تسعى الحكومة الكنديّة برئاسة جوستان ترودو والحكومات المحليّة في المقاطعات لتقديم المساعدة للمواطنين والشركات والقطاعات التي تأثّرت بجائحة كوفيد-19.
وأعدّت في هذا السياق خططا لمساعدة المشرّدين الذين هم من الفئات الهشّة التي تحتاج للدعم في الأوقات العاديّة ، وتحتاجها بصورة أخصّ في الأوقات العصيبة وفي ظلّ الأزمة الراهنة.
وفي بريتيش كولومبيا، أثارت خطّة نقل المشرّدين إلى مساكن مؤقّتة طارئة في ظلّ جائحة كوفيد-19 الجدل بين حكومة المقاطعة برئاسة جون هورغان والمجموعات المدافعة عن المشرّدين في المقاطعة بشأن فعاليّتها ومدى نجاحها.
فقد تمّ نقل نحو من 600 شخص من الأكثر هشاشة في المقاطعة من الخيم التي يقيمون فيها في مدينتي فانكوفر وفكتوريا نحو مساكن مؤقّتة تتوفّر فيها الخدمات الاجتماعيّة حسب قول شين سيمسون وزير التنمية الاجتماعيّة ومحو الفقر في حكومة بريتيش كولومبيا.
وتمّ نقل 261 شخصا من الحديقة العامّة أوبنهايمر في فانكوفر نحو الفنادق، و 308 أشخاص آخرين من الحديقة العامّة توباز وجادّة باندورا و في العاصمة فكتوريا نحو مساكن مؤقّتة كما قال الوزير سيمسون.
وأضاف بأنّ عددا قليلا من المشرّدين رفضوا الانتقال إلى مساكن مؤقّتة، ولن ترغمهم الحكومة على المغادرة، ولكنّه يتعيّن أن يتركوا الحدائق العامّة.

أحد المقيمين في حديقة أوبنهايمر في فانكوفر يجمع حقائبه وستعدّ للخروج بعد أن أمرت السلطات بإخلاء المكان في 09-05-2020/Darryl Dyc/CP
ووجّهت جمعيّة "بايفوت ليغال" Pivot legal society التي يقع مقرّها في فانكوفر وتُعنى بالدفاع عن مصالح المجموعات المهمّشة رسالة إلى حكومة المقاطعة أعربت فيها عن مخاوفها بشأن مقاربة السلطات المحليّة لقضيّة المشرّدين، بما في ذلك المخاوف من الإدمان والجرعات المفرطة من المخدّرات .
وقالت المحامية آنا كوبر التي ساعدت في صياغة الرسالة إنّ المقاطعة فشلت في التعامل مع المخاوف التي أثارها المشرّدون ومهنيّو الصحّة في بريتيش كولومبيا.
ولا يتمتّع الأشخاص الذين يقيمون في مساكن مؤقّتة بحماية قانون الإيجار السكني في مقاطعة بريتيش كولومبيا الواقعة في أقصى الغرب الكندي المطلّ على المحيط الهادي.
ولم يكشف بعض المشرّدين الذين تمّ إخلاؤهم من الحدائق العامّة أنّهم يتعاطون المخدّرات مخافة طردهم من المساكن المؤقّتة حسب قول المحامية آنا كوبر التي هي من ضمن فريق المحامين المدافعين عن حقوق المشرّدين.
وأضافت بأنّ هذا الوضع يعرّضهم أكثر لخطر تناول جرعات مفرطة من المخدّرات، خصوصا أنّ خدمات التخفيف من تأثير هذه الجرعات ليست متوفّرة بسهولة في المساكن المؤقّتة.

حكومة بريتيش كولومبيا اشترت فندق كوفمورت إنّ في فكتوريا لإيواء المشرّدين بعد إخلاء حديقتين عامّتين يقيمون فيهما/ (Comfort Inn & Suites Victoria/Facebook
وكانت هناك شبكة للمساعدة على مواجهة مضاعفات الجرعات المفرطة في المخيّمات التي يقيم فيها المشرّدون حسب قول المحامية.
وتؤكّد جمعيّة "بيفوت ليغال" أنّ الإجراءات السريعة في تنفيذ القانون التي اتّخذتها المقاطعة دفعت ببعض المقيمين في المخيّمات للهروب إلى أماكن أكثر عزلة، ممّا زاد من صعوبة تقديم المساعدة لهم.
ويقول شين سيمسون وزير التنمية الاجتماعيّة ومحو الفقر إنّه تمّ التعامل برأفة مع المشرّدين، وتمّت مراعاة مصالحهم ورغباتهم لدى نقلهم من المخيّمات .
فيونا باركر واحدة من المدافعين عن حقوق المشرّدين المقيمين في مخيّم داخل الحديقة العامّة أوبنهايمر في مدينة فانكوفر.
وتتحدّث عن تصادم بين السياسات التي تهدف للوقاية من جائحة كوفيد-19 من جهة والجرعات المفرطة و الوفيات التي تنجم عنها من الجهة الثانية.
وتضيف أنّ سياسة العزل والتباعد للوقاية من الجائحة تدفع بالمزيد من المدمنين إلى استهلاك المخدّرات وهم بمفردهم ، ممّا يزيد كثيرا من خطر الجرعات المفرطة حسب قولها.
وزاد التباعد من عزلتهم، خصوصا أنّ الملاجئ لا تعمل بكامل طاقتها التزاما بقاعدة التباعد الجسدي، ولم يُسمح لهم إلّا بنقل قسم من أمتعتهم وتخزين الباقي ، ما زاد من معاناتهم حسب المدافعين عنهم.
نشير أخبيرا إلى أنّ حكومة بريتيش كولومبيا تعمل في السنوات القليلة الماضية على التصدّي لأزمة الإدمان على المخدّرات وأشباه الأفيونيّات التي تعاني منها المقاطعة، ورصدت الاموال لهذه الغاية وتلقّت دعما ماليّا من الحكومة الكنديّة في أوتاوا.
ورفعت الحكومة قبل نحو سنتين دعوى قضائيّة بحقّ الشركات المنتجة لأشباه الأفيونيّات التي أدّت إلى وفاة نحو من 4 آلاف شخص وأرهقت النظام الصحّي في بريتيش كولومبيا.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.