المسابح العامّة أعادت فتح أبوابها في مونتريال والعديد من المدن الكنديّة في إطار مراحل التخفيف من القيود المتشدّدة للتصدّي لجائحة كوفيد-19/Graham Hughes/CP

المسابح العامّة أعادت فتح أبوابها في مونتريال والعديد من المدن الكنديّة في إطار مراحل التخفيف من القيود المتشدّدة للتصدّي لجائحة كوفيد-19/Graham Hughes/CP

كوفيد-19: أسئلة عديدة تحتاج لجواب

يثير فيروس كورونا المستجدّ منذ بداية انتشاره العديد من التساؤلات، ويُجري آلاف العلماء وأخصّائيّي الفيروسات حول العالم العديد من الدراسات حوله، بما فيها دراسات حول التسلسل الجيني للفيروس و مرض كوفيد-19 الذي ينجم عنه.

وانتشرت الكثير من المعلومات حول الفيروس وكيفيّة انتقاله وكم من الوقت يبقى حيّا على الأسطح، وسواها من الأخبار التي يحار الناس في فهمها وفصل الصحّ عن الخطّا فيها.

وينشر بعض الباحثين أعمالا لم يتمّ نشرها بعد في كبريات  المجلّات العلميّة، ولم تقم بتحليلها لجان تضمّ أقرانهم من العلماء والباحثين كما هي الحال عادة.

وتلعب هذه المعلومات دورا مهمّا في إطار الجائحة، لكنّها مرشّحة لأن تتغيّر كلّما ازداد حجم المعلومات التي يتمّ جمعها.

وما زالت هناك العديد من الأسئلة المطروحة حول فيروس كورونا، يستعرضها تقرير نشره راديو كندا القسم الفرنسي في هيئة الإذاعة الكنديّة.

ما عدد الأشخاص المصابين حول العالم بمرض كوفيد-19؟:

تمّ حتّى التاسع عشر من حزيران يونيو إحصاء 8،7 ملايين إصابة مؤكّدة و 460 ألف حالة وفاة حول العالم.

وقفة أمام أحد مراكز رعاية المسنّين في أونتاريو حيث وقع عدد كبير من حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19//Frank Gunn/CP

وقفة أمام أحد مراكز رعاية المسنّين في أونتاريو حيث وقع عدد كبير من حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19//Frank Gunn/CP

 وقد يكون العدد أعلى من ذلك، لأسباب عديدة، من بينها اختلاف معدّل اختبارات الكشف عن الفيروس من منطقة إلى أخرى، وعدم وجود تحديد عالميّ لمفهوم الحالة المؤكّدة من الإصابة.

ولا يخضع المصابون بأعراض خفيفة للغاية لاختبار الكشف عن الفيروس، ولا تُحصي بعض الدول إلّا عدد الوفيات التي تحصل في المستشفيات، فضلا عن أنّه لم يتمّ إجراء الاختبار على عدد من المسنّين الذين توفّوا في مراكز الرعاية الطويلة الأمد، رغم أنّه يُشتبه بأنّ الفيروس كان السبب وراء وفاتهم.

معدّل الوفيات بفيروس كورونا:

من الصعب معرفة معدّل الوفيات بدقّة نظرا لأنّ عدد الوفيات المعلنة أقلّ من الواقع.

ويختلف معدّل الوفيات من منطقة إلى أخرى حسب منظّمة الصحّة العالميّة، تبعا لكميّة البيانات التي يتمّ جمعها، ونوعيّة الخدمات الصحيّة المتوفّرة، والصورة الاجتماعيّة والديمغرافيّة في كلّ بلد.

وتختلف النسبة حاليّا  بين عدد الحالات المؤكّدة وعدد حالات الوفاة 0،8 بالمئة في السعوديّة، و14،5 بالمئة في إيطاليا، و8،2 في كندا.

ويقول د. أنتوني فاوتشي كبير أطبّاء الأمراض المعدية في الولايات المتّحدة إنّ معدّل الوفيات بمرض كوفيد-19 في العالم يقارب 1 بالمئة، وتقدّره دراسة لجامعة واشنطن بـ1،3 بالمئة.

هل كلّ أعراض مرض كوفيد-19 معروفة؟

أشارت منظّمة الصحّة العالميّة مع بداية الجائحة، إلى أنّ الأعراض الأكثر شيوعا للمرض هي السعال والحمّة وصعوبة التنفّس، لكنّ أعراضا أخرى أضيفت إلى القائمة في الأشهر اللاحقة.

توصي وكالة الصحّة العامّة بغسل اليدين بعناية والتعقيم للوقاية من الفيروس/Jeff McIntosh/CP

توصي وكالة الصحّة العامّة بغسل اليدين بعناية والتعقيم للوقاية من الفيروس/Jeff McIntosh/CP

و تندرج في الأعراض آلام العضلات وتهيّج الحلق وفقدان حاسّتي الشم والذوق دون سبب، والإسهال ووجع الرأس.

ويفقد أكثر من 85 بالمئة من المصابين بمرض كوفيد-19 هاتين الحاسّتين حسب دراسة صدرت في أوروبا.

كما ظهر في بعض الحالات طفح جلديّ لدى الأطفال المصابين بالمرض، على أصابع القدم، مع تغيّر في لونها، وهي أعراض شبيهة بأعراض قضمة الصقيع.

ولوحظ لدى  بعض الشباب المصابين بالفيروس، حالات إصابة بالجلطة الدماغيّة، والفشل الكلوي وفشل القلب والكبد.

ومن بين الأعراض التي رافقت مرض كوفيد-19 أيضا، نقص التأكسج الصامت وهي كلّها أعراض لم يُعرف بعد إذا كانت مرتبطة مباشرة بمرض كوفيد-19 أم لا.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالكوفيد-19:

المسنّون والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحيّة هم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد-19، ولكنّه من غير المعروف حتّى الآن لماذا تكون الإصابة خطيرة لدى بعض الأشخاص دون البعض الآخر.

وفي بداية الجائحة، لوحظ أنّ الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرئة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأعراض حادّة من الكوفيد-19.

وأضيف إليهم لاحقا الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب و المصابون بداء السكّري وضغط الدم والأمراض المزمنة.

شخص يرتدي الكمّامة في المرفأ القديم في مونتريال//Graham Hughes/CP

شخص يرتدي الكمّامة في المرفأ القديم في مونتريال//Graham Hughes/CP

و من غير المعروف بعد لماذا لا يطوّر الأطفال المصابون بالعدوى  أعراض مرض كوفيد-19، ولماذا يواجه الرجال خطر إصابة  أكبر من النساء.

هل من تداعيات طويلة الأمد على صحّة المصابين بالعدوى؟:

لم يحدّد الأطبّاء بعد ما إذا كان الشفاء من مرض كوفيد-19 شبيها بالشفاء من أنواع أخرى من الالتهابات، ويبدو أنّ الحالات الخفيفة والمتوسّطة تتعافى بشكل جيّد.

وتستمرّ مدّة التعافي 14 يوما، ولكنّ كلّ واحد من أصل 10 مصابين يعاني أعراض التعب والحرارة وأوجاع الرأس وفقدان الشهيّة و الذاكرة وحاسّة الشمّ وضيق التنفّس لنحو ثلاثة أسابيع  بعد ظهور الأعراض الأولى للمرض حسب جامعة كينغز كوليدج لندن.

هل من علاجات متوفّرة؟:

لا توجد بعد أدوية  محدّدة أو علاج  لمرض كوفيد-19 توصي بها منظّمة الصحّة العالميّة.

وأكّدت بعض الدراسات أنّ دواء ريمديزيفير Remdesivir ( دواء تجريبي مضاد للفيروسات تمّ تطويره لفيروس إيبولا)، و دواء ديكساميتاسون قد يساعدان في معالجة المصابين بمرض كوفيد-19، ولكنّ هذه الدراسات ما تزال في مراحلها الأوليّة.

ويدعو الباحثون إلى الحذر حيال هذه العلاجات لأنّه لم يتمّ اختبارها على نطاق واسع.

وأعلنت منظّمة الصحّة العالميّة تعليق التجارب السريريّة حول دواء هيدروكسيكلوروكين، ولم تظهِر أيّة دراسة أنّه مفيد وآمن.

 ما مدى انتقال العدوى من دون أعراض؟:

تقول منظّمة الصحّة العالميّة إنّه من الصعب حتّى الآن معرفة عدد الأشخاص الذين لا تظهر عليهم عوارض المرض.

عناصر من الجيش الكندي يحملون علم كتيبتهم لدى مغادرة أحد مراكز رعاية المسنّين في مقاطعة كيبيك/Paul Chiasson/CP

عناصر من الجيش الكندي يحملون علم كتيبتهم لدى مغادرة أحد مراكز رعاية المسنّين في مقاطعة كيبيك/Paul Chiasson/CP

وتقدّر إحدى الدراسات أنّ ما بين 40 إلى 50 بالمئة من المصابين قد لا تظهر عليهم العوارض في حين تقدّر دراسات أخرى نسبتهم بـ20 بالمئة.

والأشخاص الذين تظهر عليهم العوارض هم الأكثر نقلا للعدوى، و بإمكانهم أن ينقلوا العدوى قبل ظهورها.

ولكنّه من غير الواضح لماذا لا تظهر العوارض على بعض المصابين بالعدوى.

هل يكتسب المتعافي من الفيروس مناعة ضدّه؟:

لا يوجد جتّى الآن حسب منظّمة الصحّة العالميّة دليل بأنّ المتعافي من مرض كوفيد-19 يطوّر أجساما مضادّة تكسبهم مناعة.

ومن غير المعروف بعد ما إذا كانت هذه الأجسام المضادّة تحميهم من الالتهابات لاحقا.

ومن غير المعروف مدى استمرار المناعة التي اكتسبها الشخص وما إذا كانت تستمرّ شهرا أو أكثر أو مدى الحياة.

وفي كوريا الجنوبيّة، أظهرت اختبارات الكشف عن الفيروس نتائج إيجابيّة لدى مئات الأشخاص المتعافين من المرض.

ماذا عن الاختبارات المصليّة؟: 

تُجري المزيد من الدول بما فيها كندا، الاختبارات المصليّة عن الأجسام المضادّة في الدمّ التي يطوّرها المريض، التي تساعد الباحثين في فهم مدى الحالات من دون أعراض وتكوين صورة أفضل عن مدى انتشار الفيروس.

ولكنّ الاختبارات ليست كلّها موثوقة. و تشوب العيوب البعض منها، وقد يساء تفسيرها بسهولة وقد تعطي نتائج إيجابيّة خاطئة.

وقد تعطي شعورا خاطئا بالأمان لأنّه من غير المعروف ما إذا كان من الممكن أن يصاب المتعافي من المرض بالعدوى من جديد.

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة تضع كمّامة في 18-06-2020/Sean Kilpatrick/CP

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة تضع كمّامة في 18-06-2020/Sean Kilpatrick/CP

أين ظهر فيروس كورونا للمرّة الأولى؟:

من غير الواضح أين بدأت الجائحة ومتى، رغم أنّ أوّل بؤرة لتفشي العدوى كانت في ووهان في الصين.

وتفيد دراسة صادرة عن جامعة هارفارد أنّ الفيروس كان موجودا في الصين منذ شهر آب أغسطس.

وتفيد الدراسة أنّ كوفيد-19 كان متكيّفا للانتقال البشري عندما تمّ تحديده في ووهان في كانون الأوّل ديسمبر الماضي، ممّا يشير إلى أنّه كان في التداول لبعض الوقت ولم يصدر من سوق  مأكولات ثمار البحر في ووهان.

وتفيد دراسة  أخرى أنّ أحد أنواع الفيروس الذي ظهر في الولايات المتّحدة هو نسخة بدائيّة أكثر من النوع الموجود في الصين.

ويشتبه باحثون إيطاليّون أنّ  ارتفاع عدد حالات الالتهاب الرئوي و الإنفلونزا التي ظهرت عام 2019 يظهر أنّ الفيروس وصل في وقت أبكر من المتوقّع.

متى يتوفّر اللقاح؟:

تاريخيّا، تنجح 6 بالمئة من اللقاحات الناجحة في دخول السوق، ويستغرق تطويرها عدّة سنوات.

والأمل في أن يتمّ تطوير لقاح في غضون 12 إلى 18 شهرا، واختباره و أن يصبح متوفّرا.

ويجري البحث في مئات اللقاحات حول العالم، ولكنّ نحوا من عشرة منها بلغت مرحلة الاختبار على الإنسان، وهي المرحلة التي يفشل فيها اللقاح بالإجمال.

من هم أوّل الحاصلين على اللقاح؟:

عندما تفشّى وباء إتش وان إن وان عام 2009، احتكرت الدول الغنيّة إمدادات اللقاحات.

وتحت ضغط منظّمة الصحّة العالميّة، عادت هذه الدول وتقاسمت 10 بالمئة من الكميّات مع الدول الأكثر فقرا.

وتأمل الأمم المتّحدة في أن يكون اللقاح سلعة عامّة عالميّة متوفّرة للجميع.

ووقّعت الولايات المتّحدة على عقد لشراء 300 مليون لقاح مع شركة أسترا زينيكا.

ووقّعت كلّ من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وهولندا عقودا مع الشركة نفسها للحصول على نحو 400 مليون لقاح.

ووقّعت كندا على عقد مع شركة بكتن ديكينسون لشراء 37 مليون حقنة.

وثمّة علامات استفهام حول من يستفيد أوّلا من اللقاح، من العاملين في قطاع الصحّة أم المسنّين أم العاملين الرئيسيّين أو العسكريّين، والأسئلة بحاجة للجواب.

(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: أعراض قد تظهر على أصابع قدم الأطفال

فيروس كورونا : 15 سؤالاً وجوابًا حول مرض كوفيد 19

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.