بحلول عيد العمل في الأثنين الأول من شهر أيلول/سبتمبر تكون عادة كل المدارس والمعاهد والجامعات قد باشرت السنة الدراسية الجديدة. في طبيعة الحال هذه السنة ستكون غير مسبوقة للجميع في ظلّ استمرار تفشي عدوى الإصابة بفيروس كورونا والتخوّف من موجة ثانية ستضرب البلاد والعالم مع بداية الخريف المقبل.
الاستعدادات والترتيبات على قدم وساق في الصروح التعليمية بالتنسيق مع السلطات الصحية الفدرالية والمحلية في سائر أنحاء المقاطعات لتجنيب الطلاب والأساتذة أي خطر بالإصابة وتوفير بيئة صحية 100%.
هناك توجيهات عامة على كافة الإدارات التعليمية اتباعها بطبيعة الحال ويترك للإدارة المدرسية تنسيق شؤونها الداخلية على ضوء التدابير الوقائية الصحية العامة.
في كيبيك، بدأت الدروس اليوم في بعض المعاهد العليا وقد أستقر الرأي في البعض منها على أن يتناوب التلاميذ على مقاعد الدراسة منقسمين إلى فئتين، وتداوم الفئة الأولى هذا الأسبوع والأخرى تتلقى الدروس عبر الانترنت عن طريق تطبيق الزووم والعكس صحيح في الأسبوع التالي. هذا علما أن هذه الإدارات أخطرت تلاميذها بأنها قد تضطر إلى إلغاء الحصص في المدرسة كليا في حال تفشت عدوى الإصابة بكوفيد-19 في الصرح التعليمي. وفي الغالب أبدت الدور التعليمية استعدادا تاما لأداء مدرسي ناجح في كلتي الحالتين.
درجات القلق عند الكيبيكيين أقل منها عند غيرهم من الكنديين
منذ بداية الوباء ، يبدو أن COVID-19 تشكّل قلقا أقل عند سكان كيبيك بالمقارنة مع غيرهم من الكنديين في المقاطعات الأخرى، وفقًا لاستطلاعات الرأي.
وهذا ما يشير إليه استطلاع للرأي أجري مؤخرا ووّجه السؤال إلى الكنديين عن موقفهم من العودة إلى المدرسة في زمن الكورونا. أجرت الاستطلاع مؤسسة Léger التي تعنى باستقصاء الآراء بالاشتراك مع جمعية الدراسات الكندية التي تعنى بالوقوف على رأي المواطن في المسائل الحياتية أو غيرها.
طُرحت أسئلة الاستطلاع الذي جرى من 14 إلى 16 آب/أغسطس المنصرم، عبر الإنترنت على عينة تتألف من 1510 كنديًا ، علما أنه لا يمكن احتساب هامش الخطأ عند استخدام مثل هذه الطريقة.
نتائج الاستطلاع أتت متباينة وبفارق كبير واضح في الآراء بين أهل كيبيك وغيرهم من أبناء المقاطعات الكندية الأخرى.
وإذا كانت العودة إلى المدرسة في سائر أنحاء البلاد تثير قلق غالبية الأشخاص الذين تم استطلاعهم، فإن ما نسبته 56٪ من سكان كيبيك أبدوا قلقا مقارنة بـ 69٪ في أماكن أخرى من البلاد.
ويشير الاستطلاع إلى أن الأطفال في كيبيك يريدون العودة إلى مقاعد المدرسة وهذه الرغبة مضاعفة عند أهاليهم.
فقد أبدى 75% من أولياء الطلاب في كيبيك استعدادهم لإرسال أولادهم إلى المدرسة في حال فتحت أبوابها، هذه النسبة وصلت عند الأهل المؤيدين المستعدين في باقي المقاطعات الكندية إلى 59% فقط. كما أبدى أكثر من نصف الأطفال في كيبيك شوقهم الكبير للعودة إلى المدرسة.
وفي حالة حدوث موجة ثانية من كوفيد-19 فإن 53% فقط من أولياء الطلاب في كيبيك قالوا إنهم يأملون بإغلاق المدارس، هذه النسبة وصلت إلى 74% عند باقي الكنديين الذين أبدوا رغبتهم في أن يصار إلى تعليق الدروس كما حصل في الموجة الأولى من الكورونا.

المدرسة الافتراضية "المفتوحة أون لاين" كما روجت لها وزارة التربية في مقاطعة كيبيك عند بدء جائحة كوفيد-19/ الصورة: وزارة التربية والتعليم العالي في كيبيك / يوتيوب
يقول مدير المؤسسة الإحصائية Jean-Marc Lèger في تحليل الأرقام التي جمعها:
إن الخوف أقلّ بروزا في كيبيك، الخوف الشخصي الفردي، الخوف على الأطفال [...]هناك ما يمكن تسميته مقياس لرد فعل سكان كيبيك. في هذه المقاطعة الكندية لا يعتقد الناس أن الأمر سيكون شديد الخطورة كما لا يعتقدون بأننا سنضطر إلى العودة إلى الوراء مثلما كانت الحالة في بداية الجائحة.
في المقابل، يلحظ مدير المؤسسة الإحصائية بأن السلطات في باقي المقاطعات الكندية ليس لديها هامش كبير للخطأ.
ويتابع جان-مارك ليجيه في تحليله يقول إن الناس منفتحون على إرسال أطفالهم إلى المدرسة ، ولكن عند أدنى مشكلة هم مستعدون لتعليق الصفوف مرة أخرى ، "إذا لاح في الأفق أدنى خطر".
على صعيد آخر، يتوقع أكثر من ثلثي الكنديين خارج كيبيك (69%) العودة إلى الحجر في الأشهر الثلاثة المقبلة مقابل 50% فقط من سكان كيبيك الذين يتوقعون هذا الاحتمال.
في نتائج الاستطلاع الإلكتروني أيضا فإن نسبة الحماسة بين الكنديين لإلزام التلامذة بارتداء الأقنعة الواقية تتفاوت بين أهل كيبيك وغيرهم، 66% من الكيبيكيين أبدوا استعدادا لارتداء أولادهم القناع الواقي مقابل 79% في باقي المقاطعات.
كذلك فإن سكان كيبيك أقل استعدادًا لأخذ درجات حرارة الطلاب عند بوابات المدرسة. 31٪ يعارضون ذلك في كيبيك ، مقابل 16٪ في باقي المقاطعات الكندية.
(المصدر: الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)
روابط ذات صلّة:
ما مدى جهوزية المدارس في كندا للتعامل مع موجة ثانية من الجائحة؟
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.