اتّخذت مصلحة السجون الكنديّة إجراءات استثنائيّة للتصدّي لجائحة كوفيد-19 في السجون الفدراليّة في كافّة أنحاء البلاد.
وشملت الإجراءات الزيارات التي يقوم بها للسجون موظّفو مكتب المحقّق في السجون لأنّهم يعملون عن بعد منذ تفشّي الوباء.
و مكتب محقّق السجون منظّمة مستقلّة تتولّى الإشراف على الأوضاع في السجون الفدراليّة،
ومن المحتمل أن يقوم موظّفو المكتب بزيارة السجون في الحالات الطارئة مع الالتزام بإرشادات السلطات الصحيّة للوقاية من الفيروس كما كتبت مصلحة السجون الكنديّة على موقعها الإلكتروني.
و لم يتلقّ المحقّق إيفان زينغر أيّة معلومات حول عدد السجناء الذين تمّ الإفراج عنهم للحدّ من انتشار الفيروس في وقت يزداد فيه التحذير من ارتفاع عدد الإصابات في السجون.
سجن برامبتون في أونتاريو أقفل أبوابه وتمّ نقل السجناء منه بعد وقوع إصابات بمرض كوفيد-19 /Nathan Denette/CP
ورغم الطلبات المتكرّرة التي رفعها إلى مصلحة السجون الكنديّة، لم يتلقّ زينغر كما قال في حديث لهيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي، إلّا معلومات ضئيلة حول عدد السجينات الحوامل وسواهنّ من السجناء المصابين بمرض السرطان الذين تمّ إخلاء سبيلهم بسبب الجائحة.
وتشير البيانات التي تلقّاها محقّق السجون للفترة الممتدّة من كانون الثاني نوفمبر 2019 حتّى آذار مارس 2020 إلى "تقلّبات عاديّة" في عدد السجناء الذين خرجوا من السجن.
"لم أتلقّ أيّة بيانات تشير إلى عدد الأشخاص الذين خرجوا مقارنة بالمعدّل الطبيعي للداخلين" إيفان زينغر محقّق السجون الكندي.
وكان وزير الأمن العام الكندي بيل بلير قد دعا قبل نحو ثلاثة أسابيع مصلحة السجون الكنديّة للبحث عن استراتيجيّة للإفراج عن بعض السجناء للتخفيف من خطر انتشار الوباء في السجون.
بيل بلير وزير الأمن العام الكندي يتحدّث في مؤتمر صحفي في 20-04-2020/Adrian Wyld/CP
وأثار وزير الأمن العام بعض الغموض عندما قال بالأمس ردّا على أسئلة الصحفيّين إنّه تمّ الإفراج عن بضع مئات من السجناء، ويجري البحث في نحو 600 طلب بهذا المعنى.
وأوضح المتحدّث باسم بلير في وقت لاحق أنّ الوزير كان يقصد من خلال تصريحه السجناء الذين حصلوا على إخلاء السبيل المشروط والذين قضوا مدّة عقوبة السجن.
وأفاد مكتب الوزير بأنّه لا يمكنه إعطاء رقم محدّد حول السجناء الذين أُخلي سبيلهم بسبب الجائحة.
وكان مكتب الإخلاء المشروط قد عمد إلى تسهيل بعض إجراءاته مع ارتفاع طلبات إخلاء السبيل المشروط خلال الجائحة، ولمساعدة شركائه في مصلحة السجون الكنديّة كما أفاد بيان صادر عن مكتب وزير الأمن العام.
ولم تعط مصلحة السجون الكنديّة عدد الذين تمّ إخلاء سبيلهم بشروط بسبب انتشار الوباء، واكتفت بالقول لسي بي سي إنّه يتمّ عادة الإفراج عن 600 سجين شهريّا، وتمّ الإفراج الشهر الفائت عن 636 سجينا.
ويتلقّى 9 سجناء أصيبوا بمرض كوفيد-19 العلاج في المستشفى، من بينهم 4 في في مقاطعة كيبيك وخمسة في مقاطعات الشرق الكندي كما قالت مارتين روندو المتحدّثة باسم مصلحة السجون الكنديّة.
واتّخذت المصلحة كما قالت روندو، كلّ الإجراءات الممكنة لتجنّب انتشار الفيروس، وتعمل بالتعاون مع وكالة الصحّة العامّة الكنديّة على تحديد الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع المصابين، كما تسعى لكي يكون الإفراج عن السجناء آمنا بالنسبة للمجتمع كما قالت.
وحذّرت مجموعات مدافعة عن حقوق السجناء من أنّ ازدحام السجون يشكّل أرضيّة خصبة لتفشّي فيروس كورونا المستجدّ.
وحذّرت من أنّ بعض السجناء المرضى والمتقدّمين في السين هم أكثر عرضة للإصابة من سواهم.
ويبلغ عدد نزلاء السجون الكنديّة 14 ألف سجين، ويعاني العديد منهم من أمراض مزمنة و عتَه وإعاقات.
وتقول المجموعات المدافعة عنهم إنّ خفض العدد في السجون يساعد في الحدّ من انتشار الوباء بينهم وبين العاملين في السجون ويسهّل التباعد الاجتماعي.
وتقول كاترين لاتيمير المديرة التنفيذيّة في مؤسّسة جون هاورد الكنديّة التي تبحث عن حلول لإصلاح السجون ومعالجة مشكلة الجرائم فيها، إنّه يجري التكتّم حول عدد السجناء المفرج عنهم بسبب الوباء.
وتسري شائعات بأنّه سيتمّ الإفراج عن سجناء ممّن تجاوزوا الخامسة والستين من العمر وآخرين شارفت مدّة عقوبتهم نهايتها.
وتتخوّف لاتيمير من أن الوباء قد انتشر في السجون وقد تأخّرت الحكومة الفدراليّة كثيرا في التصرّف في هذا المجال كما قالت.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.