رئيس حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، جايسن كيني (Chris Wattie / Reuters)

كندا: ألبرتا تعوّل على الاستثمار في البنى التحتية لإنهاض اقتصادها

تُعوّل مقاطعة ألبرتا في غرب كندا بشكل أساسي على الاستثمارات في البنى التحتية، وأيضاً على تخفيض ضرائب الشركات، من أجل إنهاض اقتصادها.

فقد أعلنت أمس حكومة حزب المحافظين المتحد (UCP) في أغنى مقاطعات كندا بالنفط أنها ستضخ 10 مليارات دولارات في مشاريع بنى تحتية وتؤسس وكالة استثمارات جديدة لإعادة إطلاق الاقتصاد.

وجاء الإعلان على لسان رئيس الحكومة جايسن كيني وبحضور وزير ماليته ترايفيس توز.

ومن أصل المبلغ المذكور أعلاه هناك 6,9 مليارات دولار مُدرجَة في الميزانية التي قدّمتها الحكومة في الربيع. ولم توضح الحكومة بعد إذا كانت الـ3,1 مليارات دولار المتبقية هي، كلياً أو جزئياً، مال جديد لم تعلن عنه في السابق.

وأشارت الحكومة إلى أنّ المليارات العشر من الدولارات ستُستثمر في تنفيذ مشاريع طرقات وأنابيب نفط وبنى تحتية في قطاع الصحة وفي المدارس وأيضاً في إنشاء مراكز لمعالجة المدمنين على المخدرات.

أنبوب كيستون إكس إل ينقل النفط من ألبرتا نحو مصافي النفط في جنوب الولايات المتّحدة/ CP / Tony Gutierrez

ينقل أنبوب "كيستون إكس إل" النفط من ألبرتا إلى مصافي النفط في جنوب الولايات المتّحدة / CP / Tony Gutierrez

وتتوقع الحكومة أن توجِد هذه الاستثمارات في البنى التحتية نحواً من 50.000 وظيفة.

ومن بين هذه الوظائف الجديدة المتوقَّعة هناك 7.000 مرتبطة بتوسيع أنبوب "كيستون اكس ال" (Keystone XL) لنقل النفط الخام من ألبرتا إلى مصافٍ في جنوب الولايات المتحدة.

واختار كيني ضخ مليارات الدولارات في هذا المشروع واعداً سكان مقاطعته بعوائد اقتصادية مهمة له، بالرغم من المخاطر المحدقة بالمشروع إذا ما فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة بعد أربعة أشهر ونيّف.

ويقول كيني إنّ هذه الاستثمارات الإضافية سترفع الاستثمارات في البنى التحتية المدرجة في ميزانية الربيع بـ40%، لتجعل منها أكبر استثمارات في البنى التحتية في تاريخ ألبرتا.

وأعلن كيني أيضاً تقديم موعد تخفيض الضرائب على الشركات من 10% إلى 8% إلى الأول من تموز (يوليو) المقبل.

وتنوي الحكومة أيضاً تقديم تحفيزات لقطاع التكنولوجيات الجديدة، وأعلنت عن تخصيص 175 مليون دولار لرؤوس الأموال الاستثمارية (رؤوس الأموال المجازفة) لدعم المؤسسات الجديدة.

الرئيس التنفيذي لشركة "نيو وُولرد إنترأكتيف" (New World Interactive) كيث وُورنر (Audrey Neveu / CBC)

وستطلق المقاطعة وكالة جديدة اسمها "استثمارات ألبرتا" (Investment Alberta) تكون مهمتها فتح مكاتب في الخارج لجذب المستثمرين إلى ألبرتا.

وقال كيني إنّ هذه الإجراءات تشكل "خطة لجيلٍ من النمو" وإنه إذا لم تتحرك الحكومة بسرعة "لن يعود بالإمكان التغلب على التحديات المالية". "مستقبلنا هو فعلاً على المحك"، أضاف كيني.

كيث وُرنر هو الرئيس التنفيذي لشركة "نيو وُولرد إنترأكتيف" (New World Interactive) التي فتحت مكتباً لهي في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا، خلال ولاية حكم الحزب الديمقراطي الجديد المحلي (Alberta's NDP) اليساري التوجّه، واستفادت شركته من الإعفاءات الضريبية التي كانت تقدّمها حكومة راتشل نوتلي.

وقال وُرنر إنّ لا شيء يهم شركته في ما أعلنه كيني. فالشركة كانت تستخدم الإعفاءات الضريبية لتوظيف أشخاص جدد من ذوي الكفاءات في مكتبها في كالغاري، وهي لم تعد قادرة على القيام بذلك بعد إلغاء حكومة كيني هذه الإعفاءات.

زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد في مقاطعة ألبرتا (Alberta's NDP) راتشل نوتلي في مقابلة صحفية مع "سي بي سي" (أرشيف) (Scott Neufeld / CBC)

واتهمت نوتلي، التي باتت زعيمة المعارضة الرسمية منذ انتخابات نيسان (أبريل) 2019 العامة، حكومةَ كيني بتقديم هدايا، على حساب سكان ألبرتا العاديين، لمؤسسات "تحقق أرباحاً في الأساس".

وترى نوتلي أن الحكومة تذرّ الرماد في العيون بقولها إنّ تخفيض ضرائب الشركات يوجِد وظائف جديدة، مجادلةً بأنّ تخفيضات الضرائب الأخيرة على الشركات لم تحقق نتائج باهرة في مجال التوظيف.

ورحّبت نوتلي بالمليارات المخصصة للبنى التحتية، لكنها أشارت إلى أنّ ضخها لا يشكّل استراتيجية تنويع اقتصادي، وانتقدت الاقتطاعات في التعليم ما بعد الثانوي ورأت فيه دليلاً على أنّ حكومة كيني غير مهتمة فعلاً بالاستثمار في مجال التجديد والابتكار.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

يُشار إلى أنّ ألبرتا تعاني في الوقت نفسه من أزمة "كوفيد - 19"، أسوةً بسائر المقاطعات الكندية، ومن أزمة تراجع أسعار النفط.

وأعدّت حكومة كيني ميزانيتها الأخيرة على أساس سعر برميل النفط الخام بـ58 دولاراً أميركياً، فيما انهارت أسعار النفط بسبب حرب الأسعار بين روسيا والمملكة السعودية وبسبب أزمة الجائحة إلى أن نزلت في نيسان (أبريل) الفائت تحت عتبة 12 دولاراً أميركياً لبرميل نفط غرب تكساس الوسيط (WTI) المرجعي في سوق نيويورك قبل أن تعاود الارتفاع، لكنها لا تزال أدنى بكثير من 58 دولاراً أميركياً للبرميل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ سعر نفط غرب كندا (Western Canada Select) المستخرج في ألبرتا هو أدنى من سعر النفط المرجعي الأميركي وتراجع سعر البرميل منه إلى نحو 5 دولارات أميركية أواخر آذار (مارس) الفائت.

(سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

ألبرتا: تبدُّد الآمال بانتعاش قطاع النفط بعد سنواتٍ صعاب

كيني: "ألبرتا عاملت بقية كندا بالحُسنى وآن الوقت لكي ترد بقية كندا الجميل"

شركة "تيك" تتخلى عن مشروع "فرونتير" النفطي الضخم في ألبرتا

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.