ستسمح سلطات مقاطعة كيبيك للطلاب الدوليين (الطلاب الأجانب) ببدء الدراسة فيما لا يزالون خارج كندا نظراً للظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كوفيد - 19"، كما يفيد تقرير لراديو كندا.
فوزارة التربية والتعليم العالي في حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" - CAQ) "مستعدة لأن تسمح" بأن يباشر الطلاب الدوليون الدراسة "حتى وإن كان يستحيل عليهم مغادرة بلدانهم".
هذا ما قالته الوزارة لراديو كندا بعد أن أبلغتها جامعات كيبيك ومعاهدها للدراسة ما بعد الثانوية (معاهد الـ"سيجيب" Cégeps) قلقها البالغ من عدم تمكن الطلاب الأجانب من الالتحاق بمقاعد الدراسة مع بدء العام الدراسي مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل.
لكن هناك "بعض الشروط" لإتاحة ذلك، ولم تحددها الوزارة كلَّها بعد وإن كانت مدركة بأنّ الجامعات والمعاهد "ستتأثر" سلبياً من "الناحية المالية".
"أكانت المنافع متصلة بالتبادلات الثقافية أو بالأبحاث أو بتأهيل اليد العاملة، تعترف الوزارة بأهمية الطلاب الدوليين في أوساط الجامعات والمعاهد"، يقول الناطق باسم وزارة التربية والتعليم العالي برايان سان لويس.

جانب من جامعة مونتريال (Radio-Canada)
وفي الأيام الماضية أبلغت جامعات ومعاهد كيبيكية راديو كندا عن "مشاكل كبيرة" تنتظرها إذا لم تتخذ حكومة كيبيك قراراً بتليين القواعد المعهودة المتصلة بالطلاب الدوليين.
فالجامعات والمعاهد تحصل على تمويل من الحكومة شرط أن يقيم هؤلاء الطلاب في مقاطعة كيبيك.
لكنّ حدود كندا مغلقة بوجه الأجانب بسبب الجائحة، وبالتالي قدوم الطلاب الدوليين إلى كيبيك في الأشهر المقبلة غير مؤكد، والمبالغ التي تحصل عليها الجامعات والمعاهد لقاء متابعتهم الدراسة على مقاعدها تلعب دوراً هاماً في عملها المؤسساتي.
فهناك برامج دراسية يمكن لكافة طلاب المقاطعة متابعتها، ومصير هذه البرامج قد يكتنفه المجهول إذا لم يحضر الطلاب الأجانب كما في العادة.
ويساهم الطلاب الأجانب في "الحيوية المالية" للعديد من معاهد الـ"سيجيب" حسب بيرنار ترامبليه رئيس اتحاد هذه المعاهد الكيبيكية.
"يساهم هؤلاء الطلاب في إثراء قيمة التجربة الجامعية (...) وفي إثراء الروح النقدية"، يقول رئيس جامعة شيربروك (Université de Sherbrooke) بيار كوسيت، مضيفاً أنه "من المثري" لطلاب الجامعة أن "يكون إلى جانبهم طلاب من أصول مختلفة".

أحد مباني جامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) / راديو كندا
وتختلف التحديات بين مؤسسة تعليمية وأُخرى. ففي "سيحيب" ماتان (Cégep de Matane)، على سبيل المثال، يأتي نحوٌ من نصف الطلاب من خارج كندا، يشير ترامبليه. وماتان مدينة صغيرة تقع على مسافة نحوٍ من 650 كيلومتراً شمال شرق مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك.
وفي جامعة لافال (Université Laval) الواقع مقرها الرئيسي في كيبيك العاصمة بلغ عدد الطلاب الدوليين خلال العام الدراسي 2019 - 2020 نحواً من 7000، أي 14% من إجمالي عدد الطلاب المسجلين.
وتتوقع جامعة لافال تراجعاً في مواردها المالية، لا تستطيع بعد تحديد حجمه بدقة، بسبب انخفاض عدد الطلاب الدوليين المسجلين لديها. لكنّ الناطق باسم الجامعة سيمون لا تيرور يقدّر بأن يصل حجم الربح الفائت بسبب تراجع عدد الطلاب الدوليين إلى 100 مليون دولار.
ومن جهتها تقول حكومة كيبيك إنّ الرسالة وصلتها، فهي "تتعاون حالياً مع المؤسسات التعليمية من أجل تحديد إجراءات التمويل الممكنة"، يؤكّد سان لويس.
وبالفعل قدّمت الحكومة للجامعات اقتراحات تمويل يوم الجمعة الفائت، يقول مكتب التنسيق بين الجامعات (BCI) الذي يمثل عدة جامعات كيبيكية.
ويقول كوسيت، رئيس جامعة شيربروك الذي يرأس مكتب التنسيق أيضاً، إنّ "حلاً مُرضياً" يبدو قريباً.

مبنى "سيجيب" ماتان (Ji-Elle / French Wikipedia)
وكان كوسيت يخشى أن تفقد جامعات كيبيك قدرتها على جذب الطلاب الدوليين. فالطلاب يقررون في أيار (مايو) ولغاية مطلع حزيران (يونيو) في أي جامعة ينوون الدراسة. فإذا لم يكن ذلك متاحاً لهم في كيبيك سيذهبون إلى أماكن أُخرى في العالم، قال كوسيت لراديو كندا قبل تقديم الحكومة اقتراحات التمويل للجامعات.
يُشار إلى أنّه تمت في الآونة الأخيرة تسوية أمور هامة بالنسبة للجامعات ومعاهد الـ"سيجيب".
فآخر الشهر الماضي قرّرت حكومة كيبيك تمديد صلاحية شهادات القبول (CAQ) التي تمنحها للطلاب الدوليين. وهذه الشهادة ضرورية لكي يستطيع الطالب الحصول من الحكومة الفدرالية على رخصة لمتابعة الدراسة في كيبيك.
وتلفت وزارة التربية والتعليم العالي في كيبيك إلى أنّ شهادة القبول الكيبيكية ورخصة الدراسة الكندية ستكونان "ضروريتيْن" للطلاب الدوليين "عند متابعة الدراسة شخصياً في كيبيك".
وبالتالي يتوجب على الطلاب الدوليين الراغبين في مرحلة أولى ببدء الدراسة في جامعات كيبيكية عن بعد، من البلدان التي يقيمون فيها، أن يبدأوا "في أقرب وقت ممكن" الإجراءات الضرورية التي تمكنهم من القدوم إلى كيبيك "ما أن يسمح الوضع بذلك".

مبنى سكن الطلاّب في جامعة شيربروك في مقاطعة كيبيك / Radio-Canada / Guylaine Charette
يُشار إلى أنّ الحكومة الفدرالية أعلنت هي الأُخرى تليين القواعد، فأتاحت للطلاب الدوليين الراغبين بالحصول على رخصة الدراسة في كندا متابعة "ما يصل إلى 50% من المنهج الدراسي على الإنترنت إذا كانوا غير قادرين على القدوم إلى كندا في وقت أبكر".
يُشار إلى أنّ الجامعات الكيبيكية استقبلت أكثر من 48 ألف طالب دولي خلال العام الدراسي 2019 - 2020. وهذا العدد في ارتفاع مستمر في السنوات الأخيرة، ويمثل نحواً من 15% من إجمالي عدد طلاب هذه الجامعات. ويُضاف إلى هذا العدد نحوٌ من من 4500 طالب أجنبي استقبلتها معاهد الـ"سيجيب".
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
حكومة كيبيك تُمدّد رُخص الدراسة للطلبة الأجانب
كندا: حكومة كيبيك تريد تحفيز مزيد من الطلاب الأجانب على البقاء في المقاطعة بعد التخرج
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.