائحة "كوفيد - 19".

وكان خبراء الاقتصاد الذين استُطلعت آراؤهم قد توقعوا أن تفقد سوق العمل 500 ألف وظيفة الشهر الفائت، أي نصف ما فقدته فعلياً. ولو صحّ هذا العدد المتوقَّع لكانت السوق أيضاً قد سجّلت أسوأ أداء شهري لها منذ عام 1976.

مصنع سيارات فورد في أوكفيل في مقاطعة أونتاريو (أرشيف) / Chris Young / CP

وفي شباط (فبراير) كان 19,2 مليون كندي يقومون بعمل مدفوع الأجر، لكنّ عددهم تراجع بأكثر من مليون شخص استناداً إلى البيانات الصادرة اليوم، ليتراجع معدّل العمالة 3,3 نقطة مئوية ويبلغ 58,5%، أدنى معدل له منذ نيسان (أبريل) 1997.

ويمثّل مُعدل العمالة، وفق مؤسسة الإحصاء الكندية، "النسبة المئوية للأشخاص العاملين في أوساط السكان الذين بلغوا سن الخامسة عشرة أو تجاوزوها".

وسُجلت معظم الوظائف المفقودة الشهر الفائت في القطاع الخاص، وأكثر القطاعات المتضررة هي على التوالي الفنادق والمطاعم، والإعلام والثقافة والترفيه، والتعليم، وتجارتا الجملة والتجزئة.

أما الشريحة العمرية الأكثر تأثراً بخسارة الوظائف فهي الشباب المتراوحة أعمارهم بين 15 و24 سنة. والوظائف لدى هذه الشريحة تكون إجمالاً غير مستقرة وأقل جودةً من سواها.

عامل لحام في مصنع في مدينة شاوينيغان في مقاطعة كيبيك (أرشيف) / راديو كندا

وسُجّل ثلثا الوظائف المفقودة في كندا الشهر الفائت في مقاطعتيْ أونتاريو وكيبيك، على التوالي أكبر مقاطعتيْن في كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.

وفقدت سوق العمل في أونتاريو 403 آلاف وظيفة وارتفع معدل البطالة فيها من 5,5% في شباط (فبراير) إلى 7,6% في آذار (مارس).

وفي كيبيك فقدت سوق العمل 264 ألف وظيفة وارتفع معدل البطالة من 4,5% في شباط (فبراير)، أدنى مستوى له منذ عام 1976، إلى 8,1% الشهر الماضي.

ومانيتوبا في غرب وسط البلاد هي المقاطعة التي سُجّل فيها أدنى معدّل بطالة الشهر الفائت، إذ بلغ 6,4%، مرتفعاً من 5,0% في شباط (فبراير).

والمقاطعة الوحيدة التي تراجع فيها معدّل البطالة هي نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق، إذ بلغ 11,7% متراجعاً من 12,0% في شباط (فبراير)، لكنّه ظل الأعلى بين مختلف المقاطعات.

منظر عام لسانت جونز، عاصمة مقاطعة نيوفاونلاند ولابرادور / CBC

وفي احتسابها لمعدّل البطالة تقوم عادةً وكالة الإحصاء باستقصاء الكنديين على امتداد أسبوع واحد خلال شهر معيّن لإصدار بيانات العمل لهذا الشهر.

وتستند بيانات وكالة الإحصاء لآذار (مارس) إلى المعطيات التي جمعتها في الأسبوع البادئ في اليوم الخامس عشر منه، وهو أسبوع مضطرب جداً للمجتمع الكندي. فخلال أيامه السبعة انتقل المواطنون من التخطيط لعطلات الربيع إلى الحجر المنزلي، وأغلقت المؤسساتُ أبوابها في إجراء للحد من انتشار الجائحة.

والصورة الفعلية لوضع سوق العمل في آذار (مارس) هي على الأرجح أسوأ من الوارد في مطلع التقرير. فوكالة الإحصاء تقول إنّه إضافةً إلى الـ1,011 مليون شخص الذين فقدوا وظائفهم خلاله هناك 1,3 مليون كندي لم يعملوا لأنّ مؤسساتهم كانت مغلقة، لكنهم اعتبروا أنفسهم من الناحية "التقنية" أنهم لا يزالون محتفظين بوظائفهم.

ويُضاف إليهم 800 ألف كندي عملوا بدوام أدنى بنسبة تفوق النصف عن دوام عملهم العادي.

مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

كما أنّ هناك 219 ألف كندي آخرين كانوا يعملون أوائل (آذار) مارس واعتُبروا خارج القوى العاملة في البلاد عند حلول أسبوع الاستقصاء الذي بدأ في 15 آذار (مارس)، لكنهم لم يُدرَجوا مع العاطلين عن العمل.

"لم يُحتسبوا كعاطلين عن العمل لأنهم لم يكونوا يبحثون عن عمل"، تقول وكالة الإحصاء مضيفةً أنّ عدم بحثهم عن عمل قد يُعزى إلى إغلاق الشركات أبوابها الواحدة تلو الأخرى وإلى التعليمات الصادرة عن السلطات بوجوب التزام التباعد الجسدي والبقاء في المنزل.

ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تكون الخسائر في الوظائف في نيسان (أبريل) الحالي أكبر من تلك المسجّلة الشهر الفائت.

يُشار إلى أنّ بإمكان الكنديين منذ يوم الاثنين تقديم طلبات الحصول على المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB)، وهي مساعدة مالية تندرج في إطار خطة الطوارئ التي وضعتها حكومة جوستان ترودو الليبرالية لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحالية الناجمة عن جائحة "كوفيد 19" والبالغة قيمتها 200 مليار دولار.

(وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

أثر "كوفيد - 19" على العالم أعمق من أثر هجمات 11 سبتمبر حسب رئيس مصرف كندي

"كوفيد - 19": أكثر من 966 ألف طلب للمساعدة الكندية لحالات الطوارئ في اليوم الأول

كندا: تراجُع منسوب التفاؤل لدى أرباب العمل حتى قبل جائحة "كوفيد – 19"

بنك كندا يخفّض الفائدة الأساسية 0,5 نقطة، مرة ثالثة في مارس، إلى 0,25%

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.