كرّر أندرو شير زعيم المحافظين، حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي، دعوته لعقد جلسات البرلمان بحضور  الأعضاء شخصيّا وانتقد  الجلسات الافتراضيّة  التي أصبحت ممارسة طبيعيّة كما قال.

ودعا شير خلال مؤتمر صحفي عقده في أوتاوا، الحكومة  لإيجاد "وضع طبيعي جديد" شبيه بالوضع الطبيعي القديم.

 "من الضروري أكثر من أيّ وقت مضى محاسبة الحكومة الكنديّة. يأتي الأعضاء المنتخبون إلى البرلمان ليكونوا صوت الناخبين، وينبغي استئناف الجلسات في 25 أيّار مايو": اندرو شير زعيم المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي.

وأضاف بأنّه لا ينبغي  أن يستخدم رئيس الحكومة جوستان ترودو جائحة كوفيد-19 للتهرّب من المحاسبة، ولا ينبغي القضاء على دور ممثّلي الشعب الكندي.

"يريد رئيس الحكومة تهميش البرلمان خلال هذه الجائحة غير المسبوقة، خلال هذه الأزمة والأزمة الاقتصاديّة التي لم نر مثيلا لها منذ العام 1920": أندرو شير زعيم المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي.

وتمّ تأجيل جلسات البرلمان حتّى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وتستمرّ اللجنة الخاصّة حول جائحة كوفيد-19 في عقد جلساتها عبر منصّة "زوم" الإلكترونيّة.

ويعقد مجلس العموم جلستين افتراضيّتين في الأسبوع، ويرى رئيس الحكومة أنّها خيار جيّد في ظلّ تفشّي الوباء.

وتتيح الجلسات الافتراضيّة لأعضاء مجلس العموم المقيمين بعيدا عن العاصمة أوتاوا الإدلاء بدلوهم حول كلّ القضايا، وكلّ الذين يحضرون شخصيّا مقيمون في مناطق قريبة كما قال ترودو.

“اقترحنا الاستمرار على هذا المنوال وسوف نجري مباحثات مع الأحزاب الأخرى حول أفضل طريقة للمضيّ قدما": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

وأكّد ترودو على أهميّة استمرار ديمقراطيّة قويّة وبرلمان يعمل بفعاليّة لضمان إسماع صوت الكنديّين في مختلف أنحاء البلاد.

وشارك شخصيّا في جلسة مجلس العموم هذا الأسبوع نوّاب من مختلف أنحاء كندا، من بينهم نوّاب من مقاطعة بريتيش كولومبيا في غرب كندا، ونوّاب محافظون من مقاطعات البراري في وسط الغرب، ونوّاب من الكتلة الكيبيكيّة من مقاطعة كيبيك، ونوّاب ليبراليّون يقيم معظمهم في منطقة تورونتو الكبرى.

 لكنّ زعيم المحافظين أندرو شير يرى أنّ الاجتماعات الافتراضيّة لم تعد تكفي وينبغي أن تكون للنوّاب فرصة مساءلة الحكومة داخل مجلس العموم كما قال.

واتّفقت الأحزاب المشاركة في الجلسة على استئناف أعمال البرلمان في الخامس والعشرين من الجاري، لكنّ الحكومة أعربت عن مخاوفها من الخطر على الصحّة الذي تشكّله عودة عدد كبير من النوّاب مع طاقم عملهم إلى أوتاوا.

ولا يتوقّع زعيم المعارضة الرسميّة أندرو شير أن يعود الـ338 نائبا كلّهم  الذين يتشكّل منهم مجلس العموم إلى أوتاوا كما قال، وبإمكان الأحزاب أن تتّفق في ما بينها على عدد أصغر من الأعضاء للمشاركة في الجلسات.

وتمّ استدعاء النوّاب وأعضاء مجلس الشيوخ عدّة مرّات للتصويت على تشريعات مساعدات الطوارئ، ومن بينها التمويل الذي خصّصته الحكومة لقطاع إنتاج الحليب ومشتقّاته.

وتبحث لجنة برلمانيّة في كيفيّة تحويل البرلمان إلى عمليّة افتراضيّة كاملة، وهو غير كاف حسب زعيم المعارضة.

ويمكن استخدام الجلسات الافتراضيّة حسب قوله لتسهيل مشاركة النوّاب الذين يتعذّر عليهم الوصول إلى أوتاوا بسبب القيود على التنقّل، ولكنّها لا يمكن أن تشكّل بديلا عن الجلسات التي يحضرها النوّاب شخصيّا.

وانتقد النائب الليبرالي عمر الغبرا  موقف زعيم المحافظين أندرو شير من التغيّر المناخي ومثليّي الجنس وحقّ المرأة في الاختيار، مشيرا إلى أنّ شير يعارض اليوم طريقة حديثة يمارس فيها البرلمان عمله فعليّا في ظلّ أزمة الصحّة العامّة في كندا.

وتأتي تصريحات زعيم المعارضة في وقت باشرت العديد من المقاطعات تخفيف قيود التصدّي للجائحة وتواصل الحكومة الفدراليّة تقديم المساعدات الطارئة لمختلف القطاعات المتضرّرة.

واعتبر زعيم المحافظين أنّ قرارات الإنفاق تحتاج للمزيد من التمحيص وكذلك خطّة الحكومة الليبراليّة للمرحلة المقبلة.

هذا ودعا المدير البرلماني للموازنة إيف جيرو الحكومة إلى تقديم تحديث اقتصادي لإطلاع الكنديّين على قيمة المساعدات الطارئة التي قدّمتها لهم حتّى الآن لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وتمّ تأجيل  جلسات البرلمان منتصف آذار مارس الفائت بسبب تفشّي وباء فيروس كورونا وفي وقت بدأت الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات باتّخاذ إجراءات متشدّدة لاحتواء انتشاره والتصدّي له.

وتمّ تحديد  الثلاثين من الشهر الفائت موعدا لاستئناف الجلسات العاديّة، وتمّ عقد الجلسات الافتراضيّة في وقت يطالب المحافظون بألّا تقتصر الجلسات على إقرار التشريعات الطارئة، وبأن تكون لهم إمكانيّة مساءلة الحكومة.

(وكالة الصحافة الكنديّة/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

نصف أعضاء مجلس الشيوخ يطالبون بضمان “حدّ أدنى من الدخل الأساسي” لكلّ المواطنين

إقبالٌ على الإعانة الطارئة للأجور وتنبيهٌ من عدم الاستفادة من برنامجيْن معاً