أعلن وزير الخارجيّة الكندي فرانسوا فيليب شامبان أنّ الحكومة وقّعت على عقد جديد مع السعوديّة لإلغاء تجميد حظر بيع الأسلحة للمملكة واستئناف تصديرها من جديد.
وكانت الحكومة الكنديّة قد قرّرت عام 2018 إعادة النظر في كلّ رخص بيع الأسلحة للسعوديّة، و عدم التوقيع على رخص جديدة، ولكنّ التجميد لم يشمل العقد الذي وقّعته حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر عام 2014.
وتبيع كندا للسعوديّة بموجب العقد البالغة قيمته 15 مليار دولار ناقلات جند مدرّعة للسعوديّة تصنّعها شركة جنرال دايناميكس لاند سيستمزس في مصانعها في لندن أونتاريو.
وقال وزير الخارجيّة فرانسوا فيليب شامبان إنّ العقد كان يخضع لإجراءات غير عاديّة من السريّة تحول دون تناول بعض تفاصيله الأساسيّة في مناقشة عامّة.
وألغت حكومة جوستان ترودو الليبراليّة تجميد بيع السلاح الذي اتّخذته عام 2018 في أعقاب اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي ظلّ توتّر العلاقات بين البلدين على خلفيّة حقوق الإنسان.
وقال فرانسوا فيليب شامبان إنّ الحكومة الكنديّة كانت ستتعرّض لغرامات ماليّة بمليارات الدولارات في حال ألغت صفقة بيع ناقلات الجند المدرّعة للسعوديّة ، علما أنّها تواجه الضغوط والانتقادات منذ سنوات لإلغائها.
وترأس وزير المال الكندي بيل مورنو فريق المفاوضين الذي أدخل تعديلات على الاتّفاق، م والتي عطت الحكومة هامشا أكبر للحديث عنه كما قال الوزير شامبان.

وقّعت كندا على صفقة بيع أسلحة للسعوديّة في عهد حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر/Luis Magana/CP
لكنّ المكاسب على صعيد الشفافيّة تبدو صعبة المنال إذ أنّ اجزاء كبيرة من الاتّفاق ما زالت محجوبة عن الجمهور، من بينها عدد الآليّات التي ستبيعها كندا للسعوديّة ونوع الأسلحة التي تحملها وعدد تلك التي تمّ شحنها حتّى الآن، والترتيبات المتعلّقة بخدمات بعد البيع.
"لا يمكننا الحديث عن تفاصيل الاتّفاق" قال وزير الخارجيّة فرانسوا فيليب شامبان الذي كان يردّ على أسئلة المعارضة حول توقيت إلغاء تجميد تصدير الأسلحة للسعوديّة الذي جاء وسط الحرب النفطيّة بين روسيا والمملكة.
وتساءلت هيلين لافرديير النائبة السابقة عن الحزب الديمقراطي الجديد عمّا دفع بالحكومة الفدراليّة للتراجع عن تجميد بيع الأسلحة وعمّا تغيّر على صعيد حقوق الإنسان في السعوديّة.
وندّدت لافيرديير على غرار بعض مجموعات المجتمع المدني بموقف الحكومة التي تستفيد حسب قول هذه المجموعات من الأزمة المحليّة والدوليّة كغطاء لاتّخاذ قرارها.
وأكّد فرانسوا فيليب شامبان أنّه تمّ تسليم 50 بالمئة من الآليات المدرّعة الخفيفة للسعوديّة، وأضاف ردّا على سؤال بأنّه تمّ تحسين الجدول الزمني للمدفوعات السعوديّة المتأخّرة، والتي تقارب قيمتها 3،4 مليار دولار.
وتساءل النائب جاك هاريس المتحدّث حول الشؤون الخارجيّة باسم الحزب الديمقراطيّ الجديد في مجلس العموم عمّا دفع بالحكومة لاتّخاذ قرارها الآن، في وقت ما زال سجلّ السعوديّة على صعيدي السياسة وحقوق الإنسان يثير المخاوف كما قال هاريس.
ويشار إلى أنّ التوتّر ساد العلاقات الكنديّة السعوديّة صيف العام 2018 على خلفيّة انتقاد كندا ملفّ حقوق الإنسان في المملكة.
وقد دعت وزيرة الخارجيّة الكنديّة في حينه كريستيا فريلاند السلطات السعوديّة للإفراج عن نشطاء حقوقيّين، ما اعتبرته المملكة تدخّلا في شؤونها الداخليّة، وطردت السفير الكندي لديها وسحبت سفيرها من أوتاوا،و دعت طلّابها والمبتعثين إلى مغادرة كندا.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.