شهدت كندا خلال نهاية الأسبوع مظاهرات حاشدة للتنديد بالعنصرية في سياق مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في الولايات المتحدة.
ففي مدينة مونتريال، التزم آلاف المتظاهرين بدقيقة صمت لليوم الثاني على التوالي احتجاجًا على العنصرية وفظاظة الشرطة.
وعبّر المشاركون عن غضبهم تجاه فرانسوا لوغو، رئيس حكومة كيبيك، الذي أصرّ على إنكار وجود عنصرية ممنهجة أومؤسساتية في المقاطعة.
وقالت اناستاسيا مارسيلان إحدى المنظمات :" "رسالتنا موجّهة لك، فرانسوا لوغو : إذا كنت تريد كيبيك مقسّم، فإن سكان كيبيك المتواجدين هنا يخبرونك أنهم لا يريدون كيبيك مثل هذا".
وكان رئيس حكومة مقاطعة كيبيك قد أكّد ، في أعقاب مظاهرة الأحد من الأسبوع الماضي ، على أنّ "الوضع في كيبيك ليس له أي أوجه تشابه للمقارنة مع ما يحدث في جنوب الحدود (الولايات المتحدة)." فحسب قوله، "العنصرية هي شأن أقلية صغيرة من الأفراد."
وأضاف : "نتحدّث في في كثير من الأحيان عن هذا الموضوع. نعم يوجد تمييز في كيبيك ، لكن لا يوجد تمييز ممنهج. لا يوجد نظام للتمييز في كيبيك. "
وفي ندوته الصحفية اليومية المخصصة لجائحة كورونا والتي عقدها اليوم الاثنين، دعا فرانسوا لوغوإلى "تغيير هادئ" في إشارة إلى الثورة الهادئة االتي عرفتها مقاطعة كيبيك في ستينيات القرن الماضي والتي "تحرر خلالها المجتمع بشكل ملحوظ من أغلال الكنيسة الكاثوليكية."
وأوضح أنّ حكومته تعتزم إعداد سياسة بشأن العنصرية ، ولا سيما من خلال إجراء مشاورات. وقد تقديم الحكومة هذه السياسة في الأيام القادمة.
ومع ذلك، ما زال رئيس الحكومة يرفض ذكر وجود "العنصرية الممنهجة " في المجتمع الكيبيكي. "نحن لسنا بصدد مقاضاة الكيبيكيين، ولكن هناك عنصرية في كيبيك."
وبعد ظهر أمس الأحد، انطلقت مسيرة ثانية تحت أشعة الشمس الحارقة وشارك فيها أكثر من ألف شخص وهم يرددون "لا سلام بدون عدالة!". ورفعوا لافتات تضمّنت شعار (Black Lives Matter) "حياة السود مهمّة" و "" إذا لم تكن ضدّ العنصرية ، فأنت شريك لها".
وللإشارة، فقد كان من الصعب الحفاظ على تدابير التباعد الجسدي المفروضة بسبب جائحة كورونا، ولكن معظم المشاركين كانوا يرتدون كمّامات.
كما نُظّمت مسيرات في مدن أخرى في جميع أنحاء مقاطعة كيبيك، ولا سيما في شيربروك و مدينة كيبيك أمام مقرّ الجمعية الوطنية.
وفي مدينة تورونتو، نُظمت مظاهرات جديدة ضد العنصرية وفظاظة الشرطة. واتجه جزء من المشاركين إلى مقر شرطة تورونتو
وتظاهر يوم السبت الماضي، المئات في شوارع وايتهورس وداوسون في إقليم نونافوت ضد العنصرية التي يواجهها السود والسكان الأصليون.
وفي هاليفاكس في مقاطعة نوفاسكوشا، تجمع مئات الأشخاص أمام مقر البلدية مساء الجمعة للاحتجاج على ضوء الشموع في إطار حركة "حياة السود مهمّة".
وكذلك الأمر في رجاينا، عاصمة مقاطعة سسكاتشوان حيث تجمع المتظاهرون ظهر الأحد خارج المبنى التشريعي للاحتجاج على ضدّ العنصرية.
(راديو كندا الدولي / سي بي سي / وكالة الصحافة الكندية)
روابط ذات صلة:
قراءة في ردود فعل الطبقة السياسية الكندية بعد مقتل الأميركي الأفريقي جورج فلويد
كندا: التمييز والتنميط العرقي على ضوء مقتل الاميركي جورج فلويد
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.