زهور وشموع ووجوه حزينة أمام صور ضحايا الطائرة الأوكرانية في تورونتو (Rozenn Nicolle / Radio-Canada)

الطائرة الأوكرانية: إيران مستعدة لدفع تعويضات ومجموعةُ التنسيق الدولية ستفاوضها

قالت السويد أمس إنّ إيران وافقت على دفع تعويضات مالية لأُسر الضحايا الأجانب الذين قضوا في حادث تحطّم طائرة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية ذات الرحلة رقم PS752 في 8 كانون الثاني (يناير) 2020 قرب العاصمة الإيرانية طهران.

يُذكر أنّ الطائرة تحطمت بُعيْد إقلاعها من مطار طهران الدولي جرّاء إصابتها بصاروخيْ أرض – جو إيرانييْن نتيجة "خطأ بشري"، وقُتل جميع من كانوا على متنها، وهم ركابها الـ167 وأفراد طاقمها الـ9. وغالبية الركاب إيرانيون وكنديون، وقسم كبير منهم يحمل الجنسيتيْن الإيرانية والكندية. والضحايا الآخرون يحملون جنسيات أوكرانيا والسويد والمملكة المتحدة وأفغانستان.

ويوم أمس عقدت المجموعة الدولية للتنسيق والتدخل من أجل ضحايا الطائرة الأوكرانية إجتماعاً هاتفياً. وتضمّ المجموعة كندا وأوكرانيا والسويد وأفغانستان والمملكة المتحدة.

وأصدرت وزارة الشؤون العالمية في الحكومة الكندية بياناً صحفياً قالت فيه إنّ أعضاء المجموعة "أضفوا طابعاً رسمياً على نهج مشترك لتحميل النظام الإيراني مسؤولية تحطّم الطائرة ذات الرحلة رقم PS752 ووقّعوا مذكّرة تفاهم بخصوص التعاون بشأن المفاوضات حول التعويضات من قبل إيران، ما يمهّد الطريق لإجراء مفاوضات بين الدول".

ويضيف البيان أنّ أعضاء المجموعة "تحدّثوا أيضاً عن تفريغ جهازيْ التسجيل العائديْن للطائرة في فرنسا وعن التعويضات من قبل شركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية وعن التحقيق الجنائي في هذه الفاجعة".

بعضٌ من ركام طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت في محيط مطار طهران الدولي يوم الأربعاء 8 كانون الثاني (يناير) 2020 والتي قُتل جميع ركابها، ومن ضمنهم 57 كندياً، وأفراد طاقمها ( Screen grab obtained from a social media video via REUTERS)

كما يؤكّد البيان الصادر عن الحكومة الكندية أنّ "المجموعة تواصل المطالبة بالمساءلة والشفافيّة والعدالة والتعويض لأُسر الضحايا وأحبائهم".

وفي السويد قالت وزيرة الخارجية آن ليندي لوكالة الأنباء السويدية ("تي تي - TT) أمس "وقّعنا اتفاقاً مبدئياً سنقوم بموجبه بالتفاوض مع إيران حول التعويضات لأقارب الضحايا".

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت إيران ستدفع فعلاً تعويضات مالية، أجابت الوزيرة السويدية "ما من أدنى شك في ذلك. لكن في المقابل لا نعلم بعد حجم المبالغ المالية، ومن المفترض أن يتضح هذا الأمر من خلال المفاوضات".

وكان على متن الطائرة 17 راكباً من حملة الجنسية السويدية أو من المقيمين في السويد.

وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان (Adrian Wyld / CP)

وكان بين الركّاب أيضاً 57 كندياً (55 كندياً حسب بعض المصادر)، من أصول إيرانية بشكل خاص، ونحوٌ من 30 شخصاً حاصلين على الإقامة الدائمة في كندا، و4 بريطانيين و4 أفغانيين و11 أوكرانياً من ضمنهم أفراد طاقم الطائرة.

وكان حملة الجنسية الكندية والإقامة الدائمة في كندا وسواهم من الحائزين على إقامةٍ في كندا في رحلة العودة إلى بلاد القيقب عن طريق العاصمة الأوكرانية كييف بعد أن أمضوا عطلة نهاية عام 2019 مع أهلهم وأصدقائهم في إيران.

وكان بين هؤلاء أساتذة وطلاب جامعيون وموظفون في مجالات مختلفة. لكن شاءت الأقدار أن تتم رحلة العودة إلى كندا في ظروف متوترة أمنياً.

فإسقاط الطائرة الأوكرانية في محيط عاصمة إيران حصل بعد خمسة أيام على اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" التابع لـ"حرس الثورة الإسلامية" الإيراني الفريق قاسم سليماني في العراق المجاور عقب خروجه من مطار بغداد الدولي العاصمة بغداد في 3 كانون الثاني (يناير).

الفريق قاسم سليماني (وسط الصورة)، قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني في صورة من الأرشيف (Office of the Iranian Supreme Leader via AP)

وبعد أن نفت إيران في البدء أيّ مسؤولية في الحادث، أعلن "حرس الثورة الإسلامية" مسؤوليته الكاملة عن إسقاط الطائرة نتيجة "خطأ بشري بعد اقترابها من مركز حسّاس" تابع له وبعد ساعات معدودة على قصف إيران بالصواريخ الباليستية قاعدتيْن في العراق تستخدمهما القوات الأميركية، وهو قصف جاء رداً على اغتيال سليماني.

يُذكر أنّ المنظمة الدولية للطيران المدني (OACI – ICAO) التابعة للأمم المتحدة أعلنت يوم الجمعة الفائت أنّ إيران أبلغتها أنها سترسل الصندوقيْن الأسوديْن الخاصيْن بالطائرة الأوكرانية إلى فرنسا من أجل تفريغهما وتحليل معلوماتهما.

وستبدأ هذه العملية في 20 تموز (يوليو) الجاري في مكتب التحقيقات والتحليلات (BEA) الفرنسي المختص بسلامة الطيران المدني في مقرّه القريب من العاصمة باريس.

مندوب إيران لدى المنظمة الدولية للطيران المدني فرهاد بارواريش (Regis Duvignau / Reuters)

ومنذ تحطّم الطائرة طلبت كندا من إيران مراراً تسليم الصندوقيْن الأسوديْن إلى جهة قادرة على تفريغهما وتحليل معلوماتهما، مقترحةً فرنسا التي تملك التكنولوجيا والخبرة الضروريتيْن والتي أبدت استعدادها لتقديم المساعدة في هذا المجال.

ورفضت إيران، التي لا تملك التكنولوجيا اللازمة للقيام بهذه العملية، مطولاً تسليم الصندوقيْن إلى جهة خارجية قبل أن توافق فيما بعد.

وأشار مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي قبل أسبوع إلى أنّ عملية التفريغ والتحليل ستجري في إطار تحقيق أمني تقوده إيران.

ومن جهته سيرسل المكتب الكندي لسلامة النقل (BST - TSB)، وهو مؤسسة فدرالية، فريق محققين إلى فرنسا للمشاركة في العملية.

(وزارة الشؤون العالمية في كندا / أ ف ب / أسوشيتد برس / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

إيران ترسل صندوقيْ الطائرة الأوكرانية الأسوديْن إلى فرنسا في تمّوز (يوليو)

الطائرة الأوكرانية: كندا تسأل عن سبب تأخّر إيران في تسليم الصندوقيْن الأسوديْن

تأخير في التحقيق في حادث تحطّم الطائرة الأوكرانيّة على خلفيّة "كوفيد - 19"

الطائرة الأوكرانيّة: إيران تعد بتسليم أوكرانيا الصندوقيْن الأسوديْن وكندا تحكم على الأفعال لا الأقوال

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.