د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة في كندا نصحت بوضع الكمتمة للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ/Sean Kilpatrick/CP

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة في كندا نصحت بوضع الكمتمة للوقاية من فيروس كورونا المستجدّ/Sean Kilpatrick/CP

كوفيد-19: الأوضاع في كندا بعد ستّة أشهر على ظهور أوّل إصابة

يواصل الخبراء حول العالم جهودهم لتطوير لقاح فعّال مضادّ لفيروس كورونا المستجدّ. 

وبلغت الأبحاث مرحلة متطوّرة في بعض الدول، لكنّه لم يتمّ حتّى الآن توفير لقاح مضادّ للفيروس الذي تفشّى في مختلف أنحاء العالم.

وفي كندا، مضت ستّة أشهر على ظهور أوّل إصابة بمرض كوفيد-19، في وقت يتابع كبار المسؤولين و كبار مسؤولي الصحّة العامّة تطوّرات الوباء في البلاد، ويستعدّون لموجة ثانية قد تغرق مستشفيات البلاد تحت وطأتها.

ويتحدّث مسؤولو الصحّة العامّة الفدراليّون في أوتاوا، والمحليّون في المقاطعات يوميّا في مؤتمرات صحفيّة عن تطوّر الجائحة ، ويقدّمون الإرشادات للمواطنين للوقاية واحتواء انتشار العدوى.

وتحدّ البعض منهم إلى سي بي سي، هيئة الإذاعة الكنديّة، عن مخاوفهم وآمالهم  حيال المرحلة المقبلة.

فمنذ بداية الجائحة، أفيد عن أكثر من 110 آلاف حالة إصابة بمرض كوفيد-19 في كندا، ونحو من 9 آلاف حالة وفاة، 80 بالمئة منها في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.

د. بوني هنري في بريتيش كولومبيا:

نجحت د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في بريتيش كولومبيا من خلال مقاربتها الجائحة، في تسطيح المنحنى في وقت مبكّر، و نجحت في احتواء انتشار العدوى في هذه المقاطعة الواقعة في أقصى الغرب الكنديّ المطلّ على الهادئ.

د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في بريتيش كولومبيا/Mike McArthur / CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في بريتيش كولومبيا/Mike McArthur / CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز د. هنري بأنّها مسؤولة الصحّة العامّة الأكثر فعاليّة في العالم.

وتمكّنت د. هنري من إبطاء تفشّي الوباء في بريتيش كولومبيا، التي كانت أوّل مقاطعة كنديّة تظهر فيها حالات إصابة بمرض كوفيد-19.

وتحوّلت بريتيش كولومبيا بفضل جهود د. يوني هنري من المقاطعة الأكثر عرضة للخطر من الوباء إلى  الأسرع في إعادة فتح اقتصادها على نحو آمن.

"عامل التوقيت، و تحديد حدثين كبيرين حيث خطر انتقال العدوى مرتفع ،أحدهما خلال مؤتمر والآخر في أحد مراكز رعاية المسنّين، هذه هي الأمور التي تعاملنا معها": د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في مقاطعة بريتيش كولومبيا.

و قد تعاملت كلّ مقاطعة على طريقتها مع الجائحة كما قالت د. هنري، التي أعطت بعض الأمثلة حول تفشّي الوباء في العائلات في بريتيش كولومبيا وفي مصنع معالجة اللحوم في مقاطعة ألبرتا و في أوساط العمّال الأجانب الموسميّين بدون أوراق في أونتاريو.

"من الصعب إجراء مقارنة. هناك الكثير من الاختلافات المتعلّقة بالتوقيت والحصول على اختبار الفيروس و كثافة السكّان و قدرة التعرّف باكرا على تفشّي الوباء. وهذه كلّها أمور تعلّمناها جميعنا في كافّة أنحاء البلاد": د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في بريتيش كولومبيا.

ود. هنري متفائلة بشأن إعادة فتح المدارس في المقاطعة الخريف المقبل، وعودة تلاميذ المرحلة الابتدائيّة إلى مقاعد الدراسة في أيلول سبتمبر المقبل.

د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا/Jason Franson/CP

د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا/Jason Franson/CP

وتعدّ السلطات المحليّة لخطّة طوارئ في حال تفشّي الوباء وانتقال العدوى داخل المجتمع، تلحظ من خلالها خفض عدد تلاميذ الصفّ الواحد و العودة إلى التعليم عن بعد إن دعت الحاجة لذلك.

ومن العوامل المثيرة للقلق حسب د. هنري، السماح  من جديد بالزيارات إلى مراكز الرعاية الطويلة الأمد، ووصول سيّاح من مقاطعات كنديّة أخرى إلى بريتيش كولومبيا، واحتمال فتح الحدود مع الولايات المتّحدة.

وكانت الحالات الأولى من تفشّي الوباء في المقاطعة مرتبطة بحالات في ولاية واشنطن ، وهي واحدة من الولايات التي تحدّ المقاطعة من الجنوب مع ولايتي أيداهو ومونتانا.

ويشار في هذا السياق إلى أن الحدود الكنديّة الأميركيّة مقفلة مؤقّتا في وجه السفر غير الضروري بموجب اتّفاق وقّعته كندا والولايات المتّحدة في آذار مارس الفائت، ويتمّ تجديده شهرا تلو الآخر، حفاظا على سلامة سكّان البلدين.

وتتوقّع د. بوني هنري حدوث المزيد من حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، وتعمل من أجل ضمان عدم انتشاره بسرعة مع ظهور الحالات.

ولن تعمل بالضرورة على إغلاق أجزاء من المقاطعة في الأشهر المقبلة في حال عودة انتشار الفيروس بكثرة، بل سوف تركّز على منع انتشاره كما قالت في حديثها إلى سي بي سي.

د. دينا هينشو في مقاطعة ألبرتا:

واجهت د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا تحدّيات كبيرة مع تفشّي الوباء على نطاق واسع في بعض مصانع معالجة اللّحوم، ممّا ساهم في زيادة عدد حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 في هذه المقاطعة النفطيّة الواقعة في الغرب الكندي.

المطاعم والحانات تستقبل 50 بالمئة من قدرتها الاستيعابيّة/Carla Oliveira/ Radio-Canada

المطاعم والحانات تستقبل 50 بالمئة من قدرتها الاستيعابيّة/Carla Oliveira/ Radio-Canada

و تأتي الجائحة في وقت تواجه ألبرتا أوضاعا اقتصاديّة صعبة بسبب تراجع أسعار النفط في الأسواق العالميّة.

وقد تفشّى وباء فيروس كورونا المستجدّ في مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم ، حيث أفيد عن  1500 حالة إصابة وعدد من حالات الوفاة بمرض كوفيد-19، في أضخم حالة من نوعها في أميركا الشماليّة.

ونجحت ألبرتا في تسطيح المنحنى منتصف حزيران يونيو الفائت، ولكنّ ظهور عدد من الإصابات الأسبوع الماضي عاد ليثير المخاوف مجدّدا في المقاطعة.

"بشكل من الأشكال، نحن ضحايا نجاحنا. لقد نجحنا في السيطرة بشكل جيّد نسبيّا على انتشار الوباء في المقاطعة، ما يعني أنّ الكثير من الأشخاص تجنّبوا تجربة التعامل مع التأثير المباشر لإصابة أحد أفراد عائلتهم بمرض كوفيد-19": د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا.

ولا يشكّل التنقّل بين المقاطعات الكنديّة مصدر قلق بالنسبة لها و التصرّفات الفرديّة أكثر إثارة للقلق أحيانا كما تقول.

"يشكّل الناس المتعبون من القيود والذين يريدون التخلّص منها تحدّيا، وقد أعطى تخفيف القيود الانطباع بأنّنا انتهينا من جائحة كوفيد-19، رغم أنّنا لم نقل أبدا ذلك": د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا.

وتؤكّد د. هينشو على أهميّة إقناع الناس بالالتزام بإرشادات الوقاية، ورغم قلقها من احتمال ارتفاع عدد الإصابات بعد إعادة فتح المزيد من الأعمال، إلّا أنّ التجمّعات الكبيرة التي تجري في الخفاء مقلقة أكثر كما تقول.

د. أوراسيو أرودا مدير وكالة الصحّة العامّة في كيبيك/Ryan Remiorz/CP

د. أوراسيو أرودا مدير وكالة الصحّة العامّة في كيبيك/Ryan Remiorz/CP

ومن المهمّ كما تقول د. دينا هينشو رئيسة الخدمات الطبيّة في ألبرتا، تغيير طريقة التفاعل مع بعضنا البعض لتجنّب انتقال العدوى بأعداد كبيرة، ما يُثقل النظام الصحّي في المقاطعة.

د. فيرا إتشيس في أوتاوا:

د. فيرا إتشيس رئيسة الخدمات الطبيّة في أوتاوا دقّت ناقوس الخطر بشأن احتمال وجود حالات عدوى مجتمعيّة غير مُكتشَفة ، وضرورة  الإسراع في التصرّف لاحتوائها.

وظهرت أوّل إصابة مؤكّدة بمرض كوفيد-19 في أوتاوا في 15 آذار مارس الفائت.

و بعد أيّام قليلة، أشارت د. إتشيس إلى احتمال وجود نحو من ألف إصابة في العاصمة الفدراليّة.

وحذّرت د. إتشيس الموصوفة بأنّها صاحبة إرادة من حديد، من  احتمال أن نواجه خطر العيش مع الفيروس في عامي 2021 و 2022.

"نجحنا في استئناف بعض الأنشطة تدريجيّا، والأعداد مستقرّة أو متراجعة، وحالات الاستشفاء تتراجع، وكذلك عدد الوفيات. وأسهمت التصرّفات الفرديّة في كسر سلسلة انتقال العدوى": د. فيرا إتشيس رئيسة الخدمات في أوتاوا.

و تؤكّد د. إتشيس ارتياحها لقدرة أوتاوا على احتواء الفيروس، ولكنّه تعرب عن قلقها من الوضع في الولايات المتّحدة، واحتمال حدوث موجة ثانية في الخريف، وحتّى قبل ذلك، خلال فصل الصيف.

وإعادة فتح الحانات يمثّل خطرا حسب قولها، وتدعو سلطات المدينة إلى اعتماد اليقظة.

وتؤكّد على أهميّة التباعد الجسدي، لا سيّما أنّ عدد الإصابات تضاعف قبل اتّخاذ إجراء التباعد، وتحذّر من احتمال ارتفاع الأعداد مجدّدا في حال عدم الالتزام بها.

"آمل أن يكون الناس واعين إلى أ،ّ الفيروس ما زال بيننا. أعتقد أنّ ما يقال عن موجة ثانية محتملة يعطي الانطباع بأنّ الفيروس اختفى و من المحتمل أن يعود، في حين أنّه ما زال موجودا وقد يزداد قوّة في حال تساهلنا": د. فيرا إتشيس رئيسة الخدمات الطبيّة في أوتاوا.

د. آيلين دو فيلا في تورونتو:

تعاملت د. آيلين دو فيلا بتفاؤل حذر مع الفيروس في مدينة تورونتو، رغم أنّها تحرّكت ببطء مقارنة بأنحاء أخرى من كندا.

واستفادت المدينة خلال هذه الفترة من الوقت لفهم الفيروس وطريقة انتقاله على نحو أفضل كما قالت د. دو فيلا.

"من حسن حظّنا أنّنا تعلّمنا من تجارب مدن أخرى ودول أخرى تأثّرت قبلنا بالجائحة، وسنحت أمامنا فرصة التعلّم من تجربتهم. وإن أردنا أن نستمرّ التقدّم هنا في تورونتو، علينا أن نكون واعين لهذه التجارب": د. آيلين دو فيلا رئيسة الخدمات الطبيّة في تورونتو.

وأشارت د. دو فيلا إلى  أنّ مدينة تورونتو أخذت العبرة بعد ارتفاع عدد الإصابات  في الولايات المتّحدة وفي مدن كنديّة من بينها مونتريال، المرتبط بإعادة فتح الحانات.

وأضافت بأنّ الناس في هذه الأماكن لا يكونون متباعدين، وتناول الكحول يجعلهم أقلّ حذرا حيال الالتزام بالإرشادات الصحيّة.

د. آيلين دو فيلا رئيسة الخدمات الطبيّة في تورونتو/Christopher Katsarov/CP

د. آيلين دو فيلا رئيسة الخدمات الطبيّة في تورونتو/Christopher Katsarov/CP

وينبغي حسب قولها تحقيق التوازن بين بين توفير أماكن اختلاط للناس ببعضهم البعض، وتجنّب التجمّعات في الداخل على غرار الحفلات في المنازل.

"الكائنات البشريّة كائنات اجتماعيّة، ومن المهمّ وجود تواصل اجتماعي من خلال وسائل أخرى غير الإنترنت. هناك رغبة، وهي رغبة إنسانيّة، للتواصل شخصيّا. والسؤال يكمن في كيفيّة تأمين هذا التواصل الضروري على نحو آمن": د. آيلين دو فيلا رئيسة الخدمات الطبيّة في تورونتو.

د. أوراسيو أرودا في كيبيك:

د. أوراسيو أرودا رئيس الخدمات الطبيّة في كيبيك متفائل بحذر، رغم أنّ المقاطعة سجّلت أعلى عدد من حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 من بين المقاطعات الكنديّة.

ويؤكّد د. أرودا على أهميّة احترام التباعد الجسدي، خصوصا خلال اللقاءات الخاصّة التي تشكّل خطرا أكبر من إعادة فتح الحانات.

"حاليّا، أكثر من 35 بالمئة من الإصابات الجديدة مرتبطة بالحفلات داخل المنازل. وتشكّل تلك المرتبطة بالحانات أقلّ من 5 بالمئة من الحالات": د. أوراسيو أرودا رئيس الخدمات الطبيّة في كيبيك.

وتوقّع أن تتطوّرالأوضاع في حال استمرّ تفشّي الوباء في الأسابيع المقبلة، وخرج انتقال العدوى عن السيطرة.

"يودّ الجميع القول إنّ كلّ شيء انتهى، وأنا في الطليعة. لكنّ التهديد ما زال قائما والفيروس يتنقّل بيننا": د. اوراسيو أرودا رئيس الخدمات الطبيّة في كيبيك.

ويشار إلى أنّ في مقاطعة كيبيك أكثر من نصف حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 من بين إجمالي الحالات في كندا. وأعلنت حكومة المقاطعة برئاسة فرانسوا لوغو تخفيف بعض القيود، رغم ظهور حالات جديدة في الأسابيع الأخيرة، وسمحت بالتجمّعات التي لا تتجاوز 250 شخصا اعتبارا من الثالث من شهر آب أغسطس المقبل.

وفي كندا حتّى كتابة هذه السطور 114 ألف حالة إصابة بمرض كوفيد-19، من بينها 99355 حالة شفاء و 8890 حالة وفاة.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: مصنع كارغيل لمعالجة اللحوم يستأنف العمل في ألبرتا

كنداـ تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا بين الشباب

كوفيد-19: تتبّع حالات انتقال العدوى خلال تجمّعات عائليّة في ألبرتا

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.