يُعتبر دخل النادل من البقشيش في المطاعم الكندية جزءا قيما من راتبه ويعوّل من يعمل في خدمة الزبائن على هذه الإكرامية التي تكون في غالب الأحيان سخية. علما أنه من المتعارف عليه أن يساوي البقشيش القيمة الضريبية للفاتورة في المطعم أي 15% وقد يكتفي بعض الزبائن بدفع 10% من القيمة الاجمالية لفاتورتهم، فلا قانون ينظم الإكراميات بل عُرف تبّنته الغالبية العظمى من الكنديين.
تجدر الإشارة إلى أن بعض المطاعم خصوصا في المدن السياحية عبر البلاد أصبحت تعتمد إدخال اقتراح بقيمة الإكرامية للنادل لا تتجاوز عادة نسبة 15% من مجموع الخدمة وهو ما يعادل القيمة الضريبية على خدمات المطاعم.
يذكر أن في أوروبا مثلا لا ضريبة مضافة على فواتير المطاعم ولا بقشيش للنادلين متعارف عليه، والسعر المعلن في قائمة الأطباق والمأكولات هو السعر النهائي من دون أي زيادة على صندوق تسديد الفاتورة داخل المطعم أو المقهى. هذا وتضيف غالبية المطاعم في مدن إيطاليا السياحية على القيمة الإجمالية للفاتورة ما تسميه "كوبرتو" وهو يعني الأدوات المطبخية التي تقدّم مع الأطباق (الصحن والملعقة والشوكة والسكينة و فوطة السفرة). وتتباين أسعار هذه الخدمة من مطعم إلى آخر وهي تبدأ من 2 يورو للشخص الواحد وتصل إلى 8 يورو أو أكثر لأن هذا الأمر خاضع لإدارة المطعم.
في عودة إلى كندا، فقد تكون ثقافة البقشيش آيلة للتغيير إبان الجائحة. وبدأت معظم المطاعم والبارات في البلاد تعتمد الدفع عبر البطاقات المصرفية لاغية التعامل مع الأوراق النقدية حرصا منها على الحدّ من انتشار العدوى بفيروس كورونا. ولكن هذا الإجراء لم ينل على ما يبدو إجماع كافة المواطنين.
وقد اختار العديد من المؤسسات التجارية بما فيها المطاعم فرض البقشيش وتضمينه في الفاتورة أو إلغاءه كليا. والسبب في كلتي الحالتين هو السماح للزبون بأن يدفع من دون حاجة إلى لمس الآلة بيده ليكتب بنفسه قيمة البقشيش التي اختارها للنادل.
في مدينة تورنتو، يستعد جوليان بنتيفنيا لإعادة افتتاح مطعمه الأسبوع المقبل، وهو أوضح لهيئة الإذاعة الكندية بأن البقشيش سيُضاف تلقائيا وهو سيُكون بنسبة 18% من القيمة الإجمالية لفاتورة الزبائن داخل مطعمه. إذ يعتبر صاحب مطعم "Ten" في المدينة الكندية الملكة بأن الموظفين في المطاعم يستحقون بجدارة هذه الإكرامية خصوصا في ظلّ الأزمة الصحية الصعبة التي تعيشها البلاد.
إننا كنا نعتزم إدراج هذا الأمر قبل الجائحة ولكن ها هو كوفيد-19 الذي فرض نفسه وسرّع في اعتماد هذا التدبير.
ويشرح رجل الأعمال بأنه يمكن للزبون أن يضع بطاقة الائتمان المصرفي على الطاولة ويمّر النادل مع الآلة لتمرير البطاقة من دون الحاجة إلى لمس أي شيء من قبل النادل والزبون معا.
مطاعم أخرى مرموقة في تورنتو أعلنت من جهتها أنها ستُلزم زبائنها، أكان في ما يتعلق بالطلبيات إلى المنازل أو داخل المطعم، على دفع بقشيش بقيمة 15%.

ترك الزبون يختار قيمة البقشيش للنادل أمر أصبح من الماضي في ظل قواعد التباعد الاجتماعي التي تفرضها جائحة كوفيد-19/راديو كندا
تنقل هيئة الإذاعة الكندية أن عددا كبيرا من المستهلكين رحّب بهذه الخطوة الجديدة لعدد من مطاعم تورونتو وقد وجدوا أن 15 إلى 18% نسبة معقولة جدا للخدمة التي يحصلون عليها من النادلين في المطاعم والمقاهي.
مقابل هذا الاتجاه هناك اتجاه آخر أعلن عنه صاحب مطعم ريشموند في تورنتو رايان دونافان الذي قرر أن يلغي كليا البقشيش في مطعمه ويعمد إلى زيادة رواتب موظفيه عبر رفع الأسعار بمعدل 20%.
يقول رايان دونافان: إن الأمر هو ذاته بالنسبة إلى الزبون ولم يتغير عليه شيء، كان يشتري الساندوتش بـ 10$ ويدفع 2$ بقشيش، اليوم أصبح سعر الساندوتش 12$.
رجل الأعمال الكندي اللبناني محمد فقيه مؤسس وصاحب سلسلة مطاعم باراماونت في كندا/ راديو كندا

رجل الأعمال الكندي اللبناني محمد فقيه مؤسس وصاحب سلسلة مطاعم باراماونت في كندا/ راديو كندا
يقول محمد فقيه:علينا أن نقدّم خدمة ممتازة لزبائننا لنستحق البقشيش وهذه الإكرامية لا يجب أن تكون أوتوماتيكية، والزبون وحده يقرر قيمتها تبعا لامتنانه للخدمة التي قدمت له.
يبقى أن نقابة أصحاب المطاعم في كندا لم تقدّم من جانبها أية توصية فيما يتعلق بتنظيم البقشيش تاركة لكل مطعم الحرية في اختيار الطريقة التي تناسبه. هذا وحذر الناطق بلسان النقابة دافيد لوفيفر من أن الارتفاع المفاجئ للأسعار في المطاعم يمكن أن يتسبب بتراجع الاقبال من قبل المستهلك. هذا وتشجع نقابة مطاعم كندا استخدام طرق تسديد الفواتير الآمنة من دون الحاجة إلى استخدام الأيدي في زمن الكورونا.
(المصدر: هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.