أكّد ستيفن ماكنيل رئيس حكومة نوفا سكوشا أنّ حكومته كانت جاهزة لاستخدام نظام التنبيه الشامل ولكنّها لم تتلقّ طلبا بهذا المعنى من الشرطة الملكيّة الكنديّة.

وأضاف بأنّ نظام إدارة الطوارئ  في المقطعة كان جاهزا وتمّ استدعاء تقنيّين يوم السبت، ولكنّ الحكومة لم تتلقّ أيّ طلب لاستخدامه.

ويوجّه نظام التنبيه الشامل رسائل تنبيه للمواطنين عبر الإذاعات والتلفزيون والهواتف الخليويّة في الحالات الطارئة. 

وتقع صلاحيّة استخدامه على عاتق الحكومة الفدراليّة وحكومات المقاطعات والأقاليم التي توجّه من خلاله رسائل تنبيه للمواطنين في حالات الطوارئ.

وجاء تصريح ماكنيل في وقت يطرح أبناء المقاطعة علامات استفهام كثيرة حول عدم لجوء الشرطة الملكيّة إلى نظام التنبيه في حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة 22 شخصا نهاية الأسبوع الفائت.

واشتكى العديد من أبناء نوفا سكوشا من عدم استخدامه خلال حادثة إطلاق النار من قبل الشرطة الملكيّة التي  وجّهت بدل ذلك رسائل حول تطوّر العمليّة ومطاردة المسلّح عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي.

 ولم تستخدم أيّة وكالة عامّة نظام التنبيه الشامل خلال الحادثة رغم أنّه استُخدم مؤخّرا لدعوة المواطنين إلى التزام التباعد الاجتماعي في إطار جهود التصدّي لجائحة كوفيد-19.

ويقول العديد من أبناء المنطقة التي امتدّت فيها مساحة الجريمة إنّهم اطّلعوا على وجود مسلّح ناشط يطلق النار من خلال اتّصالات هاتفيّة  تلقّوها من الأهل والأصدقاء.

وتقول هيذر ماثيوز  التي فقدت صديقتها في الحادثة، إنّ الجميع يملكون أجهزة تلفزة وراديو، ولكنّ الجميع لا يستخدمون دوما وسائل التواصل الاجتماعي.

و لديها شعور كما قالت، بأنّه كان من الممكن تجنّب سقوط هذا العدد من القتلى لو تلقّى أبناء المنطقة تنبيها على غرار التنبيه الذي يرسله  نظام التنبيه أمبر المستخدم في حالات خطف الأطفال في كندا والولايات المتّحدة.

وقد خرجت ماثيوز وزوجها لممارسة رياضة المشي صباح الأحد، وسار كلّ منهما في طريق، وسمعا صوت إطلاق نار، واعتقدا أنّ صيّادا موجود في الجوار.

ولم يعلم الزوجان بالحادثة إلّا بعد العودة إلى المنزل حيث تلقّيا اتصالا من صديق حذّرهم  من  وجود مسلّح في بورتابيك كما قالت هيذر ماثيوز.

وتقع بورتابيك في منطقة ريفيّة نائية شمال نوفا سكوشا حيث خدمة الإنترنت متقطّعة واستخدام موقع تويتر للتواصل الاجتماعي ليس شائعا فيها.

واستخدمت الشرطة موقع تويتر لتوجيه الرسائل إلى الآلاف من متتبّعي صفحتها على شبكة التواصل الاجتماعي ودعتهم في تغريدة وجّهتها ليل السبت إلى البقاء داخل منازلهم لأنّها تلقّت اتّصالا حول إطلاق نار في بورتابيك. 

وأرسلت تغريدة أخرى فجر الأحد تضمّنت اسم شخص وصورته ونبّهتهم لضرورة البقاء في منازلهم لأنّه مسلّح وخطير.

وتقول الشرطة الملكيّة الكنديّة إنّ المسلّح أكمل طريقه  وواصل إطلاق النار  لأنّه كان يرتدي بزّة شرطة أصليّة ويقود سيّارة عدّلها كي تبدو شبيهة بسيّارات الشرطة.

وقال شهود عيان إنّ المسلّح انتقل من قرية بورتابيك إلى قرية شابيناكادي التي تبعد عنها 50 كيلومترا حيث قام أشخاص بأخذ صور وشرائط فيديو يظهر فيها ما  يبدو كسيّارتي شرطة تشتعلان وجثّة على الأرض.

ولقيت الشرطيّة هايدي ستيفنسون عنصر الشرطة الملكيّة الكنديّة مصرعها في الحادثة، وأصيب رفيقها الشرطي تشاد موريسون بجروح استدعت نقله إلى المستشفى، ولكنّه غادره بعد تلقّي العلاج.

بزّة شرطة وسيّارة شرطة مزيّفة في صلب التحقيق:

و تمكّن المسلّح من مواصلة طريقه و إيقاع المزيد من الضحايا قبل أن تقتله الشرطة، لأنّه كان يرتدي زيّ شرطة ويقود سيّارة لا تختلف عن سيّارات الشرطة إلّا من خلال الرقم الذي يظهر على زجاجها الخلفي من جانب السائق كما قالت الشرطة الملكيّة الكنديّة.

ولم تدرك الشرطة أنّ السيّارة مزيّفة إلّا بعد مشاهدة الرقم على زجاجها الخلفي.

وسوف يشمل التحقيق كافّة قطع السيّارة التي استخدمها المسلّح في بناء نسخة طبق الأصل عن سيّارة الشرطة.

ومن غير المعروف حتّى الآن ما إذا كان المسلّح قد استعان بأحد للحصول على قطع السيّارة، والسؤال  بهذا الشأن واحد من بين أسئلة عديدة يجري التحقيق بشأنها.

النسخ  المقلّدة طبق الأصل عن السيّارات ليست نادرة:

والشرطة على علم بوجود نسخ طبق الأصل عن سيّارات، ويشتري العديد من أصحاب  مجموعات السيّارات شعارات الشرطة، وقد يكون المسلّح اشترى بعض القطع كما قال بيار إيف بورديوتس  نائب المفوّض السابق في الشرطة الملكيّة الكنديّة.

ومن السهل شراء قطع السيّارات  في نوفا سكوشا في المزادات العلنيّة كما يقول دافيد جيلز الأخصّائي في السيّارات والسيّارات المستخدمة المعاد بيعها.

ولكنّه يعتقد أنّ السيّارة التي استخدمها المسلّح جديدة و قد أجرى  تعديلات بالغة الدقّة عليها لتبدو كأنّها سيّارة شرطة.

ومن المتوقّع أن يصطدم تحقيق الشرطة الملكيّة حول التعديلات التي أجراها المسلّح على السيّارة  بعراقيل لأنّها واحدة من بين  السيارتين اللتين احترقتا خلال عمليّة المطاردة.

من المبكّر استخلاص النتائج:

وما زالت تفاصيل التحقيق التي كشفت عنها الشرطة الملكيّة الكنديّة محدودة كما قالت ىن ماري بيلان أستاذة علم الجريمة في جامعة مونكتون في مقاطعة نيو برنزويك.

ومن غير المعروف بعد إن كان هذا الشخص يكنّ مشاعر الحقد للشرطة وإن كان قد خطّط للجريمة واستخدم الأدوات التي بين يديه لارتكاب جريمة ومن هم الأشخاص الذين يستهدفهم كما قالت بيلان.

لكنّ المعروف عنه أنّه كان يحلم  عندما كان شابّا بأن يصبح شرطيّا، وظهر في  صورة منشورات مدرسته بزيّ شرطي.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

نوفا سكوشا: “الجراح لن تلتئم” بعد حادثة إطلاق النار

حزن في كندا بعد الكشف عن أوّل ضحايا عملية إطلاق النّار في نوفاسكوشا