اتفقت نقابة المعالجين الرياضيين في مقاطعة كيبيك (CTSQ) مع وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في المقاطعة على أن يقدّم من يرغب من أعضاء النقابة المساعدة في مراكز الرعاية الطويلة الأمد (CHSLD).
وتوقّفت الغالبية الساحقة من أعضاء النقابة الـ539 عن العمل بسبب الإجراءات المتخذة من قبل سلطات المقاطعة للحدّ من انتشار الوباء الذي صنفته منظمة الصحة العالمية "جائحة عالمية" قبل نحو شهر ونصف.
وتأوي مراكز الرعاية الطويلة الأمد أشخاصاً مسنين غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم ويحتاجون بسبب وضعهم الصحي لرعاية ورقابة متواصلتيْن.
وتعاني هذه المراكز من نقص فادح في الموارد البشرية، وتُسجَّل فيها الغالبية الساحقة من الوفيات بوباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك.
رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو (في الوسط) في أحد المؤتمرات الصحفية اليومية التي يعقدها في كيبيك العاصمة في ظل جائحة "كوفيد - 19" بمشاركة وزيرة الصحة دانييل ماكان ومدير الصحة العامة في المقاطعة كيبيك هوراسيو أرّودا (Jacques Boissinot / PC)
وقال رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو أمس إنّ شبكة الصحة في المقاطعة تعاني من غياب 9500 موظف. ورجا لوغو المتغيّبين أن يعودوا إلى وظائفهم فيما سكان المقاطعة بأمسّ الحاجة إليهم.
"الوضع ليس طبيعياً، نحن في أزمة، نحتاج لسواعد (إضافية)"، قال رئيس حكومة كيبيك الذي دفعه هذا الوضع ليطلب من رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو معونة 1000 فردٍ من القوات المسلحة الكندية في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
واستجاب ترودو للطلب، لكنّه أشار إلى أنّ الاستعانة بعناصر القوات المسلحة في هذه المراكز، إن في مقاطعة كيبيك أو في جارتها الغربية مقاطعة أونتاريو التي طلبت أيضاً الاستعانة بهم في بهم في دور الرعاية الطويلة الأمد، تشكّلُ حلاً قصير الأجل لوضع "غير مقبول"، مضيفاً، "في كندا، ليس على جنودنا توفير الرعاية لكبارنا".
وأونتاريو وجارتها الشرقية كيبيك هما على التوالي أكبر مقاطعتيْن من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً من أمام منزله في أوتاوا في إحدى إحاطته الإعلامية اليومية (Sean Kilpatrick / CP)
وإزاء هذا النقص الصارخ في عدد العاملين في قطاع الصحة، لاسيما في مراكز الرعاية الطويل الأمد، يأتي استعداد نقابة المعالجين الرياضيين لتقديم خدمات أعضائها كنسمة هواء منعشة في أتون الأزمة الصحية في مقاطعة كيبيك.
وسيُطلب من أعضاء النقابة الذين سيتقدّمون للمساهمة في جهود مكافحة الوباء العملُ بشكلٍ رئيسي في مراكز الرعاية الطويلة الأمد الواقعة في منطقة مونتريال الكبرى وبموجب عقود عمل مؤقتة.
وسُجّلت في هذه المنطقة التي تضمّ تقريباً نصف سكان مقاطعة كيبيك الغالبيةُ الساحقة من حالات الإصابة والوفاة بـ"كوفيد - 19" في المقاطعة. وبلغ عدد الإصابات لغاية اليوم 22616 حالة والوفيات 1340 حالة.
مركز "سانت دوروتيه" للرعاية الطويلة الأمد في مدينة لافال، شمال جزيرة مونتريال، وهو من المراكز الرئيسية لتفشي وباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك (Ryan Remiorz / CP)
وعرضت وزارة الصحة على أعضاء نقابة المعالجين الرياضيين نوعيْن من الوظائف: الأول هو مُعاون خدمات (aide de service)، وصاحب هذه الوظيفة يقوم بأعمال لا تتطلّب منه اتصالاً جسدياًَ مباشراً بنزلاء مراكز الرعاية للمسنين، والثاني هو مُساعد نزلاء هذه المراكز (préposé aux bénéficiaires)، وهذه الوظيفة تتضمن مهاماً تضع صاحبها في اتصال جسدي مباشر بالنزلاء.
وفي مقابلة أجرتها معه مساء أمس وكالة الصحافة الكندية لم يكن رئيس نقابة المعالجين الرياضيين فيليب فيت قادراً بعد على تحديد عدد أعضاء النقابة الذين سيضعون سواعدهم في خدمة مراكز الرعاية.
"نعرف أنّ كفاءاتنا قد تكون فعلاً مفيدة، لكن ما عدد الأعضاء الذين سيستجيبون للنداء؟ لا أعلم ذلك، فالأمر خارج بعض الشيء عن نطاق سيطرتي بما أننا وجهنا النداء يوم الأربعاء، لكن هناك شباب كثيرون في مهنتنا يريدون تقديم المساعدة"، قال فيت.
وأوضح فيت أنّه يكون من الأفضل أن يكون مُلبّو النداء من أعضاء النقابة مستعدين للعمل في مراكز الرعاية الطويلة الأمد بدوام كامل، لكنه أضاف أنه تبعاً للمناطق ولاحتياجات مختلف المراكز قد يعمل بعض المعالجين الرياضيين بدوام جزئي.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
الجيش الكندي ينتشر في بعض مراكز رعاية المسنّين في كيبيك
"كوفيد - 19": وفيات أكثر بكثير من المعلن عنها في معهد طب الشيخوخة في مونتريال
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.