قائدة الأوركسترا مغنيةُ السوبرانو الكندية باربَرا هانيغان تقود حفلة موسيقية في روما (Musacchio and Ianniello / CBC)

الجائحة تفرض ريبيرتواراً “أكثر مُرونة” حسب قائدة الأوركسترا باربَرا هانيغان

يجب أن تُشجّع جائحةُ "كوفيد - 19" الفنانين على تبني ريبيرتوار (مجموعة أعمال) "أكثر مُرونة" وأن تُشجّع دُورَ الأوبرا على إبراز أعمال لمؤلفين موسيقيين معاصرين، ترى قائدة الأوركسترا مغنيةُ السوبرانو الكندية باربَرا هانيغان (Barbara Hannigan) في حديث مع مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية رنا موسوي.

وهانيغان المولودة عام 1971 في وافرلي القريبة من هاليفاكس في شرق كندا تقيم في فرنسا مع شريك حياتها الممثل والمخرج السينمائي الفرنسي ماتيو ألماريك.

ومساء أمس قادت هانيغان حفلة موسيقية لأوركسترا راديو فرنسا الفلهارمونية (Orchestre Philharmonique de Radio-France) في دار الإذاعة الفرنسية في باريس.

وسألت موسوي هانيغان في مستهلّ الحديث الذي أجرته معها على هامش الحفلة ما إذا كانت أزمة "كوفيد - 19" قد حثتها على إعادة النظر في وتيرة عروضها.

أجابت السوبرانو الكندية أنها "في الأزمنة العادة" تقوم بجولات لتقديم عروضها الموسيقية "11 شهراً من أصل 12 شهراً" في السنة.

"من النادر جداً أن أبقى في المنزل أكثر من ثلاثة أو أربعة أيام. (لكن خلال الحجر المنزلي) كان لديّ كلّ الوقت لأمرّن صوتي دون وجود موعد نهائي تفرضه حفلة موسيقية. ولم يكن عليّ أن أثبت أيّ شيء للناس، إلّا لنفسي ولـ… ماتيو!"، تقول هانيغان.

قائدة الأوركسترا مغنيةُ السوبرانو الكندية باربَرا هانيغان (Stefan Bremer / CBC)

وتضيف هانيغان أنّ هذه التجربة في الحجر المنزلي جعلتها تشعر أكثر من السابق بوتيرة الحياة التي كانت تعيشها قبل وصول الجائحة، وتقول إنها مدركة أنّ عليها تخفيض الوتيرة لأنّ برنامجها الفني مليء لغاية عام 2023.

"بالتاكيد ستكون رحلاتنا أقلّ من السابق. لا أظن أننا سنعبر الأطلسي قريباً، وستكون تنقلاتنا محصورة أكثر في منطقتنا الجغرافية"، تقول هانيغان المقيمة في العاصمة الفرنسية.

"كنّا في السابق نفكّر، كفنّانين، في كيفية إعادة ترتيب جولاتنا لأسباب بيئية، محاولين تخطيط مواسمنا (الفنية) من أجل التخفيف من ركوب الطائرة. وحلول الـ’’كوفيد - 19‘‘ أتاح لنا أن نفكّر حتى أكثر (بهذا الموضوع)"، تؤكد هانيغان.

"هل الأوبرا بحاجة لتجديد؟"، تسأل رنا موسوي. "دعوة الفنانين لأن يكونوا مَرِنين، لأن يكونوا مبدعين، قد تكون ذات حدّيْن لأننا في حالة تجدّد مستمر، حتى عندما نغني أو نعزف الريبرتوار نفسه"، تجيب قائدةُ الأوكسترا والسوبرانو الكندية.

"وفي الوقت نفسه نحن بحاجة لمؤلفين موسيقيين، لا فقط للذين توفوا قبل 200 أو 300 سنة بل لمؤلفي زمننا الحالي. نحن بحاجة لأن نشجعهم لأنّ لولاهم لتوفرّت لدينا موسيقى كلاسيكية لغاية عام 1950 ولا شيء بعد ذلك، ولكُنّا شعرنا بالملل"، تضيف باربَرا هانيغان.

"حتى وإن كانت بعض الأعمال (الموسيقية المعاصرة) لا تحصد نجاحاً عظيماً، وحتى وإن كان بعض الفنانين لا يحبون هذه الموسيقى الجديدة، يجب أن نقول أن هذه الألوان الموسيقية الجديدة لن يكون لها الوقع نفسه في السنوات الـ50 المقبلة. يجب إتاحة الفرصة وبعض الفضولية لنرى كيف ستتطوّر الموسيقى"، تقول هانيغان.

"إنه شغفي كفنانة، ومهنتي وواجبي، أن أمنح قسماً أكبر من وقتي لهذه المؤلَّفات (الموسيقية الجديدة)"، تضيف قائدةُ الأوكسترا والسوبرانو الكندية.

قائدة الأوركسترا مغنيةُ السوبرانو الكندية باربَرا هانيغان متحدثةً في مهرجان نيويورك السينمائي في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2017 خلال تقديم ثلاثة أفلام موسيقية من إخراج شريك حياتها الفرنسي ماتيو أمالريك (Nicholas Hunt / Getty Images)

ولكن كيف يتكيّف الفنّان مع الأزمنة الصعبة كالزمن الذي نعيشه اليوم؟

"من المهم للفنانين أن يبقوا أوفياء لأنفسهم، ولكن في الوقت نفسه من المهم جداً أن يكونوا مَرِنين، خاصةً في الزمن الراهن. إذا كان أوراتوريو ’’المسيح‘‘ لـ(المؤلف الموسيقي جورج فريدريخ) هاندل المقطوعة الموسيقية الرئيسية في الريبيرتوار الخاص بكم، فهذا يعني أنّ السنة الحالية ستكون صعبة بالنسبة لكم، لأنّ هذه المقطوعة بحاجة لأوركسترا وكَوْرس. يجب إذاً تعلّم ريبيرتوار مختلف"، تقول هانيغان.

"وأيضاً إذا كان قائد أوركسترا لا يريد أن يقود إلّا سمفونية لـ(غوستاف) مالر أو لـ(أنطون) بروكنر، سيكون الأمر صعباً عليه (في الزمن الراهن)"، تضيف هانيغان.

"في برنامج الدعم ’’إكويليبريوم‘‘ (Equilibrium أي "اتّزان") الذي أقوده أشجّع الفنانين الشباب على أن يكونوا منفتحين وفضوليين على أمور قادرة على أخذهم في اتجاهات متعدة"، تختم قائدةُ الأوكسترا والسوبرانو الكندية كلامها.

(أ ف ب / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:

La géniale folie de Barbara Hannigan

فئة:ثقافة وفنون
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.