يسعى التجّار الكنديّون لتجاوز العقبات التي فرضتها جائحة كوفيد -19 التي اضطرّت الكثيرين منهم إلى إقفال أبوابهم.
وارتفع الإقبال على التجارة الإلكترونيّة بصورة حادّة، ولجأ العديد منهم إلى كبريات الشركات المتخصّصة في مجال البيع الإلكتروني لبيع منتجاتهم وخدماتهم، ومن بينها أمازون و شوبيفاي كندا التي يقع مقرّها في العاصمة الكنديّة أوتاوا، وإي باي كندا.
وتسعى كلّ منها لمساعدة الشركات التي تعاني من تداعيات الجائحة من خلال تقديم سُلف ماليّة و إعفاءات من الرسوم و تأجيل تسديد القروض.
وكانت شركة شوبيفاي تقدّم خدماتها لنحو من 10 ملايين مشترك قبل الجائحة، وارتفع العدد حول العالم منذ آذار مارس الفائت بنسبة 75 بالمئة.
ويفيد استطلاع للرأي أجراه الاتّحاد الكندي للأعمال المستقلّة أنّ 56 بالمئة من الشركات الصغيرة لم تعد قادرة على تحمّل الديون في ظلّ الظروف الراهنة، ولم تعد لدى 30 بالمئة منها ما يكفي من السيولة لدفع فواتيرها المستحقّة في نيسان إبريل، كما أنّ 39 بالمئة تتخوّف من احتمال إغلاق أبوابها بشكل دائم.
وأعلنت شركة شوبيفاي على ضوء هذه الأرقام سُلفة ماليّة دون فائدة تصل حتّى 200 ألف دولار للشركات المؤهّلة لذلك.

يضع العديد من الأشخاص كمّامات لدى خروجهم للتسوّق للوقاية من وباء كوفيد-19/Frank Gunn/CP
ويتعيّن أن تسدّد الشركات السلف الماليّة من خلال مبيعاتها المستقبليّة، والغرض منها حسب شوبيفاي تقديم المساعدة لتلك التي تعاني ضائقة ماليّة والتي تدرك صعوبة الوقوع تحت الديون.
ويساهم التمويل في سدّ الاحتياجات التي لا تستطيع البنوك تلبيتها في الوقت الراهن، وفي مساعدة الشركات التي لديها حاجة ملحّة للحصول على السيولة فورا وليس في غضون أشهر حسب قول كاز نيجتيان المدير العام للحلول الماليّة لدى شوبيفاي الذي تحدّث لوكالة الصحافة الكنديّة.
وأضاف بأنّ التاجر غير ملزم بدفع أيّ شيء في حال لم يحقّق أيّة مبيعات، ولكنّه لم يحدّد قيمة السلف الماليّة للشركات الكنديّة.
شركة أمازون من جهة أخرى، ألغت في آذار مارس الفائت رسوم تخزين البضائع لمدّة أسبوعين، كما ألغت رسوم التخزين الطويلة الأمد للشركات التي تستخدم منصّتها.

محلّات البقالة والسوبر ماركت اتّخذت إجراءات الوقاية منذ انتشار وباء فيروس كورونا المستجدّ/Justin Tang/CP
"نعرف أنّ هذا تغيير لشركائنا في البيع، ونعمل جاهدين لمساعدتهم في هذه الأوقات العصيبة" كتبت الشركة في رسالة إلكترونيّة لوكالة الصحافة الكنديّة .
وتطرح التجارة الإلكترونيّة تحدّيا لصغار التجّار لأنّ اللجوء إليها يتطلّب مراحل كثيرة، و هناك من أصحاب الشركات والمتاجر من لجأ إلى حلول أخرى.
تيريزا رانسوم التي تملك محلّا لبيع الهدايا في كالغاري كانت تتطلّع دوما للتجارة الإلكترونيّة كما قالت في حديث لهيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي.
وتقول إنّها خصّصت الكثير من الوقت لإطلاق بوّابة للبيع الإلكتروني على موقعها، وهي مرتاحة لتجاوب الزبائن مع مبادرتها.
ميشيل فنتيمان فتحت قبل ستّة أشهر على الجائحة متجرا لإعادة التعبئة في مدينة كالغاري، تقدّم فيه للزبائن خدمة إعادة تعبئة الزجاجات والحاويات الصغيرة بمنتجات مثل صابون اليدين والشامبو وصابون الغسيل والمستحضرات ، عملا بشعار صفر نفايات كما قالت فنتيمان، خلافا لما يتطلّبه التسوّق عبر الإنترنت الذي يتطلّب استخدام الكثير من الأكياس و أوراق التغليف.
وباشرت فنتيمان منذ أن أغلقت أبواب متجرها بسبب جائحة كوفيد-19 بنقل المنتجات بسيّارتها إلى الزبائن بنفسها، وتقديم خدمة إعادة التعبئة المتنقّلة لهم كما قالت.
وتقوم بتعقيم الزجاجة أو الإناء الذي يتركه الزبون أمام منزله، وتعيد تعبئتها بصابون الغسيل وصابون اليدين وسوى ذلك من المنتجات قبل أن توزّعها من جديد على الزبائن.
وقد ارتفعت مبيعاتها بنسبة 15 بالمئة كما قالت لسي بي سي مشيرة إلى أنّ علمها يتطلّب الكثير من الوقت.
وتقول فنتيمان إنّ تصوير المنتجات التي تبيعها وكتابة العناوين والتفاصيل حول كلّ منها يستغرق وقتا طويلا، وقد يكون مملّا في حال كان عدد المنتجات المباعة مرتفعا.
ولكنّها مقتنعة رغم ذلك ، بأهميّة التجارة الإلكترونيّة وبأنّها مهمّة لجني المال كما قالت.
وباشر عدد من مطاعم مدينة كالغاري بتقديم خدمة بيع البقالة وتوصيلها إلى المنازل إلى جانب خدمة التوصيل التي ازداد الإقبال عليها منذ أن أقفلت المطاعم أبوابها في كندا بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ هيئة الإذاعة الكنديّة)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.