أعرب كبار مسؤولي الصحّة في كندا عن قلقهم حيال ارتفاع عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 في أوساط الشباب.
ودعت د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة الكنديّين إلى عدم الاستسلام للتعب من الجائحة، في وقت أفيد عن زيادة في عدد حالات كوفيد-19 في أوساط الشباب ما بين العشرين والتاسعة والثلاثين من العمر.
ووجّهت د. تام التحذير في أوّل مؤتمر صحفي عقدته بعد عودتها من عطلة صيفيّة، وأشارت إلى أنّ عدد الحالات اليوميّة ارتفع من جديد على متوسّط سبعة أيّام بعد تراجعه منذ بداية فصل الصيف.
وشدّدت د. تام على وجوب التقيّد بالإجراءات الوقائيّة للحدّ من انتشار الوباء طالما لم يتوفّر لقاح مضادّ لفيروس كورونا المستجدّ.
"المنحنى التصاعدي في عدد الحالات اليوميّة مقلق. نعرف أنّ الوسائل التي من شأنها السيطرة على كوفيد-19 متوفّرة لدينا، ولكنّ ذلك ليس مؤكّدا في أيّ حال. وينبغي أن يقوم الكنديّون بدورهم وأن يعملوا معا ومع سلطات الصحّة العامّة لإبقاء المنحنى منخفضا": د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة في كندا.
د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة /Adrian Wyld / CP
وبلغ متوسّط عدد الحالات اليوميّة الجديدة ذروته أوائل أيّار مايو الفائت حسب د. تيريزا تام، ووصل إلى 1800 إصابة.
وتراجع العدد إلى 273 حالة يوميّا في تمّوز يوليو، ليرتفع من جديد إلى 487 حالة في اليوم منذ نحو أسبوع.
ويحلّ الشباب على رأس المنحنى من حيث عدد الإصابات الجديدة، وتمّ تسجيل أعلى نسبة لدى الشباب ما بين 20 و 39 عاما من العمر خلال الفترة الممتدّة بين 18 و 29 تمّوز يوليو.
وحثّت د. تام الشباب على التفكير في احتمال أن تؤثّر أفعالهم على أهلهم وأقربائهم المسنّين وأصدقائهم ، واحتمال أن تؤدّي إلى إصابتهم بمرض كوفيد-19.
وفي مقاطعة أونتاريو، ظهرت أغلبيّة الحالات في الأسابيع الماضية بين هذه الفئة العمريّة.
وزيرة الصحّة باتي هايدو تدعو إلى الحذر:
ودعت وزيرة الصحّة الفدراليّة باتي هايدو الكنديّين إلى الحذر من الاتّصالات القريبة والأماكن المكتظّة و المساحات الضيّقة.
وأعلنت أنّ الحكومة أطلقت أداة على الإنترنت تساعد الكنديّين على تقييم مخاطر الأنشطة والتصرّفات المختلفة التي يقومون بها.
وزيرة الصحّة باتي هايدو دعت الكنديّين إلى الحذر وتجنّب الأماكن المكتظّة/Justin Tang/CP
وأضافت بأنّه سيتمّ دمجها مع تطبيق تتبّع حالات كوفيد-19 الذي هو حاليّا في مرحلة الاختبار بيتا.
"كون المزيد من الفرص متوفّرة لدينا للقيام بالعديد من الأمور يؤدّي إلى الارتباك، والناس غير متأكّدين إن كان هذا النشاط أو ذاك يشكّل خطرا أكبر أم لا": وزيرة الصحّة باتي هايدو.
وأوضحت الوزيرة هايدو أنّ الحكومة تعكف على صياغة رسائل تستهدف الشباب بطريقة أفضل، وتكون أكثر ملاءمة مع أجزاء من المجتمع الكندي.
حملات موجّهة للشباب في كيبيك وأونتاريو :
وفي كيبيك، أطلقت حكومة فرانسوا لوغو حملة دعائيّة تدعو فيها إلى التزام إجراءات الوقاية ووضع الكمامة.
وأنفقت حكومة المقاطعة ما يزيد على نصف مليون دولار ولجأت إلى مغنّين وفنّانين للترويج للإرشادات الصحيّة،
والتواصل مع الشباب ما بين 16 و 35 عاما من العمر، لتوعيتهم على أهميّة الوقاية.
وأفادت حكومة أونتاريو من جهتها في بيان، أنّها تعمل على تطوير حملة دعائيّة مخصّصة للشباب و سوف تكشف المزيد من التفاصيل بشأنها في وقت قريب.
وتفيد إحصاءات وزارة الصحّة العامّة في كيبيك وأونتاريو أنّ عدد حالات كوفيد-19 لدى الشباب بين 20 و 39 عاما التي تمّ إحصاؤها منذ بداية الجائحة هي أكثر ارتفاعا في أونتاريو.
ويؤكّد د. آلان بوارييه رئيس الخدمات الصحيّة في منطقة استري في كيبيك أنّه من المهمّ توجيه رسائل إيجابيّة للناس. و يشاطره الرأي د. كولين فورنيس أخصّائي الوبائيّات في جامعة تورونتو.
ويؤكّد بوارييه و فورنيس على أهميّة التركيز على خطورة هذا المرض عندما يصيب الشباب.
وتترك القرارات السياسيّة حسب رأيهما، تأثيرها على الشباب، ومن غير المنطقي أن يعاد فتح الحانات وأن يُطلب من الشباب في الوقت عينه عدم الخروج لتمضية الوقت والاحتفال فيها.
وحصر العدد داخل الحانة بخمسين شخصا ليس الحلّ الأمثل حسب د. كولين فرونيس الذي يدعو للبحث عن حلول خلّاقة توافق الشباب وتحافظ على سلامتهم.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.