جامعة مونكتون، فرع مدينة مونكتون، في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في شرق كندا / Radio-Canada

كوفيد – 19: جامعتا الأطلسي الفرنكوفونيتان قلقتان من تراجع عدد الطلاب الأجانب

تخشى الجامعتان الفرنكوفونيتان الوحيدتان في مقاطعات الأطلسي من انخفاض كبير في عدد طلابهما الأجانب عند بدء العام الدراسي الجديد مطلع أيلول (سبتمبر) المقبل، كما يفيد تقرير لراديو كندا.

فانخفاض عدد الطلاب الأجانب بنسبة كبيرة انعكاساته هي أيضاً كبيرة على جامعة مونكتون (Université de Moncton) في مقاطعة نوفو برونزويك (نيو برونزويك) وجامعة سانت آن (Université Sainte-Anne) في مقاطعة نوفا سكوشا. فما لا يقلّ عن خمس الطلّاب بدوامٍ كامل في هاتيْن الجامعتيْن يأتون من خارج كندا.

ونوفا سكوشا ونيو برونزويك هما على التوالي أكبر اثنتيْن بين مقاطعات الأطلسي الأربع من حيث عدد السكان. ويُشكل مَن لغتهم الأم هي الفرنسية نحواً من ثلث سكان نوفو برونزويك فيما لا يشكلون سوى أقلّ من 4% من سكان نوفا سكوشا. أمّا اللغة الأم للسواد الأعظم من سائر السكان فهي الإنكليزية التي تشكّل مع الفرنسية لغتيْ كندا الرسميتيْن.

وجائحة "كوفيد - 19" التي حلّت في كندا منتصف آذار (مارس) الفائت تسببت بعقبات عديدة، من بينها تأخير كبير في إصدار وزارة الهجرة واللجوء والمواطَنة الفدرالية رخص الدراسة للطلاب الأجانب وتغييراتٌ طرأت على خطط الدراسة للعديد من الطلاب الأجانب بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسبّبت بها الجائحة في بلدانهم.

رئيس "جمعية الطلاب الدوليين" في جامعة مونكتون، هيثم فونغانغ (Nicolas Steinbach / Radio-Canada)

وجامعتا مونكتون وسانت آن أغلقتا أبوابهما، أسوةً بسائر الجامعات الكندية، بسبب الجائحة لتكملا العام الدراسي لطلابهما عن بعد بواسطة الإنترنت.

وفي الفصل الدراسي المقبل سينهل الطلاب العلم عن بعد أيضاً في جامعة مونكتون التي تأسست عام 1963 ولديها ثلاثة فروع في نوفو برونزويك.

رئيس "جمعية الطلاب الدوليين" في جامعة مونكتون، هيثم فونغانغ، يعتقد أنّ مخاوف جامعته بالنسبة للطلاب الدوليين (الأجانب) هي في محلها، إذ يتوقّع تراجعاً كبيراً في عدد الطلاب الأجانب الذين سيتسجّلوا لفصل خريف 2020.

فهناك طلاب أجانب كثر سيبقون في بلدانهم لأنهم إمّا ليسوا قادرين على تسديد أقساط الجامعات في كندا بسبب ضيق أحوالهم المادية في ظلّ الجائحة، أو لأنّ السنة الدراسية في بلدانهم لم تنتهِ في الموعد المحدَّد بسبب الجائحة أيضاً.

لكنّ العقبة الرئيسية حسب فونغانغ تكمن في التأخير في إصدار رخص الدراسة. "الملفات تنتظر فعلاً منذ وقت طويل. يوم السبت أجبتُ على اتصال من أحدهم: قال لي إنه قدّم طلبه (للدراسة) منذ شهر آذار (مارس)"، يقول رئيس "جمعية الطلاب الدوليين" في جامعة مونكتون.

نائب رئيس جامعة مونكتون لشؤون التعليم والأبحاث، جيل رْوا (Nicolas Steinbach / Radio-Canada)

ومن جهته يشعر نائب رئيس جامعة مونكتون لشؤون التعليم والأبحاث، جيل رْوا، بقلقٍ كبير إزاء هذا الواقع الناجم عن الجائحة، فيشير إلى أنّ إيرادات الجامعة من الطلاب الأجانب تتراوح بين 2,5 مليون و3 ملايين دولار.

"في أكثر السيناريوهات تشاؤماً، ستُلغَى الغالبية الساحقة من حالات التسجيل الجديدة للطلاب الأجانب للفصل الدراسي الجديد"، يقول رْوا.

وتفيد إحصائيات جامعة مونكتون أنّ إجمالي عدد طلابها الذين يتابعون الدراسة بدوام كامل بلغ 4244 في الأول من نيسان (أبريل) 2019، من بينهم 821 طالباً أجنبياً، أي ما نسبته 19,34% من إجمالي العدد.

جامعة سانت آن في بلدة بوانت دو ليغليز (Pointe-de-l’Église) على الساحل الجنوبي الغربي لمقاطعة نوفا سكوشا (Stéphanie Blanchet / Radio-Canada)

وفي جامعة سانت آن يسود قلق مشابه. "ما هو مؤكّد هو أنّ تأثير ذلك سيكون بالفعل كبيراً"، يقول نائب رئيس "جمعية طلّاب جامعة سانت آن" لشؤون الإعلام، بيني توينديمبادي، الكونغولي الأصل.

وكان توينديمبادي ينتظر أن ينضمّ إليه شقيقه من الكونغو للفصل الدراسي المقبل في جامعة سانت آن. لكن "على الصعيد الوطني، لم تعد المؤسسة التي يُفترض بها معالجة طلبات التأشيرة تقوم بهذا العمل"، يقول توينديمبادي.

ومن جهته يتوقع رئيس جامعة سانت آن أليستر سوريت تراجع إجمالي عدد طلاب السنة الأولى بدوامٍ كامل، من الكنديين والأجانب، بنسبة 46% بسبب الجائحة.

"هذا وضع غير مسبوق، وفيه العديد من المجهولات"، يقول سوريت، مضيفاً "إنه أمر أساسي عندما يكون العدد (عدد الطلاب) قليلاً كما هي الحال لدينا، فيمكن لتغييراتٍ صغيرة أن تؤثّر علينا بشكل كبير".

وتضمّ جامعة سانت آن 540 طالباً بدوام كامل موزعين على خمسة فروع، من بينهم 150 طالباً أجنبياً، أي نحواً من 28% من إجمالي العدد.

رئيس جامعة سانت آن أليستر سوريت (CBC)

ولا تتوفّر حالياً أية تسوية تتيح الدراسة عن بعد بواسطة الإنترنت للطالب الأجنبي غير الحاصل على تأشيرة لدخول كندا.

ويقول سوريت إنّ البرامج الكاملة التي باستطاعة جامعة سانت آن تدريسها عن بعد قليلة العدد جداً، وبالتالي من غير الممكن للجامعة أن تقبل في صفوفها طلاباً أجانب يتابعون الدراسة عن بعد، إذ قد يستطيعون مباشرة الدراسة على الإنترنت لكنهم لن يستطيعوا إكمالها بهذه الوسيلة.

ويتوقع سوريت أن يؤدّي تراجع عدد الطلاب في جامعته إلى تراجع عائداتها بما يتراوح بين مليون و2,5 مليون دولار.

ويؤدي كلّ ذلك إلى تراجع في الأرباح سيترك أثراً سلبياً على وضع الجامعة في السنتيْن أو السنوات الثلاث المقبلة.

وبالرغم من أنّ الميزانية النهائية لكلّ من جامعتيْ مونكتون وسانت آن لن تُقرّ إلّا في أيلول (سبتمبر) بعد انتهاء فترة تسجيل الطلاب، فمن المؤكّد أنّ الجامعتيْن ستقومان باقتطاعات في الميزانية.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:

نوفو برونزويك (نيو برونزويك): ارتفاع عدد الطلاب الأجانب في CCNB بنحو 60%

فئة:اقتصاد، دولي، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.