في زمن الكورونا تعثرت حفلات الزواج وفي المقابل وقع الطلاق داخل العديد من المنازل عبر العديد من بلدان العالم وتورنتو لا تشكل استثناءً/ISTOCK

الزواج في كندا في زمن الكورونا

كان عرس أحد أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال مقررا هذا الصيف وعندما سألت أمه أمس عن تحضيرات عرس ابنها قالت بغُّصة:"أُرجىء إلى الصيف المقبل لأننا نريد مراسم عرس تليق بإبننا الوحيد فكان قرار تأجيل حفل الزفاف بسبب الجائحة". وحتى موعد العرس المقبل لم يتقرّر بعد أكدت لي المتحدثة فالكل يترقب وينتظر ما سيلوح في الأفق من انفراجات وبوادر بطي صفحة كوفيد-19 عاجلا.

وفي الوقت الذي يتريث فيه البعض ويفضلّون إرجاء أعراسهم، فإن البعض الآخر لا يريد أن ينتظر مضحيا بحفل زفاف طنّان رنّان لتقتصر المراسم على عقد القران وحفل عشاء لا يتعدى عدد المدعوين إليه عدد أصابع اليدين. وقد اشتكت لي أم تعّد ترتيبات عرس ابنها الأسبوع المقبل من تحدٍ كبير تعيشه لجهة حرصها على الالتزام بالتدابير الوقائية لتجنب أي خطر بالإصابة بالجائحة لأحد من المدعوين إلى حفل الزفاف. هذه الأم ذات الأصول العربية لم تقبل أن تغيب عن مراسم زفاف وحيدها تقاليد بلدها الأم في الكرم والضيافة وحسن استقبال المعازيم . 

تجدر الإشارة إلى أن جائحة الكورونا والتدابير الوقائية الصحية المحيطة بها تفرض خياراتها على أصحاب الشأن من جيل الشباب في شكل خاص. فهؤلاء متفّهمون تماما لخطورة الوضع في ظّل استمرار وجود كوفيد-19 وخطر الإصابة به يكون أكبر في التجمعات وبين الحشود الكبيرة. هذا علما أن السلطات  المحلية في مقاطعة كيبيك وعدد آخر من المقاطعات الكندية سمحت منذ مطلع الشهر الحالي بوجود 250 شخص معا في مكان مُغلق مثل دور العبادة وصالات السينما وصالات العروض الثقافية والمطاعم والمقاهي. شرط أن يتم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي ووضع الأقنعة الواقية والاستغناء عن كل لمس باليد أو التقبيل. أما في البيوت فلا زال الإخطار ساريا بتحديد أعداد الزائرين بـ 10 في حدٍ أقصى. 

"حفل على الضيق" اختاره العروسين ماريا ومارك عوض أن يضطرا إلى تأجيل موعد قرانهما في كل مرّة بسبب الجائحة/الصورة تقدمة من السيدة ماريا بحّرصافي

وفي مقاطعة أونتاريو يعاني المقبلون على مشروع الزواج من الجائحة أيضا

يروي الخطيبان من مدينة تورنتو ماريا بحّرصافي ومارك بوارييه بأنه لم يكن في تصورهما إطلاقا أن يرجىء عرسهما لثلاث مرات متتالية.

كان حلمهما بعقد قرانهما في البلد الأم لماريا لبنان في آب/أغسطس الحالي ليختارا لاحقا تاريخا جديدا هو تشرين الأول/أكتوبر المقبل وفي تورنتو هذه المرة. ولكن أيضا وأيضا وبسبب استمرار جائحة كوفيد-19 فإن العروسين وجدا نفسيهما أمام خيار واحد أحد.

تروي العروس ماريا لمذياع هيئة الإذاعة الكندية:

إن الأوضاع في تطور مستمر منذ خمسة شهور في البلاد وقد قررنا إقامة حفل زفاف صغير لكي لا نضطر بعد إلى تأجيل تاريخ الزواج. يعقد القران في كنيسة محلية في تورنتو ويجري حفل عائلي بسيط في حديقة منزل والدي بعد مراسم عقد القران.

إن ما يهمنا في نهاية الأمر هو أن نتزوج ونبدأ بعيش الحياة المشتركة كزوجين سيما وأننا انتظرنا طويلا.

وكانت بلدية تورونتو قد علّقت إصدار تراخيص الزواج من منتصف شهر آذار/مارس إلى 22 حزيران/يونيو. ولكن بعد هذا التاريخ الأخير قامت البلدية إلى اليوم بإصدار 2347 ترخيص زواج مما أسعد العديد من المخطوبين.

يقول المعالج الجنسي جاك بابين الذي يعيش في مدينة سادبيري القريبة من تورنتو، إن التعايش المكثف إبان الجائحة كان إما لحظة نجاح أو لحظة فشل للعديد من العلاقات والشراكات الزوجية.

تأخذ في العادة الوظيفة من 60 إلى 70% من وقتنا، أما في زمن الكورونا فقد كان الوقت الأكبر مخصص للشريك في البيت الواحد.

ويعرب المعالج الجنسي الكندي عن اعتقاده بأن كوفيد-19 منح الأزواج الذين قضوا وقتا أطول في المنزل فرصة لإعادة تقييم حياتهم وشراكتهم الزوجية.

يقول الاختصاصي الكندي:عندما يمضي الزوجان وقتا طويلا معا فهما إما يتحدثان ويتحاوران وإما يُدبران وينقطعان عن التحاور فيما بينهما مما يزيد الهوة والشرخ بينهما.

(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)

روابط ذات صلة:

كوفيد-19: أوركسترا مونتريال السمفونيّة عادت إلى جمهورها بعد انقطاع

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.