أفادت  وثائق  حكوميّة داخليّة أنّ السلطات الفدراليّة الكنديّة تحرّكت ببطء لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجدّ وتفاجأت بسرعة انتشاره في البلاد.

,حتّى منتصف آذار مارس، كان مسؤولو الصحّة العامّة يقولون إنّ خطر انتشار الفيروس منخفض في كندا، وتمّ إغلاق المرافق الاقتصاديّة غير الضروريّة بعد أسبوعيم فقط في أواخر الشهر.

و أعدّت بعض الوزارات هذه الوثائق ورفعتها إلى لجنة  الصحّة في مجلس العموم الكندي.

وتردّدت كندا في مراقبة المسافرين الواصلين من الصين رغم أنّ منظّمة الصحّة العالميّة صنّفت خطر انتشار الفيروس من الصين في "مستوى مرتفع للغاية" و في "مستوى مرتفع" على الصعيد العالمي.

وأشار البيروقراطيّون حسب الوثائق التي أعدّوها لوزيرة  الصحّة الكنديّة باتي هايدو في العاشر من آذار مارس الفائت،  إلى وجود 12 إصابة فقط بالفيروس في كندا، و أنّ خطر انتشاره منخفض في الوقت الحالي. 

وأضافت الوثائق نفسها بأنّ النظام الصحّي الكندي "مجهّز جيّدا لاحتواء الحالات الواصلة  من الخارج، والحدّ من انتشار الفيروس في كندا".

وفي حين كانت الحكومة الكنديّة تعمل على إعادة الكنديّين من ووهان في إقليم هوبي في الصين، والكنديّين على متن السفينة السياحيّة دايموند برنسس، لم يكن الكلام يجري عن جائحة محتملة.

وشكّك مسؤولو الصحّة العامّة حسب الوثائق في صحّة المعلومات التي تناقلتها وسائل الإعلام و التي أوحت بأنّ الفيروس ينتقل بين الأشخاص في مدينة ووهان الصينيّة.

"على ضوء المعلومات المتوفّرة لدينا، ليس هناك من دليل واضح بأنّ الفيروس ينتقل بسهولة بين البشر" كما ورد في وثيقة  معدّة لوزارة الصحّة الكنديّة بتاريخ 19 كانون الثاني يناير الفائت.

وتفيد الوثائق نفسها أنّ الحكومة كانت تعارض فرض رقابة صارمة على العائدين من ووهان.

ونقلت الوثائق عن وزيرة الصحّة باتي هايدو  قولها لنظرائها في المقاطعات إنّه "من شبه المستحيل منع وصول الفيروس إلى كندا بسبب الطبيعة  الدوليّة للسفر".

والمهمّ كما قالت هايدو احتواء تداعياته والحدّ من انتشاره عندما يصل إلى كندا.

ورغم أنّ أكشاك المعلومات كانت موجودة في كبريات المطارات الكنديّة منذ 21 كانون الثاني يناير،لم تبدأ الحكومة بجمع المعلومات حول المسافرين الواصلين من الصين إلّا في 19 شباط فبراير.

وبين 22 كانون الثاني يناير و 19 شباط فبراير، وصل 58 ألف مسافر من الصين إلى كندا، من بينهم 2030 مسافرا وصلوا من إقليم هوبي بؤرة انتشار الوباء.

وخضع 68 منهم فقط لتحقيق معمّق من قبل مسؤول الحجر الصحّي، وثلاثة آخرون للفحص الطبّي.

ومن الصعب تحديد عدد الواصلين الذين يحملون عوارض  المرض الذين انتشروا بين الكنديّين.

وفي 7 شباط فبراير، بدأت الحكومة الكنديّة تدعو الواصلين إلى البلاد لدخول العزل المنزلي طوعيّا لمدّة 14 يوما لتجنّب انتشار الفيروس.

وحذّر مسؤولو وزارة الصحّة في وثيقة قدّموها للوزيرة باتي هايدو منتصف شباط فبراير من العزل المنزلي "الطوعي" مشيرين إلى عدم وجود القدرة على الامتثال للعزل أو فرضه دون اللجوء إلى قانون الحجر الصحّي.

ومن الأفضل كما ورد في الوثائق، أن يبقى العزل المنزلي طوعيّا، لتجنّب الضغط على موارد الصحّة العامّة.

وخلال مؤتمره الصحفي اليومي، ردّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو على أسئلة الصحفيّين حول ما حصل لخطّة كندا لاحتواء انتشار الفيروس.

وقال ترودو إنّه سيكون هناك وقت للتفكير في ذلك في وقت لاحق، وأعرب عن ثقته  بأنّ " الحكومة اتّخذت أفضل الخيارات على ضوء المعلومات التي لدينا" كما قال ترودو.

"رأينا دولا عديدة تفاجأت بطبيعة هذه الجائحة. والتحدّيات التي نواجهها في ما يتعلّق بحماية الكنديّين تجد صداها في التحدّيات التي تواجًه حول العالم": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الإذاعة الكنديّة)

روابط ذات صلة:

كوفيد- 19: كيبيك تكثّف الاختبارات في مراكز رعاية المسنّين

كوفيد 19: فرض عزل ذاتي 14 يوماً على كلّ عائدٍ إلى بريتيش كولومبيا من خارج كندا