وصف رئيس الحكومة الكندي جوستان ترودو عدد الوفيات المرتفع في مراكز الرعاية الطويلة الأمد في البلاد بأنّه "رهيب و مأساوي".
وقال ترودو الذي كان يتحدّث في مؤتمره الصحفي اليومي إنّه استمع إلى العديد من الأخبار المأساويّة حول ما حصل في هذه المراكز.
"قلوبنا مع عائلات الضحايا التي فقدت أفرادا أحبّاء بطريقة رهيبة. نعرف أنّنا نحتاج لبذل المزيد من الجهد، ولهذا السبب نسلّط الأضواء على مدى أهمّيتها، ليس لأنفسنا فحسب وإنّما أيضا لكلّ الذين نحبّهم، والعاملين في القطاع الصحّي والمسنّين، ولهذا نستمرّ في اتّباع التوجيهات": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وكرّر ترودو دعوته للكنديّين للبقاء في المنزل قدر المستطاع وغسل اليدين بعناية والتزام التباعد الاجتماعي.
وكانت الحكومة الكنديّة قد كشفت أمس الإثنين عن توجيهات مؤقّتة لمراكز الرعاية الطويلة الأمد، اتّخذتها بالتعاون مع حكومات المقاطعات الكنديّة التي تقع مراكز رعاية المسنّين تحت سلطتها.
. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة تحدّثت عن عدد مرتفع من الوفيات المرتبطة بوباء كوفيد-19 في مراكز رعاية المسنّين/Adrian Wyld/CP
وتشهد مراكز الرعاية الطويلة الأمد في مقاطعتي أونتاريو وكيبيك منذ نحو 3 أسابيع، ارتفاعا في عدد حالات الوفاة والإصابات المرتبطة بوباء كوفيد-19.
وقالت د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة إنّه في الحالات التي توفّرت فيها البيانات، "ندرك أنّ نصف عدد حالات الوفيات بمرض كوفيد -19 التي نتعقّبها مرتبط بمراكز الرعاية الطويلة الأمد".
وأضافت بأنّ النسبة مختلفة حسب كلّ مقاطعة، وحثّت الجميع على البقاء في المنزل لحماية المسنّين.
وتدرك الحكومة أنّ التوظيف يطرح مشكلة في مراكز الرعاية الطويلة الأمد كما قال جوستان ترودو، و أضاف بأنّ حكومته ستعمل مع المقاطعات من أجل تعزيز طواقم العمل في هذه المراكز.
دوغ فورد رئيس حكومة أونتاريو قرّر تمديد حالة الطوارئ الصحيّة في المقاطعة/Frank Gunn/CP
وأعطى ترودو مثالا على ذلك حكومة كيبيك التي قرّرت منح علاوة على الأجور لكلّ العاملين في الخطوط الاماميّة وشبكات الخدمات الصحيّة في المقاطعة.
وأضاف بأنّ لكلّ مقاطعة طريقتها في التعامل مع هذه المسألة، وأنّ البعض منها يتطلّع إلى الزيادة التي أقرّتها حكومة كيبيك برئاسة فرانسوا لوغو.
على صعيد آخر، أكّد رئيس الحكومة أنّ عودة الحياة إلى طبيعتها نوعا ما في كندا تتطلّب عدّة أسابيع، وحتّى في ذلك الحين، لن يحدث الأمر دفعة واحدة كما قال ترودو.
"نعرف أنّه من المهمّ أن ندفع بالاقتصاد نحو الامام، وأنّ علينا أن نقوم بذلك على مراحل. وعلينا أن نبقى حذرين إلى أن يتمّ اكتشاف لقاح لمرض كوفيد-19": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وأعلن رئيس الحكومة خلال مؤتمره الصحفي عن مساعدة ماليّة قدرها 170 مليون دولار ليوكن ونونافوت وأقاليم الشمال الغربيّة في الشمال الكندي الكبير، من بينها 72 مليون دولار لدعم أنظمتها الصحيّة.
وأشار ترودو إلى أنّ الحكومة شدّدت إجراءات الوقاية المتعلّقة بالنسبة للكنديّين العائدين إلى البلاد الذين سيتعيّن عليهم أن يقدّموا اعتبارا من اليوم خطّة عول منزلي "موثوقة" حتّى ولو لم تظهر عليهم أعراض المرض.
وفي حال تعذّر عليهم ذلك، سوف يضطرّون للبقاء في الحجر الصحّي في محيط واحد من المطارات الدوليّة الأربع التي ما زالت تستقبل رحلات دوليّة، في كلّ من تورونتو ومونتريال وكالغاري وفانكوفر.
فرانسوا لوغو رئيس حكومة كيبيك أعلن منح علاوة على الأجور لكلّ العاملين في القطاع الصحّي في مقاطعة كيبيك/Jacques Boissinot/CP
وسوف تعمد الحكومة كما قال ترودو، إلى توزيع 1،1 مليون كمّامة من طراز إن 95 على المقاطعات في غضون أيّام قليلة.
وحتّى كتابة هذه السطور، هناك 26206 إصابة مؤكّدة و 833 حالة وفاة مرتبطة بوباء كوفيد-19 في كندا.
على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي أنّ عددا كبيرا من الكنديّين لا يرغبون في العودة لاستئناف العمل قبل التأكّد من تحقيق تقدّم ملموس في جهود مواجهة جائحة كوفيد-19.
وأكّد 29 بالمئة في استطلاع أجرته مؤسّسة ليجيه أنّهم لن يستأنفوا العمل وأنشطة الترفيه، ولن يوافقوا على إلغاء الإجراءات المتشدّدة إلّا بعد مرور أسبوعين دون ظهور أيّة إصابة جديدة بالفيروس.
ويوافق كلّ واحد من أربعة أشخاص من المستطلعة آراؤهم على إلغاء الإجراءات المتشدّدة في حال ظهر عدد قليل من الإصابات الجديدة بالوباء، وفي حال تأكّدوا من أنّ النظام الصحّي لم يعد تحت وطأة الضغط الشديد.
وأجرت مؤسّسة ليجيه الاستطلاع بين 9 و 12 نيسان أبريل الجاري، وشمل 1508 أشخاص من البالغين.
وأكّد 20 بالمئة منهم أنّهم سيبقون في العزل المنزلي طالما لم يتمّ اكتشاف لقاح لوباء كوفيد-19.
ويفضّل الكنديّون بالإجمال أن يتمّ إلغاء الإجراءات المتشدّدة بصورة تدريجيّة على المديين المتوسّط والقصير حسب قول كرستيان بورك نائب رئيس مؤسّسة ليجيه لاستطلاعات الرأي.
وتوقّعت الحكومة الكنديّة أن يستغرق اكتشاف لقاح لهذا الوباء أشهرا عديدة، وألّا تنتهي الموجة الحاليّة من انتشار الوباء قبل منتصف الصيف المقبل.
لكنّ د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة الكنديّة قالت بالأمس إنّ منحنى الجائحة في كندا بدأ يُظهر بعض المؤشّرات المشجّعة.
وأظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسّسة ليجيه بالتعاون مع اتّحاد الدراسات الكنديّة، أنّ شعبيّة الحزب الليبرالي الحاكم بزعامة رئيس الحكومة جوستان ترودو ارتفعت منذ بداية الأزمة من 31 إلى 39 بالمئة في حين تراجعت شعبيّة أحزاب المعارضة، مقارنة بنتائج استطلاع جرى في 22 كانون الثاني يناير الفائت.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي / راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.