علما كندا (إلى اليسار) والولايات المتحدة يرفرفان في محيط جسر "أمباسادور" الذي يربط مدينة ويندسور الكندية بمدينة ديترويت الأميركية (Rob Gurdebeke / CP)

سيمرّ “قدرٌ كبيرٌ من الوقت” قبل تخفيف القيود على الحدود الكندية الأميركية

قام رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم بمناقضة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولكن بشكل لائق، إذ أعلن أنّه سيمر وقت طويل قبل أن تصبح كندا مستعدة لتخفيف القيود المفروضة على عبور الأفراد الحدود المشتركة بين البلديْن في إطار الإجراءات المشتركة للحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19".

وقال ترودو إنه تناول هذا الموضوع مع الرئيس الأميركي خلال مؤتمر لقادة دول مجموعة الدول السبع الصناعية عُقد بواسطة نظام "فيديو كونفرنس"، وأنهما اتفقا، نظراً للعلاقة الفريدة بين بلديْهما، على اعتماد مقاربة لإدارة السفر بين البلديْن تختلف عن تلك المتّبعة مع سائر دول العالم.

لكنّ هذا الأمر لا يعني أنّ قراراً بتخفيف القيود المفروضة على عبور الحدود المشتركة بات وشيكاً، أوضح ترودو.

"العمل الذي نواصل القيام به به من أجل الحفاظ على سلامة مواطنينا، فيما ننسق معاً بعناية شديدة، يختلف عن المقاربات التي نعتمدها مع سائر الدول حول العالم"، قال ترودو، مضيفاً "هناك اعتراف بأننا، فيما نسير قُدماً، سنولي هذه العلاقة (بين البلديْن) اهتماماً خاصاً".

"لكن في الوقت نفسه نعرف أنّه لا يزال هناك قدرٌ كبيرٌ من الوقت قبل أن يمكننا التحدث عن تخفيف هذه القيود" إن بالنسبة للحدود أو للتباعد الإجتماعي، أوضح ترودو.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إلى اليمين) ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو خلال اجتماعهما في البيت الأبيض في 20 حزيران (يونيو) 2019 (Sean Kilpatrick / CP)

ومن جهته غالباً ما يُظهر الرئيس الأميركي بوضوح أنه في عجلة من أمره لإعادة إطلاق اقتصاد بلاده، وهو أوحى أمس بأنّ نفاذ صبره قد يمتدّ إلى الحدود الشمالية لبلاده، ما يشكّل تحولاً في ميزان التوترات التي تحدّد في العادة العلاقات الكندية الأميركية.

يُشار إلى أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كوفيد - 19" تجاوز 34 ألف حالة في الولايات المتحدة عند إعداد هذا الخبر، وأنّ عدد الوفيات به تجاوز 34 ألف حالة، ما يضع الجارة الجنوبية لكندا، وجارتها البرية الوحيدة، في طليعة دول العالم من حيث عدد الإصابات والوفيات بهذا الوباء الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية "جائحة عالمية" قبل أكثر من شهر.

أمّا في كندا فعدد الإصابات هو بحدود 30 ألف حالة وعدد الوفيات 1262 حالة. وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد سكان الولايات المتحدة المُقدّر بنحو 330 مليون نسمة يفوق بنحو 8,7 أضعاف عدد سكان كندا كندا المقدّر بنحو 38 مليون نسمة.

وهذا يعني أنّ نسبة الإصابات بـ"كوفيد - 19" إلى عدد السكان في الولايات المتحدة تفوق مثيلتها في كندا بنحو 27 ضعفاً، وأنّ نسبة الوفيات به إلى عدد السكان في الولايات المتحدة تفوق مثيلتها في كندا بأكثر من 22 ضعفاً.

لكنّ الرئيس الأميركي بدا وكأنه يوحي بأنّ النسب متشابهة. "علاقتنا مع كندا جيدة جداً، وسنتحدث عن ذلك. والحدود (معها) ستكون من بين الأوائل التي سيُعاد فتحها"، قال ترامب، مضيفاً "كندا بخير، ونحن بخير، فإذاً سوف نرى".

مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا Radio-Canada / Paul Skene

يُشار إلى أنّ اتفاقاً بين كندا والولايات المتحدة لإغلاق حدودهما البرية المشتركة بوجه الأفراد الذين يقومون برحلات غير ضرورية دخل حيز التنفيذ في 21 آذار (مارس) الفائت، في إجراء هدف للحفاظ على سلامة سكان البلديْن في ظل جائحة "كوفيد - 19". لكنّ الحدود ظلت مفتوحة أمام التجارة بين البلديْن لضمان الحفاظ على استقرار سلسلة توريد السلع.

وهذا الاتفاق صالح لمدة شهر، وينتهي العمل به يوم الثلاثاء المقبل.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ من يدخل أراضيها براً بشكل غير نظامي

"كوفيد – 19": تراجُع الاقتصاد الكندي بـ9% في مارس، أكبر تراجُع منذ عام 1961

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.