طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الكندية (أرشيف) / Andrew Vaughan / CP

سَفرُ ما بعد الجائحة ليس كالسفر قبلها الذي قد تستغرقُ العودةُ إليه سنتيْن

ما الذي يجب أن يتوقعه المرء إذا ما رغب بالسفر، أو إذا ما اضطرّ إليه؟ سؤال يُطرَح بالتزامن مع إعلان عدة دول عن استئناف، أو قرب استئناف، رحلات جوية من مطاراتها وإليها.

موقع راديو كندا تناول هذا الموضوع، مستهلاً بالتذكير بأنّ الحكومة الكندية تنصح رسمياً منذ 13 آذار (مارس) الفائت بتجنب "كل سفر غير أساسي إلى الخارج" من أجل الحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19".

وإذا كانت المقاطعات الكندية قد بدأت تُزيل تدريجياً الإجراءات التقييدية التي فرضتها منذ شهريْن بهدف منع انتشار الجائحة، فالإعلان الفدرالي المذكور لا يزال ساري المفعول.

ومن الجدير ذكره أنه لا يزال بإمكان الكنديين السفر إلى الخارج، لكنّ الرحلات الجوية نادرة بما أنّ دولاً كثيرة أوقفت استقبال الرحلات بسبب الجائحة، كما أنّ بوليصات التأمين على السفر قد لا تغطي إصابات المسافرين بوباء "كوفيد - 19"، وهذا أيضاً لا يشجّع ركوب الجوّ.

ويُشار في هذا الصدد إلى أنّ شركة الخطوط الجوية الكندية (Air Canada) لا تؤمّن حالياً سوى 5% من الرحلات التي كانت توفرها قبل الجائحة. وللشركة 225 طائرة على الأقل متوقفة على الأرض من أصل 258 طائرة يتكوّن منها أسطولها.

جانب من مطار بيرسون الدولي في تورونتو (Francis Ferland / Radio-Canada)

لكنّ الخطوط الجوية الكندية أعلنت يوم الجمعة عن زيادة، خجولة بعض الشي، لرحلاتها الجوية هذا الصيف. فابتداءً من حزيران (يونيو) المقبل ستقوم الشركة بتسيير رحلات إلى 97 مدينة حول العالم، من ضمنها العاصمة الإيطالية روما والعاصمة اليونانية أثينا وبعضُ محطات في جزر البحر الكاريبي.

وستسيّر الشركة رحلات إلى وجهات أُخرى على وقع إعادة فتح الأجواء الجوية حول العالم حسب أليسون والاس من وكالة سفريات "فلايت سنتر" (Flight Centre). لكنّ العودة إلى حركة الطيران التي كانت سائدة قبل الجائحة قد تستغرق مدةً تصل إلى سنتيْن برأي والاس.

وكانت شركتا الطيران "صن وينغ" (Sunwing) و"إير ترانزات" (Air Transat) قد أعلنتا وقف الرحلات الجوية لغاية 25 و30 حزيران (يونيو) على التوالي. كما علّقت شركة الطيران"وست جت" (WestJet) كافة رحلاتها إلى الولايات المتحدة وحول العالم لغاية 25 حزيران (يونيو). ومن غير المعلوم بعد متى ستستأنف هذه الشركات الكندية رحلاتها الدولية.

مجسمات صغيرة لثلاثٍ من طائرات شركة "وست جت" الكندية / (Kyle Bakx / CBC)

وفي إجراء لحماية المسافرين فرضت عليهم الحكومة الفدرالية إلزامية ارتداء قناع الوجه في المطارات وعلى متن الطائرات عندما لا يكون بإمكانهم الالتزام بإجراء التباعد الجسدي.

وإضافة إلى ذلك باشرت شركة الخطوط الجوية الكندية تطبيق إجراءات جديدة لتحسين عملية تنظيف مقصورات الطائرات كما أنها تأخذ حرارة الركاب قبل صعودهم إلى الطائرة.

وتعهدت عدة شركة طيران بترك المقاعد الوسطية خالية خلال الرحلات بهدف تيسير التباعد الجسدي، لكنّ هذه الخطة قد لا تُطبَّق فترة طويلة.

يُشار في هذا الصدد إلى أنّ الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) اعترض على هذه الخطة، وإن كان يدعم إجراءات الوقاية على متن الطائرات. فالاتحاد يعتبر أنّ مخاطر العدوى على متن الطائرات ضعيفة وأنّ ترك المقاعد الوسطية خالية يقضي على أرباح شركات الطيران إلّا إذا رفعت أسعار بطاقاتها.

طائرة عائدة لشركة الخطوط الجوية "إير ترانزات" (Ivanoh Demers / Radio-Canada)

وابتداءً من حزيران (يونيو) المقبل تفتح بعض الدول أبوابها مجدداً أمام السياح الأجانب، من بينها آيسلندا والمكسيك وبعض دول البحر الكاريبي كسانت لوسي وجزيرة أروبا الهولندية. وتتبعها في الشهر التالي، تموز (يوليو)، دولٌ سياحية أٌُخرى كإسبانيا واليونان.

وسيظلّ المسافرون يشعرون بوطأة الإجراءات الوقائية من الجائحة. فعلى سبيل المثال ستطلب منهم سلطات سانت لوسي وأروبا الخضوع لاختبار الكشف عن الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كورونا - 19" قبل ركوبهم الطائرة التي ستقلهم إلى أراضيها، وعند وصولهم إلى وجهتهم السياحية سيتعين عليهم إبراز وثيقة تثبت أنهم غير مصابين بالوباء.

ومن جهتها ستُخضع آيسلندا الوافدين إليها لاختبار الكشف فور وصولهم إلى أراضيها إذا لم يتمكنوا من إجرائه قبل ركوب الطائرة.

وقد تؤدي هذه الإجراءات إلى تثبيط عزيمة الكثيرين على السفر جواً بهدف السياحة أو العمل.

مبنى الفنون في جامعة ماكغيل في مونتريال، أقدم مباني الجامعة، أُنجز عام 1834 (Paul Lowry / Flickr / Wikipedia)

البروفيسور في جامعة ماكغيل (McGill University) في مونتريال كارل مور خبير في شؤون الشركات الجوية، ويقول إنه غير متأكد من استعداده للمخاطرة بالسفر إلى آيسلندا إذا لم يتمكن من الخضوع لاختبار الكشف عن الفيروس قبل سفره في آب (أغسطس) المقبل إلى هذه الدولة الجزيرة في شمال المحيط الأطلسي حيث من المقرّر أن يحاضر يوميْن في جامعة ريكيافيك.

فإذا ما تبيّن لمور عند وصوله أنّ نتيجة اختباره إيجابية سيتعيّن عليه أن يحجر نفسه مدة 14 يوماً في أحد فنادق العاصمة الآيسلندية على نفقته الخاصة، ولن تسمح له السلطات الكندية بالعودة جواً إلى بلاده قبل أن يشفى بشكل كامل.

"قد يكلفني الحجر آلاف الدولارات. أُحبّ ريكيافيك، لكن في النهاية قد أعطي الدروس (بواسطة نظام ’’فيديو كونفرنس‘‘) عبر تطبيق ’’زوم‘‘ (Zoom)"، يقول البروفيسور مور.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

استرداد ثمن الرحلات الجوية التي أُلغيت بسبب "كوفيد - 19": للمستهلكين حقوق

الخطوط الجويّة الكندية تسرّح 16.500 موظَّف بسبب فيروس كورونا المستجدّ

"كوفيد - 19": الخطوط الجوية "إير ترانزات" تسرّح فيما عملاق مبيعات التجزئة "وُولمارت" يوظّف

الخطوط الجوية الكندية تسرّح 5150 مضيفة ومضيفاً جرّاء "كوفيد - 19"

فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.