طالبو لجوء يأخذون قسطاً من الراحة في 10 آب (أغسطس) 2017 في واحدةٍ من الخيم التي نصبها لهم الجيش الكندي عند مركز لاكول الحدودي في مقاطعة كيبيك بعد قدومهم براً من الولايات المتحدة / Graham Hughes / CP

إعادة فتح الحدود البرية أمام بعض طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة

أعادت كندا فتح حدودها البرية مع الولايات المتحدة أمام طالبي اللجوء، ولكن بنسبة محدودة. فالسلطات الكندية لا تزال تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ شخص يدخل أراضيها براً بصورة غير نظامية، لكن مَن يدخل مركزاً حدودياً كندياً ويستوفي بعض الشروط بات بإمكانه تقديم طلب لجوء.

لكن هذا لا يعني أنّ الموقف الكندي قد تغيّر، حسب رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو ونائبته كريستيا فريلاند. "حسب علمي" لم يتغيّر شيء، قال ترودو أمس.

"لا، موقف كندا لم يتغيّر"، أكّدت أيضاً فريلاند عدة مرات أمس خلال مؤتمر صحفي، مشيرةً إلى أنّ من يجتازون الحدود عند نقاط عبور غير رسمية، كطريق روكسهام في جنوب مقاطعة كيبيك عند الحدود مع ولاية نيويورك على سبيل المثال، سيُجبَرون على العودة إلى الولايات المتحدة.

"كندا تأخذ على محمل الجدّ التزاماتها الدولية المتعلقة بمعاملة اللاجئين"، أضافت فريلاند.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً من أمام منزله في أوتاوا في إحدى إحاطته الإعلامية اليومية (Sean Kilpatrick / CP)

لكن، في الوقائع، دخل مرسوم جديد حيز التنفيذ في الدقيقة الأولى من يوم أمس، أي مباشرة بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، وهو يتيح لطالبي اللجوء الدخول إلى كندا بالرغم من تمديد الاتفاق مع الولايات المتحدة حول إغلاق الحدود البرية المشتركة بوجه الأفراد الذين يقومون برحلات غير ضرورية شهراً إضافياً بهدف الحفاظ على سلامة سكان البلديْن في ظل جائحة "كوفيد - 19".

وجاء في نص المرسوم أنّ منع "أيّ أجنبي من دخول كندا انطلاقاً من الولايات المتحدة" لا ينطبق على الأشخاص "الذين يسعون لدخول كندا قادمين من الولايات المتحدة من أجل تقديم طلب لجوء".

لكن هناك توضيحات حول هذا الكلام، والبعض منها وردَ في مرسوم سابق بتاريخ 26 آذار (مارس) الفائت، أي بعد خمسة أيام على دخول الاتفاق الأساسي لإغلاق الحدود الكندية الأميركية بوجه الأفراد الذين يقومون برحلات غير ضرورية حيز التنفيذ.

إذ تتيح الحكومة بموجب المرسوم السابق لعديمي الجنسية والمواطنين الأميركيين والقاصرين غير المصحوبين التوجّه إلى مركز حدودي كندي لتقديم طلب لجوء.

"من الآن فصاعداً نوسّع هذه الاستثناءات، نعيد فتح باب"، يقول المحامي المتخصص في شؤون الهجرة واللجوء ستيفان هاندفيلد لراديو كندا بعد مقارنته المرسوميْن.

فموجب المرسوم الجديد بات بإمكان الشخص الذي يقيم أحد أفراد عائلته في كندا، أو من لا يحتاج لتأشيرة لدخول كندا، أو من هو متهم في بلد آخر بارتكاب مخالفة تصل عقوبتها إلى حدّ الإعدام، أن يقدّم هو أيضاً طلب لجوء في مركز حدودي كندي، يشرح هاندفيلد.

مواطنون نيجيريون قادمون من الولايات المتحدة يعبرون الحدود الكندية بصورة غير نظامية عند طريق روكسهام في مقاطعة كيبيك بهدف طلب اللجوء لدى السلطات الكندية (أرشيف) (René Saint-Louis / Radio-Canada)

ويُعيد المرسومان العمل ببعض أحكام اتفاق البلد الثالث الآمن (Canada-U.S. Safe Third Country Agreement) الموقّع بين كندا والولايات المتحدة عام 2002، في أعقاب هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 على الولايات المتحدة، والذي أدّى الاتفاقُ الأخير لإغلاق الحدود المشتركة إلى تجميده.

"في النهاية قد يعني الأمر الكثير من الناس، كالراغبين بالمجيء إلى كندا من أجل الانضمام إلى عائلاتهم، ومن ضمنهم على سبيل المثال أشخاص من الجالية الهايتية"، يقول هاندفيلد.

ويذهب رئيس الجمعية الكيبيكية لمحامي ومحاميات الهجرة (AQAADI) غيوم كليش ريفار في الاتجاه نفسه، إذ يرى أنّ "هذا التليين يتيح حماية الأشخاص الأكثر ضعفاً"، مضيفاً أنّ الجمعية "ترحّب بهذا الانفتاح وببادرة الرأفة هذه الصادريْن عن كندا".

ويشير ريفار إلى ضرورة فرض الحجر الصحي مدة 14 يوماً على طالبي اللجوء المعنيين، كإجراءٍ وقائي في ظل جائحة "كوفيد - 19".

ولتطبيق هذا الحجر الصحي الإلزامي قامت الحكومة الفدرالية باستئجار غرف في أحد فنادق مدينة لاكول الكيبيكية الواقعة عند الحدود مع ولاية نيويورك، يقول رئيس نقابة موظفي الجمارك والهجرة جان بيار فورتان مشيراً إلى إمكانية إيواء ما بين 80 و100 طالب لجوء.

وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي ماركو منديتشينو متحدثاً في مؤتمر صحفي في 19 آذار (مارس) 2020 في أوتاوا (Justin Tang / CP)

وأكّد مكتب وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة ماركو منديتشينو لراديو كندا هذه المعلومة، مشيراً إلى التوصل إلى اتفاق مع فندق قريب من الحدود لإيواء طالبي اللجوء وإلى تحمّل الحكومة نفقات الإيواء.

لكن فورتان لا يخفي "قلق" أعضاء نقابته لأنّ الكثيرين من بين طالبي اللجوء سيأتون من ولاية نيويورك، أكبر بؤرة لتفشي الجائحة في الولايات المتحدة، معرباً عن استغرابه لقرار الحكومة.

"نحن في ذروة الجائحة، وكانت استراتيجية الحكومة في فرض قيود حدودية تعمل بشكل جيد جداً. لا نفهم (لماذا أقدمت الحكومة على هذه القرار)"، يقول فورتان.

"كندا بلد يرحّب بالذين يهربون من الحروب وأعمال الاضطهاد"، قالت من جهتها ماري ليز باور، المتحدثة باسم وزير السلامة العامة بيل بلير، مضيفةً أنّ الحدّ من عدد المسافرين الذين يأتون إلى كندا يساهم في الحدّ من انتشار الجائحة، في إِشارة منها إلى إغلاق الحدود الكندية الأميركية بوجه الأفراد الذين يقومون برحلات غير ضرورية وإلى تدابير أُخرى اتخذتها الحكومة للحدّ من حركة السفر.

وذكّرت ليز باور بأنّ كندا لا تزال تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ من يدخل أراضيها براً بشكل غير نظامي.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ من يدخل أراضيها براً بشكل غير نظامي

تراجُع عدد عابري الحدود طلباً للجوء وارتفاع عدد طلبات اللجوء

هل أصبحت كندا ملاذاً للاجئين منذ وصول جوستان ترودو إلى الحكم؟

فئة:هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.