أكّد الطبيب الكندي جان روبير إنغولا أنّه تعرّض لحملة من الانتقادات الحاقدة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن تسبّب في نقل عدوى فيروس كورونا عن غير قصد إلى عشرات الأشخاص في مقاطعة نيو برنزويك الواقعة في الشرق الكندي المطلّ على الأطلسي.
وجاء موقف الطبيب في حديث للبرنامج الصباحي في راديو كندا في أكاديا في نيوبرنزويك.
وقال د. إنغولا إنّه توجّه إلى مقاطعة كيبيك لاصطحاب طفلته البالغة 4 أعوام من العمر من هناك، لأنّ والدتها اضطرّت للسفر إلى إفريقيا لحضور جنازة والدها.
"ذهبت إلى كيبيك ونسيت أن أضع نفسي في العزل. ربّما هذه مشكلة في التقدير، لم أذهب إلى كيبيك لجلب الفيروس ونقله إلى المرضى الذين أعالجهم": د. جان روبير إنغولا الطبيب في مستشفى مدينة كامبلتون
وأضاف بأنّه اتّخذ الإجراءات الوقائيّة ولم يتوقّف على الطريق أثناء رحلة العودة من كيبيك، لأنّ رحلته لم تستغرق أكثر من 24 ساعة كما قال.

خضع الآلاف لاختبار الكشف عن مرض كوفيد-19 في مدينة كامبلتون في نيو برنزويك/Radio-Canada
واستأنف عمله في اليوم التالي بعد أن أوصل طفلته إلى دار حضانة يستقبل أولاد العاملين في القطاع الصحّي، علما أنّ دور الحضانة أغلقت أبوابها في معظم المقاطعات الكنديّة بسبب الجائحة.
ومن الصعب كما قال، تحديد ما إذا كان قد أصيب بالعدوى أثناء وجوده في كيبيك أم أنّ أحد المرضى نقلها إليه، ولم تظهر عليه ولا على طفلته أيّة أعراض.
واستغرب عندما تلقّى اتّصالا من المراجع الصحيّة تفيد بأنّ أحد مرضاه مصاب بمرض كوفيد-19، وتوقّف فورا عن العمل، وهو حاليّا في العزل مع طفلته بعد أن أظهر اختبار الكشف عن الفيروس الذي خضع له كلّ منهما نتيجة إيجابيّة.
رسائل حاقدة تستهدف الطبيب:
ويقول د. جان روبير إنغولا إنّ من حقّه أن تُحترم خصوصيّته كونه مصابا بالفيروس، ولكنّ وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت اسمه وصورته و عنوانه و أرفقتها في بعض الأحيان برسائل حاقدة.

د. جنيفر راسيل كبيرة الأطبّاء في نيوبرنزويك تؤكّد على أهميّة اللقاح والعلاج الناجع في مواجهة جائحة كوفيد-19/Radio-Canada
وتضمّنت الرسائل كلمات نابية كما قال د. إنغولا، وأضاف بأنّه تلقّى اتّصالات من إفريقيا وأوروبا والولايات المتّحدة، وجاءت الرسائل الحاقدة بأغلبيّتها من الخارج وليس من أبناء منطقة كامبلتون.
وقد تعرّض نحو من 150 شخصا للفيروس في منطقة كامبلتون بعد اختلاطهم بالطبيب لدى عودته من مقاطعة كيبيك في التاسع والعشرين من الشهر الفائت.
ووجّهت د. جنيفر راسيل كبيرة الأطبّاء في نيوبرنزويك نداء دعت فيه إلى إبداء مشاعر الرأفة إزاء هذا "الوضع الخاص" كما قالت، مشيرة إلى أنّه ليس في نيّة أحد أن ينقل العدوى عمدا إلى المقاطعة.
"طالما أنّ الفيروس نشط خارج حدودنا وليس هناك بعد من لقاح أو علاج ناجع، من الأرجح أن تتكرّر هذه الحالة في الأشهر المقبلة": د. جنيفر راسيل كبيرة الأطبّاء في مقاطعة نيو برنزويك
واوضحت د. راسيل على الأثر أنّ السلطات الصحيّة سوف توضح كلّ الإجراءات المتعلّقة بتنقّل العاملين في القطاع الصحّي، وفرض العزل على كلّ من يخرج من المقاطعة مدّة 14 يوما.
وفي مقاطعة نيو برنزويك حتّى كتابة هذه السطور 132 حالة إصابة بمرض كوفيد-19، من بينها 120 حالة شفاء وصفر حالة وفاة.
نشير أخيرا إلى أنّ الشرطة الفدراليّة تواصل تحقيقها في القضيّة.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.