أعرب رئيس الحكومة جوستان ترودو عن ثقته بأنّ الحكومة وأحزاب المعارضة ستتوّصل إلى اتّفاق في ما بينها بشأن استئناف جلسات مجلس العموم الكندي في ظلّ جائحة كوفيد-19.
وكان أعضاء المجلس قد صوّتوا الشهر الماضي على مذكّرة لتعليق الأعمال حتّى العشرين من نيسان أبريل تخوّفا من تفشّي وباء فيروس كورونا المستجدّ.
وقد توصّلت الحكومة الليبراليّة برئاسة جوستان ترودو وهي حكومة أقليّة، إلى اتّفاق مع حزبي الكتلة الكيبيكيّة والديمقراطي الجديد المعارضَين، حول شروط استئناف العمل هذا الأسبوع ، لكنّ حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة رفض الموافقة عليه.
وينصّ الاتّفاق على عقد اجتماع واحد يحضره عدد محدّد من أعضاء المجلس التزاما بإجراءات التباعد والوقاية من الفيروس، وعقد اجتماعَين افتراضيَّين بمشاركة أعضاء من مختلف انحاء البلاد.
لكنّ حزب المحافظين يصرّ على عقد 3 جلسات أسبوعيّة في مجلس العموم، ويقول أندرو شير زعيم المحافظين إنّه من غير المقبول عقد اجتماع واحد فقط بحضور أعضاء المجلس شخصيّا.
"من غير المقبول عقد جلسة واحدة، حتّى لو أضيفت إليها جلسة افتراضيّة مع عدد أكبر من الأعضاء": زعيم المحافظين أندرو شير.
وأضاف شير أنّ التباعد الاجتماعي يعني الابتعاد عن الآخرين مسافة مترين ولا يعني الابتعاد عن البرلمان.

زعيم المحافظين أندرو شير رفض الموافقة على اقتراح الحكومة لاستئناف أعمال مجلس العموم/Adrian Wyld/CP
واليوم، عقد مجلس العموم جلسة حضرها عدد محدود من الأعضاء، قدّمت الحكومة خلالها مذكّرة بشأن الاتّفاق الموقع مع أحزاب المعارضة باستثناء حزب المحافظين، ومن المتوقّع أن يتمّ التصويت عليها في وقت لاحق بعد ظهر اليوم.
وقدّم المذكّرة بابلو رودريغيز زعيم الحكومة في مجلس العموم الذي أشار إلى أنّ كلّ اجتماع للمجلس يتطلّب حضور 100 شخص باللإضافة إلى عناصر الأمن، وعقد جلستين أسبوعيّا يعني مضاعفة الخطر كما قال.
وقال رئيس الحكومة جوستان ترودو صباح اليوم ردّا على الأسئلة في معرض مؤتمره الصحفي اليومي، إنّه لا يريد الدخول في " خلافات حزبيّة".
"أنا واثق اليوم من أنّنا سنكون قادرين على التوصّل إلى مقاربة تضمن استمراريّة مؤسّساتنا الديمقراطيّة خلال الأوقات العصيبة، ولكن بصورة مسؤولة": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وسبق أن تحدّث تردو أمس الأحد عن إحباط واعتبر أنّ مطالب المحافظين بشأن أعمال البرلمان غير معقولة.
وكان النائب بابلو رودريغيز زعيم الحكومة في مجلس العموم قد غرّد نهاية الأسبوع عبر موقع تويتر، وأشار إلى أنّ الاتّفاق ينصّ على عقد جلسة بحضور النواب شخصيّا وجلسات أخرى افتراضيّة.

مفوّضة الشرطة الملكيّة بريندا لاكي تغادر مجلس العوم بعد مؤتمر صحفي تناولت فيه حادثة إطلاق النار في نوفا سكوشا/Sean Kilpatrick/CP
وأضاف رودريغيز بأنّ الاتّفاق المقترح يمنح الأحزاب القدر نفسه من الوقت لطرح الأسئلة على رئيس الحكومة كما هي الحال في الجلسات العاديّة.
وقال رئيس الحكومة جوستان ترودو أمس الأحد خلال مؤتمره الصحفي إنّه يتطلّع للإجابة على أسئلة أحزاب المعارضة، ولكنّه ينبغي أن تكون مسؤولة في هذه المرحلة كما قال ترودو.
وأضاف ترودو بأنّه من غير المسؤول دعوة 338 نائبا إلى مجلس العموم في ظلّ إجراءات التباعد التي فرضتها مواجهة الجائحة.
وردّ زعيم المحافظين أندرو شير بأنّ ترودو يخادع بتصوير هذا السيناريو للكنديّين على أنّه واقعي مشيرا إلى أنّ أيّا من الأحزاب لم يدع لذلك.
واليوم الإثنين، كرّر جاغميت سينغ زعيم الديمقراطيّين الجدد أنّه ما زال على موقفه من الاتّفاق بين حزبه والحزب الليبرالي الحاكم وحزب الكتلة الكيبيكيّة بشأن جلسات مجلس العموم.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ اجتماعا واحدا في الأسبوع بحضور الأعضاء شخصيّا يكفي لمناقشة التشريعات وإقرارها بشكل طارئ للتجاوب مع جائحة كوفيد-19.
واستهلّ رئيس الحكومة مؤتمره الصحفي اليوم بتقديم التعاوي إلى عائلات ضحايا حادثة إطلاق النار التي وقعت في مقاطعة نوفا سكوشا واودت بحياة 19 شخصا حسب آخر حصيلة.
"لا مكان في كندا لأيّ نوع من أنواع العنف" قال جوستان ترودو.
وأضاف بأنّ سهرة افتراضيّة على ضوء الشموع ستجري يوم الجمعة المقبل حدادا على أرواح الضحايا.
وأوضح ترودو بأنّ الحكومة تتطلّع لاتّخاذ إجراءات أكثر تشدّدا للرقابة على الأشلحة مع عودة جلسات مجلس العموم بصورة شبه عاديّة.
"كنّا على وشك إصدار قانون لحظر الأسلحة الهجوميّة في البلد ولكنّنا اضطررنا لتعليق الأعمال بسبب انتشار الوباء. وفي نيّتنا المضيّ قدما في هذا الاجراء واتّخاذ إجراءات إضافيّة عندما يستأنف مجلس العموم أعماله": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وأكّد رئيس الحكومة أنّ الشرطة الفدراليّة تواصل تحقيقها في الحادثة وأنّها مع السلطات المحليّة في المقاطعة، ستطلع الكنديّين على تفاصيل ما جرى.
ونشير أخيرا إلى أنّ زعماء المعارضة في مجلس العموم الكندي وجّهوا تعازيهم إلى عائلات ضحايا إطلاق النار في نوفا سكوشا، وتمّ تنكيس الأعلام فوق مقرّ البرلمان في أوتاوا حدادا على الضحايا.
كما جرى تنكيس الأعلام فوق مقرّ الجمعيّة التشريعيّة الكيبيكيّة في مدينة كيبيك، وأعلنت العديد من المدن الكنديّة تنكيس الأعلام فوق مقارّ مجالسها البلديّة.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.