باشرت العديد من المقاطعات الكنديّة تطبيق خطّة إعادة فتح اقتصادها تدريجيّا، بعد أن توقّفت الأعمال بسبب جائحة كوفيد-19 التي اجتاحت دول العالم وتركت تداعياتها على اقتصادها.
وأعلن رؤساء حكومات المقاطعات عن خطط فتح الإقتصاد في وقت تفرض مواجهة حالات الإصابة بمرض كورونا تحدّيات كبيرة على النظام الصحّي.
وفرضت الجائحة تغييرا في طريقة العمل واضطرّت العديد من الأعمال والشركات إلى التكيّف مع ضرورات العمل عن بعد في ظلّ قيود التباعد الاجتماعي للحفاظ على صحّة العاملين وسلامتهم.
وتؤكّد السلطات الصحيّة على أهميّة اعتماد الحذر في مرحلة إعادة استئناف الأعمال، والعمل بإرشادات التباعد الاجتماعي وغسل اليدين والبقاء على مسافة مترين من الآخرين.
الأستاذ ليونيل حدّاد المهندس الصناعي وأخصّائي الميكروبيولوجيا و إدارة الكوارث، صاحب خبرة في مجال خطط عمل إدارة الكوارث، ساعده في تطويرها عمله على الأرض كمتطوّع مع الصليب الأحمر في الوطن الأمّ لبنان.
والاستاذ حدّاد عضو في وحدة التدخّل حول كوفيد-19 في بلد الأرز.
يقول ليونيل حدّاد في حديثه للقسم العربي إنّه من الضروري التروّي لدى إعادة فتح الأعمال، وإجراؤها تدريجيّا والتحضير لها بإمعان من قبل الأفراد والشركات.
وقد تراجع انتشار العدوى من ثلاثة أشخاص إلى شخص واحد، وعلى الجميع أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم في المرحلة التالية كما يقول.
ويؤكّد أخصّائي إدارة الكوارث على ضرورة الاستعانة بخبراء لإعادة فتح الأعمال على نحو آمن، إن لجهة التواصل بين الأشخاص أو لجهة تجهيز محيط العمل بما يتناسب والظرف الراهن الذي فرضته الجائحة.
ومن المهمّ كما يقول الأستاذ ليونيل حدّاد، استمرار الالتزام بإرشادات السلامة، وتكييف محيط العمل بصورة فعّالة استعدادا لعودة العمّال والموظّفين
ومن الممكن أن تتولّى فرق تعبئة إعادة تأهيل المكاتب ومحيط العمل، مع احترام التباعد الجسدي الذي هو الأساس، وليس التباعد الاجتماعي الذي لا ينبغي وجوده كما يقول.
ودون التقليل من خطورة المرض، إلّا أنّنا أصبحنا نعرف كيف نتجنّبه كما يقول ليونيل حدّاد، ومن المهمّ أن تستأنف الحياة دورتها بانتظار إنتاج لقاح مضادّ لفيروس كورونا.
ويشير الأستاذ ليونيل حدّاد إلى القلق النفسي الذي يساور الكثيرين بسبب الجائحة التي ضربت بقوّة دون أن يكون الناس مستعدّين لها.
والشعور بالقلق طبيعي كما يقول، و لا بدّ من مرحلة انتقاليّة قبل أن تعود الحياة إلى طبيعتها، ويتعيّن أن يتحمّل كلّ إنسان مسؤوليّاته ويطرح الأسئلة ويثقّف نفسه وأولاده ويتّخذ إجراءات الوقاية المفروضة لتجنّب انتقال العدوى.
أفراد من القوّات الكنديّة انتشروا للمساعدة في مراكز رعاية المسنّين في مونتريال التي تفشّى فيها الفيروس/Graham Hughes/CP
ويؤكّد أخصّائي الميكروبيولوجيا على أهميّة استخدام الصابون في وقت تختلف الدراسات حول مدى استمراريّة الفيروس على الأسطح المختلفة.
وإجراءات النظافة ضروريّة على أيّ حال بغضّ النظر عن الفيروس كما يقول ليونيل حدّاد، ويدعو في حال استخدام المعقّمات، لأن تكون مخفّفة وغيرلمركّزة لأنّ القصد من استخدامها هو تجنّب المشاكل وعدم الوقوع في مشاكل جديدة،
ويحذّر من الخلط بين المواد المعقّمة ومواد التنظيف لأنّه قد يؤدّي إلى التسمّم.
ويقرّ بصعوبة تطبيق الإرشادات الكثيرة لدى استئناف العمل، وبأنّها ترتّب عبئا على كاهل أصحاب الأعمال، ويدعو للاستعانة بالخبرات العلميّة والهندسيّة لضمان الفعاليّة واستمرار الإنتاجيّة، وفي أجواء تراعي سلامة العمّال والموظّفين وصحّتهم.
كما يدعو التعامل مع كلّ حالة على حدة، وخلق لجان تدرس متطلّبات كلّ واحد من قطاعات العمل وكيفيّة منع انتشار العدوى فيها.
وحول ما يثار عن مناعة القطيع، يقول أخصّائي الميكروبيولوجيا وإدارة الكوارث ليونيل حدّاد إلى أنّ المقصود بها المناعة التي كنّا نتّكل عليها ، حيث تخرج نسبة كبيرة من الناس إلى المجتمع ويتعرّضون للفيروس، وتتصرّف مناعتهم لإنهائه.
وهناك حالة أخرى من مناعة القطيع تتحقّق من خلال اللقاح، وتكتسب نسبة كبيرة هذه المناعة بفضل اللقاح، ما يتيح الخروج إلى المجتمع والتعرّض له دون خوف .
وفي البداية، كان شخص واحد ينقل عدوى فيروس كورونا إلى ثلاثة أشخاص، وتراجع العدد إلى شخص واحد.
وفيروس كورونا مختلف عن سواه لأنّه يستهدف أنحاء عديدة من الجسم وليس فحسب الجهاز التنفّسي.
ولا تعني مناعة القطيع بالتالي أنّه أصبح ممكنا التعرّض للفيروس دون وقاية، ومن المهمّ استئناف دورة الحياة تدريجيّا وعدم تعريض الآخرين للخطر، ولا سيّما الفئات الأكثر عرضة للإصابة كما قال الأستاذ ليونيل حدّاد أخصّائي الميكروبيولوجيا وإدارة الكوارث في ختام حديثه لإذاعتنا.
راديو كندا الدولي
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.