حساسيّة غبار الطلع، حساسية حبوب الطلع، حمّى القشّ، تتعدّد التسميات والمقصود بها حساسيّة تصيب العديد من الناس من مختلف الأعمار حول العالم ، وتظهر عادة في فصل الربيع وتستمرّ طوال الصيف.
وتسبّب الحساسيّة أعراضا مزعجة، من بينها نوبات العطس المتكرّر واحتقان الجيوب الأنفيّة والعيون الدامعة وسواها.
وفي ظلّ جائحة كوفيد-19، يدعو خبراء الحساسيّة إلى التنبّه والحذر في حال كانت الأعراض شبيهة بأعراض شائعة لدى المصابين بمرض كوفيد-19.
"هناك خطر حقيقي، أو ميل لمحاولة التقليل من الأعراض والتغاضي عنها، والاكتفاء بالقول إنّها حساسيّة وسوف نرى كيف تتطوّر الأمور": د. بيتر فادا رئيس الأطبّاء في عيادة الحساسيّة والمناعة في مستشفى سانت مايكل في مدينة تورونتو.
وفي حال لم تكن الأعراض متعلّقة بالحساسيّة، من المحتمل أن يكون المصاب بها قد ساهم عن غير قصد في نشر فيروس كورونا المستجدّ من حوله وتسبّب بالضرر لنفسه وللآخرين كما قال د. بيتر فادا.
لكنّ حمّى القشّ لا تظهر بسبب فيروس، بخلاف الإنفلونزا ومرض كوفيد-19، بل هي استجابة لمثيرات الحساسيّة مثل وبر الحيوانات في الداخل أو المثيرات للحساسيّة في الخارج التي تكثر في فصل الربيع.
وتشير مجموعة مايو كلينيك الطبيّة والبحثيّة على موقعها الإلكتروني إلى أنّ أعراض الحساسيّة الموسميّة المسمّاة أيضا حمّى القشّ، شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ومنها سيلان الأنف وحكّة العين والاحتقان والعطس و ضغط الجيوب الأنفيّة.
ويكثر في الهواء في فصل الربيع غبار اللقاح من الأشجار الذي ينتشر على مسافات بعيدة كما يقول أخصّائي الحساسيّة والمناعة د. بيتر فادا.
وتكثر أيضا جراثيم العفن في الهواء الطلق، التي تتسبّب بانتشارها التربة المبلّلة بالأمطار، و يكثر في وقت لاحق غبار لقاح الأعشاب.
وينبغي حسب قول د. بيتر فادا الأخصائي في عيادة الحساسيّة والمناعة في مستشفى سانت مايكل، الاطّلاع على توقّعات الطقس حول غبار اللقاح وجراثيم العفن لأنّها تساعد في معرفة ما إذا كانت أعراض الحساسيّة ناجمة عن مثيرات الحساسيّة الخارجيّة أو عن أمر آخر غير ذلك كما قال د. فادا.
"في هذه المرحلة من السنة، عبّر العديد من الأشخاص عن قلقهم لأنّ بعض أعراض الحساسيّة الأنفيّة تشبه أعراضا نعاينها لدى المصابين بمرض كوفيد-.19، ويزداد بالتالي مستوى القلق": د. بيتر فادا رئيس الأطبّاء في عيادة الحساسيّة والمناعة في مستشفى سانت مايكل في تورونتو.
ويوضح د. فادا قائلا إنّ الفرق بين الحساسيّة ومرض كوفيد-19 يكمن في درجة الحرارة التي ترافق فيروس كورونا.
ونشر المركز الأميركي لمكافحة الأمراض واتّقائها قائمة بأعراض مرض كوفيد-19، تضمّنت السعال وضيق النفس وصعوبة التنفّس والقشعريرة و الآلام في العضلات والصداع والتهاب الحلق وفقدان حاسّة الطعم أو الرائحة الحديث.
وقد يتداخل بعض من هذه الأعراض كالسعال مع الحساسيّة الأنفيّة ، ولكنّ د. فادا يدعو إلى مراقبة عدد أكبر من الأعراض.
وفي حال وجود واحد منها فقط ، فهو لا يعود لمرض كوفيد-19 كما قال.
وتابع مشيرا إلى الفرق الشاسع في العلاج، حيث أنّ مضادّات الهيستامين تساعد إلى حدّ بعيد في التخفيف من حدّة أعراض الحساسيّة الموسميّة، ولكنّها لا تخفّف من أعراض مرض كوفيد-19.
ومن المهمّ بالنسبة لكلّ الذين يعانون من أعراض الحساسيّة أن يتّقوا من مرض كوفيد-19 ، وأن يحرصوا على عدم لمس وجههم بصورة خاصّة كما قال د. بيتر فادا رئيس الأطبّاء في عيادة الحساسيّة والمناعة في مستشفى سانت مايكل في تورونتو.
والوقاية من فيروس كورونا لا تشكّل حسب قوله وقاية من مثيرات الحساسيّة.
ودعا د. فادا كلّ الذين طوّروا حساسيّة أنفيّة حديثا للتريّث حتّى مرحلة ما بعد الجائحة لإجراء اختبار حولها، لا سيّما أنّ معظم العيادات لا تستقبل في الوقت الراهن سوى الحالات الحرجة.
ودعا أخيرا العاملين في القطاع الصحّي إلى إجراء اختبار الكشف عن مرض كوفيد-19 في حال كانوا يشعرون بالقلق حيال الأعراض التي تنتابهم.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.