رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مجيباً أمس على سؤال في مجلس العموم (Adrian Wyld / CP)

ترودو يعد بالقيام باللازم لتجنّب إتلاف معدّات طبّيّة من مخزون كندا الوطنيّ

قال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو إنّ كندا ستتجنب من الآن فصاعداً إتلاف معدات ولوازم طبية من مخزونها الوطني وستتحقق من توزيعها قبل انتهاء تاريخ صلاحية استخدامها.

وأضاف ترودو أمام مجلس العموم أنّه فوجئ وشعر أيضاً بالاستياء عندما علم مؤخراً أنّ السلطات الكندية أتلفت العام الماضي مليونيْ قناع تنفّس من فئة ’’ان 95‘‘ (N95) وأكثر من 400 ألف زوج من القفازات الطبية بسبب انتهاء تاريخ صلاحيتها في عام 2014. وقناع "ان 95" هو السلعة التي عليها الطلب الأكبر حالياً حول العالم في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".

"انزعجنا جداً من هذه القصة"، قال رئيس حكومة الأقلية الليبرالية لزعيم حزب المحافظين، حزب المعارضة الرسمية، أندرو شير الذي طلب توضيحات حول هذا الموضوع مع استئناف مجلس العموم أمس جلساته.

زعيم المحافظين، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، أندرو شير يطرح سؤالاً على الحكومة أمس في المجلس (Adrian Wyld / CP)

واتهم شير حكومة ترودو بأنها قامت باقتطاعات في خطة التأهب للأوبئة، مخفّضة التمويل المخصص لها من 73 مليون دولار عام 2014 إلى 51 مليون دولار عام 2019، ومتيحةً لمعدّات ولوازم قيّمة بأن تنتهي صلاحيتها، فلم تتوفر لموظفي الخطوط الأمامية في قطاع الصحة عندما أصبحوا بأمسّ الحاجة إليها في ظلّ الجائحة الحالية.

يُشار إلى أنّ الحزب الليبرالي الكندي بقيادة ترودو وصل إلى السلطة في خريف 2015 بعد نحو عشر سنوات متواصلة من حكم المحافظين بقيادة ستيفن هاربر.

ووعد ترودو أمس بإعادة النظر في البروتوكولات المتّبعة بالنسبة للمخزون الوطني بحيث يتم توزيع المعدات واللوازم الطبية قبل انتهاء تاريخ صلاحيتها واستبدالُها بأُخرى جديدة.

وزيرة الصحة الكندية باتريشا هايدو (Sean Kilpatrick / CP)

وكانت وزيرة الصحة باتي هايدو قد أقرّت مؤخراً بأنّ المخزون الوطني لم يكن كافياً لتلبية الاحتياجات الحالية، لكنها أشارت أمس إلى أنّه كان كافياً للاستجابة إلى كافة الطلبات الـ33 التي تقدّمت بها المقاطعات والمتصلة بمعدات الحماية الشخصية.

يُشار إلى أنّ كندا أنشأت "المخزون الوطني الاستراتيجي لحالات الطوارئ" (RNSU - NESS) عام 1952. وأصبح المخزون مصدر إمداد بمستلزمات الإغاثة للمقاطعات والأقاليم في الأزمات الكبرى.

ويتكوّن المخزون الوطني من أقنعة تنفس وقفازات طبية وبطانيات وأسرّة محمولة وأدوية، كمضادات الفيروسات ومضادات الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وتقول وكالة الصحة العامة في كندا إنّه تمّ اللجوء للمخزون الوطني مرات عدة في السنوات العشر الأخيرة، لاسيما خلال تفشي فيروس "إتش1 إن1" (H1N1) عام 2009، وخلال حرائق الغابات وفيضانات الأنهر وتفشي مرض السلّ عام 2018 في سالويت وهي بلدة في أقصى شمال مقاطعة كيبيك يقطنها الإنويت من سكان كندا الأصليين.

وزيرة الخدمات العامة والمشتريات في الحكومة الكندية أنيتا أناند في مؤتمر صحفي عقدته في أوتاوا في 16 نيسان (أبريل) 2020 (Adrian Wyld / CP)

وفي سياق متصل قالت وزيرة الخدمات العامة والمشتريات أنيتا أناند الأسبوع الماضي إنّ كندا طلبت من الصين نحواً من 145 مليون قناع تنفّس جديد من فئة "ان 95" وإنها تتوقع توزيع نحو مليونيْن منها على المستشفيات الكندية بحلول نهاية الأسبوع الماضي.

ويُعتبر قناع "ان 95" من بين الأنجع للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ، إذ يحكم إغلاق المنطقة المحيطة بالفم والأنف ويحمي من يرتديه من استنشاق الجسيمات الدقيقة في الهواء بنسبة 95%.

واستوضح شير ترودو مرتيْن أمس حول صحة أخبار مفادها أنّ ثلاث طائرات أرسلتها كندا إلى الصين لشحن الأقنعة عادت أدراجها إلى كندا يوم الأحد فارغة. فلم ينفِ رئيسُ الحكومة هذه الأخبار، وأشار إلى أنّ كندا، أسوةً بدول أُخرى، تكافح في ظلّ منافسة دولية "شرسة" من أجل الحصول على هذه المعدات ذات الأهمية البالغة في ظل الجائحة الحالية.

أقنعة تنفّس من فئة "ان 95" (Mladen Antonov / AFP)

وفي وقت لاحق أبلغت المتحدثة باسم الوزيرة أناند، سيسيلي روي، وكالة الصحافة الكندية أنّ أربع طائرات وصلت من الصين نهاية الأسبوع الماضي، كما كان مقرَّراً، حاملة أقنعة من فئة "ان 95" وأقنعة للجراحين وملابس وقائية للعاملين في القطاع الصحي وكمية من عنصر رئيسي في اختبارات الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ.

لكنّ إحدى هذه الطائرات عادت بالفعل فارغةً حسب روي التي عزت السبب إلى زحمة في رحلات الشحن الجوي في مطار شانغهاي، ما حال دون وصول شحنة البضائع إلى تلك الطائرة قبل إقلاعها. وأوضحت روي أنّ الحكومة اتخذت إجراءات لمنع تكرار حالات من هذا النوع.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد - 19": ترودو واثق من التوصّل إلى اتّفاق لاستئناف جلسات مجلس العموم

من المبكر جداً بدء تخفيف قيود التباعد وإغلاق الاقتصاد برأي 77% من الكنديين

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.