تستقبل كندا سنويّا عددا كبيرا من العمّال الموسميّين الأجانب لسدّ النقص في اليد العاملة، ولا سيّما في قطاع الزراعة والبستنة الذي يستقطب العدد الأكبر منهم.
ووصل قبل أيّام عدد من العمّال المكسيكيّين إلى مونتريال، ودخلوا في الحجر الصحّي مدّة 14 يوما، عملا بإرشادات السلطات الصحيّة الكنديّة الهادفة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجدّ.
وتلقّى العمّال الذين وضعوا الكمّامات منذ وصولهم، الإرشادات الصحيّة بالبقاء على مسافة مترين من الآخرين وغسل اليدين قبل الانتقال إلى مزارع مقاطعة كيبيك التي تحتاج إلى هذه اليد العاملة المتخصّصة في مختلف قطاعات الزراعة.
يقول غي بوليوت، صاحب مزارع الفراولة وأحد أكبر مشغّلي العمّال الأجانب إنّ 110 وصلوا حتّى الآن إلى مزرعته الواقعة في جزيرة أورليان حيث يقيمون طوال فترة عملهم.
ويقول بوليوت إنّه خزّن كميّات كبيرة من المنتجات في الثلّاجات ويقوم بفحص درجة حرارة العمّال وتفقّد أيّة عوارض محتملة لدى كلّ منهم بصورة يوميّة طوال فترة الحجر الصحّي.
قطاع الزراعة الكيبيكي بحاجة للعمّال الموسميّين الأجانب/Marc-Antoine Lavoie/ Radio-Canada
والأمور لن تتغيّر بعد مباشرتهم العمل ، وسوف يتعيّن عليهم البقاء على مسافة مترين من بعضهم البعض وهو إجراء سهل التطبيق في الحقول كما قال بوليوت.
ويتخوّف العمّال من الخروج من نطاق المزارع خلال فترة إقامتهم، ويخشى أبناء المدينة من احتمال أن ينقل العمّال إليهم الفيروس.
لكنّ خشية العمّال تفوق خشية أبناء المدينة كما قال غي بوليوت صاحب مزارع الفراولة الكيبيكي، الذي أكّد استعداده لتأمين مشتريات البقالة للعمّال من غير أن يضطرّوا للخروج من نطاق المزرعة كما يرغبون به.
وكانت الحكومة الكنديّة قد أعلنت عن مساعدة ماليّة قدرها 50 مليون دولار للمزارعين، لتغطية تكلفة الحجر الصحّي للعمّال الموسميّين.
ويحصل صاحب العمل على 1500 دولار عن كلّ عامل أجنبي مؤقّت لتغطية النفقات الاستثنائيّة التي أدّت إليها جائحة كوفيد-19 كما قالت وزيرة الزراعة الكنديّة ماري كلود بيبو.
ورحّب فرناندو بوريا مدير توظيف العمّال الموسميّين الأجانب في مؤسّسة فيرم كيبيك FERME بالمساعدة الففدراليّة التي تأتي في وقت يعاني المزارعون من تأخير الموسم الزراعي نحوا من ثلاثة أسابيع بسبب الجائحة، ويقلقون على وضعهم المالي كما قال بوريا.
وزيرة الزراعة الكنديّة ماري كلود بيبو/Sean Kilpatrick/CP
وتستقبل كندا سنويّا نحوا من 60 ألف عامل موسميّ ، من بينهم 16 ألف عامل تستقبلهم مقاطعة كيبيك، يعملون في القطاع الزراعي ومصانع التحويل.
وتأخّر وصول العمّال الموسميّين من غواتيمالا هذه السنة، ومن المحتمل أن يتأخّروا بضعة أسابيع إضافيّة بسبب القيود التي فرضتها بلادهم على السفر في ظلّ جائحة كوفيد-19.
و ألمحت الحكومة الفدراليّة برئاسة جوستان ترودو الشهر الماضي إلى أنّها ستمنع العمّال الموسميّين الأجانب من دخول كندا في إطار جهود التصدّي لجائحة كوفيد-19.
لكنّها أعادت النظر في قرارها تحت وطأة الصدمة التي أثارها وبعد أن تخوّف المزارعون من احتمال انهيار القطاع الزراعي.
وأعربت البروفسورة في جامعة ماكغيل في مونتريال جيل هانلي، المتخصّصة في حقوق العمّال الأجانب،عن خشيتها من ألّا يتمكّن هؤلاء من الحصول على الرعاية الصحيّة في حال أصيبوا بالعدوى.
وأشارت إلى أنّ قلّة قليلة منهم يتحدّثون الفرنسيّة أو الإنكليزيّة لدرجة تكفي ليستفيدوا من المعلومات العامّة.
وأكّد غي بوليوت صاحب مزارع الفراولة الكيبيكي أنّه وزّع منشورات حول كوفيد-19 باللغة الإسبانيّة على العمّال في مزارعه.
وأوضح أنّه اتّخذ كافّة الإجراءات كي يتمكّنوا جميعا من الالتزام بالإرشادات الصحيّة وفي طليعتها الابتعاد مسافة مترين عن الآخرين، وأعرب عن ارتياحه لأنّه يتوقّع وصول كلّ العمّال الذين ينتظرهم في أقرب وقت إلى كيبيك.
وشجّع بوليوت الكيبيكيّين الذين فقدوا أعملهم بسبب الجائحة، على العمل في المزارع، رغم إقراره بصعوبة العمل بالنسبة لمن لا يملك خبرة في هذا المجال.
وعلم راديو كندا أنّ في نيّة حكومة كيبيك تقديم حوافز ماليّة لتشجيع الكيبيكيّين العاطلين عن العمل على العمل في القطاع الزراعي في المقاطعة.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.