لا يمنع منصب وزير مَن يتبوأه مِن القيام بأعمال ينفر منها الكثيرون، لخطورتها، في ظلّ جائحة "كوفيد - 19".
هذه هي حال الوزير المنتدَب لشؤون الصحة في حكومة كيبيك ليونيل كارمان الذي باشر أسبوعاً ثانياً من العمل بدوام كامل في أحد مراكز الرعاية الطويلة الأمد (CHSLD) في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك.
وتأوي هذه المراكز أشخاصاً مسنين غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم ومحتاجين لرعاية ورقابة متواصلتيْن، وتُسجَّل فيها الغالبية الساحقة من الوفيات بوباء "كوفيد - 19" في المقاطعة.
وكارمان المولود في هايتي طبيب متخصص في طبّ أعصاب الأطفال، ويبلغ منتصف الخمسينيات من العمر ويمثّل في الجمعية التشريعية دائرةَ "تايون" في مدينة لونغوي جنوب جزيرة مونتريال.
وسمع كارمان النداء المُلحّ الذي وجّهه رئيس حكومته فرانسوا لوغو إلى الأطباء المتخصصين لكي يتوجهوا إلى دور الرعاية الطويلة الأمد التي تعاني نقصاً فادحاً في مواردها البشرية لدرجة أنه لم يعد بمقدورها توفير الخدمات الأساسية بصورة متواصلة لنزلائها المسنين.

مركز "سانت دوروتيه" للرعاية الطويلة الأمد في مدينة لافال، شمال جزيرة مونتريال، وهو من المراكز الرئيسية لتفشي وباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك (Ryan Remiorz / CP)
وآثر كارمان عدم إعطاء تفاصيل عن عمله وعدم ذكر اسم مركز الرعاية الذي يعمل فيه، ورفَضَ إعطاء مقابلة صحفية حول هذه المهمة الإنسانية التي يقوم بها، حسب تقرير لوكالة الصحافة الكندية.
لكنّ التقرير ذكر أنّ كارمان يعمل في مركز الرعاية كمساعد مسعف ومُساعدٍ للمرضى، حسب ما تقتضيه الحاجة. ويقوم في الحالتيْن بمهام تضعه في اتصال جسدي مباشر مع المسنّين.
ويعمل كارمان ليلاً في خدمة نزلاء دار الرعاية، ففي النهار يواصل مهامه كوزير منتدَب لشؤون الصحة. وتعهّد بالقيام بعمله الجديد مدة أسبوعيْن، انسجاماً مع طلب رئيس الحكومة.
وكارمان ليس الوزير الوحيد في حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" CAQ) الذي يقوم بهذا العمل الإنساني. فهناك وزير آخر لبّى نداء رئيس الحكومة للعمل في مركز للرعاية الطويلة الأمد، لكنه آثر عدم الكشف عن اسمه وعن اسم المركز الذي يقوم بخدمته.
ويؤمّن هذا الوزير الآخر ثلاث نوبات عمل كلّ أسبوع في مركز الرعاية ومنذ ثلاثة أسابيع.
لكنّ أيّاً من نواب حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك، من خارج الحكومة، لم يقدم بعد على العمل في مركز رعاية في ظل الجائحة الحالية.

البروفيسورة في جامعة شيربروك الكيبيكية مَروة رزقي ستمثل الحزب الليبرالي الكيبيكي في دائرة "سان لوران" في مونتريال (Radio-Canada)
لكن في أوساط الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ)، حزب المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية، هناك خمسة نواب تقدّموا للعمل في مراكز الرعاية التي سُجّلت فيها إصابات بـ"كوفيد - 19"، وهم غايتان باريت، وزير الصحة في الحكومة السابقة، وماري مونبوتي وإنريكو تشيكوني ومُنصف الدرّاجي ومروة رزقي. والدرّاجي ورزقي مغربيّا الأصل.
والبعض من بين النواب الليبراليين الخمسة عملوا بضعة أيّام، والبعض الآخر لا يزال يداوم، تبعاً لظروفهم.
والخمسة يمثلون جميعاً دوائر في منطقة مونتريال التي تضمّ تقريباً نصف سكان مقاطعة كيبيك والتي سُجلت فيها الغالبيةُ الساحقة من حالات الإصابة والوفاة بـ"كوفيد - 19" في المقاطعة.
ولغاية اليوم لم يتقدّم أيٌّ من نواب حزب التضامن الكيبيكي (QS) اليساري العشرة للعمل في مركز رعاية ولا أيٌّ من نوّاب الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي التسعة، مع الإشارة إلى أنّ نوّاب الحزب الكيبيكي يمثّلون جميعاً دوائر خارج منطقة مونتريال الكبرى وحيث وباء "كوفيد - 19" أقلّ انتشاراً.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
سواعد المعالجين الرياضيين في خدمة المسنين في دور الرعاية المنكوبة بـ"كوفيد - 19"
"كوفيد - 19": وفيات أكثر بكثير من المعلن عنها في معهد طبّ الشيخوخة في مونتريال
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.