جدّد رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ثقته بوزير المال بيل مورنو، بعد تداول أخبار حول احتمال أن يفقد مورنو منصبه على خلفيّة قضيّة الجمعيّة الخيريّة "وي تشاريتي".
فقد دعا اليوم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض في مجلس العموم الكندي رئيس الحكومة جوستان ترودو ووزير المال في حكومته بيل مورنو إلى الاستقالة على خلفيّة قضيّة "وي تشاريتي" .
وغرّد زعيم الحزب إيف فرانسوا بلانشيه على موقع تويتر مشيرا إلى أنّه في حال لم يقدّم ترودو و مورنو استقالتهما، سيقدّم الحزب مذكّرة لحجب الثقة عن الحكومة وإجراء انتخابات عندما يستأنف مجلس العموم أعماله في تشرين الأوّل أكتوبر المقبل.
Le Bloc québécois lance un ultimatum à Trudeau https://t.co/15hbCKkqNj
— La Presse (@LP_LaPresse) August 12, 2020
وجاء موقف زعيم الكتلة الكيبيكيّة في وقت يُجري مفوّض المناقبيّة ماريو ديون تحقيقا حول احتمال أن يكون ترودو و مورنو قد انتهكا قانون تضارب المصالح في قضيّة جمعيّة وي تشاريتي الخيريّة التي تربطها علاقات وثيقة بعائلة رئيس الحكومة.
وقد منحت الحكومة عقدا دون إجراء مناقصة لجمعيّة وي تشاريتي لإدارة برنامج مِنح للطلّاب لقاء قيامهم بعمل تطوّعي.
وأثار مَنح العقد غضب أحزاب المعارضة التي دعت إلى إجراء تحقيق، وأدلى رئيس الحكومة ومديرة مكتبه كيتي تيلفورد وعدد من الوزراء بشهاداتهم أمام لجنة المال التابعة لمجلس العموم.
وطالب أندرو شير، زعيم حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم باستقالة رئيس الحكومة ووزير ماليّته.
بيل مورنو وزير المال يحظى بثقة تامّة من قبل جوستان ترودو كما ورد في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة/Chris Wattie/Reuters)
وسرت تكهّنات حول وزير المال بعد أن نشرت صحيفة ذي غلوب أند ميل خبرا تقول فيه إنّ أيّام مورنو في الوزارة أصبحت معدودة.
وأشارت الصحيفة إلى حصول خلافات بين وزير المال ورئيس الحكومة بشأن إدارة الأزمة الصحيّة التي تسبّبت بها الجائحة.
وزادت التكهّنات بعد تعيين مارك كارني حاكم مصرف كندا المركزي و مصرف انجلترا المركزي السابق مستشارا لجوستان ترودو، لمساعدة الحكومة على إدارة الأزمة الاقتصاديّة التي تسبّبت بها جائحة كوفيد-19
لكنّ ترودو قضى على كلّ التكهّنات في بيان أصدره مكتب رئيس الحكومة أمس الخميس في خطوة غير اعتياديّة، أكّد فيه رئيس الحكومة ثقته بوزير ماليّته بيل مورنو.
"لدى رئيس الحكومة ثقة تامّة بوزير المال بيل مورنو، وكلّ خبر مخالف لذلك عار عن الصحة. يُدرك رئيس الحكومة أنّ الوزير مورنو وفريق الوزراء في الحكومة سوف يواصلون العمل الذي ينتظره منهم الكنديّون لمساعدتهم على تخطّي الجائحة" كما ورد في البيان.
وأثنى البيان على الدور الرئيسي الذي لعبه وزير المال في إنشاء برامج الدعم المالي للأفراد والشركات الذين تأثّروا بجائحة كوفيد-19.
"منذ أن شكّلنا الحكومة، عمل بيل مورنو دون كلل مع فريق الوزراء ، وعلى نحو وثيق مع رئيس الحكومة، لتقديم دعم قويّ للكنديّين من أجل بناء اقتصاد قويّ ومرِن" حسب ما ورد في البيان.
كما أشاد البيان بالدور الرئيسي الذي لعبه مورنو والذي أتاح لكندا أن تطوّر واحدا من أفضل الاقتصادات من بين مجموعة الدول السبع، كما أنّه أنشأ مليون وظيفة خلال الولاية الأولى للحكومة الليبراليّة، ونجح في خفض معدّل البطالة في البلاد، وإخراج مليون كندي من الفقر.
زعيم المحافظين أندرو شير/Adrian Wyld/CP
وكان زعيم المحافظين أندرو شير قد جدّد بالأمس خلال مؤتمر صحفي، انتقاداته لرئيس الحكومة ووزير المال.
"لن يكون هناك تأثير على الاقتصاد أكان وزير المال بيل مورنو أو سواه، عندما يكون جوستان ترودو رئيسا للحكومة": أندرو شير زعيم المحافظين في مجلس العموم الكندي.
ونشير أخيرا إلى أنّ الحكومة الليبراليّة هي حكومة أقليّة، ويمكن أن تسقط في تصويت على الثقة في مجلس العموم، في حال اتّفق اثنان من أحزاب المعارضة على إسقاطها.
ولم يدع الحزب الديمقراطيّ الجديد بزعامة جاغميت سينغ حتّى الآن إلى إسقاط الحكومة، كما أنّ حزب المحافظين يُجري انتخابات بعد نحو أسبوع لاختيار زعيم جديد خلفا للزعيم المستقيل أندرو شير .
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.