فرضت جائحة كوفيد-19 تغييرات كثيرة على قطاع التعليم في كندا، واضطرّت المدارس للتكيّف معها بما يضمن سلامة التلاميذ والجسم التعليمي والعاملين في المدارس.
ولجأت العديد من المدارس إلى التعليم عن بعد، بعد أن أقفلت أبوابها منتصف آذار مارس الفائت.
وتميّزت أونتاريو من بين المقاطعات الكنديّة الأخرى، في تقديم التعليم عن بعد ومواكبة التلاميذ في تحصيلهم الأكاديمي.
وكشف المجلس المدرسي في تورونتو ، أكبر المجالس المدرسيّة في كندا، عن خطّة لتقديم التعليم عن بعد مع بداية العام الدراسي المقبل من خلال مدرسة افتراضيّة مركزيّة بدل أن يكون من مدارس الأحياء التي يقيم فيها التلاميذ.
وأثار الكشف عن الخطّة المخاوف من احتمال أن يتعرّض التلاميذ للمزيد من العزلة، بعد توقّف المدارس منذ نحو خمسة أشهر.
وعرض المجلس خطّته خلال اجتماع عقده أمس الثلاثاء، ومن المقرّر أن يعمل على وضع اللمسات الأخيرة عليها في اجتماع الغد، و تحتاج لموافقة وزارة التربية عليها.

يتخوّف الأهالي من أن يزيد التعليم عن بعد من عزلة التلاميذ/Juliya Shangarey/Shutterstock)
واستند المجلس المدرسي في تورنتو في خطّته حسب رئيس المجلس ألكساندر براون، إلى تقييم الموارد المتاحة لديه في وقت يستعدّ لتقليص حجم الصفوف للوقاية من مرض كوفيد-19.
وأضاف براون في حديث إلى سي بي سي، أنّه أصبح من الصعب تنظيم التعليم عن بعد في نحو من 600 مدرسة ابتدائيّة وثانويّة .
"ليست لدينا الموارد لتنظيم التعليم عن بعد في كلّ مدرسة على حدة، والمسألة هي في الموارد المتوفّرة لدينا والمدّة التي تكفيها، والواقع أنّها لن تكفي لمدّة طويلة": الكساندر براون رئيس المجلس المدرسي في تورنتو.
وأفاد استطلاع للرأي أجراه المجلس مع أهالي التلاميذ، أن 29 بالمئة من تلاميذ المرحلة الابتدائيّة يفضّلون التعليم عن بعد بدل الذهاب شخصيّا إلى المدرسة.
وتتراجع النسبة إلى 23 بالمئة في حال تمّ خفض عدد التلاميذ في غرفة الصفّ الواحدة إلى ما بين 15 و 20 تلميذا.
واختار 17 بالمئة من تلاميذ المرحلة الثانويّة نظاما هجينا يجمع بين التعليم عن بعد والذهاب إلى المدرسة مداورة في مجموعات أصغر داخل غرفة الصفّ الواحدة.
الأهالي قلقون من عزلة التلاميذ عن مجتمع المدرسة:
ويقول المجلس المدرسي في تورونتو إنّ المدرسة الافتراضيّة تكون تحت إشراف المدراء ونوّاب المدير والمدرّسين ومستشاري التوجيه.
وينضمّ إلى المدرسة الافتراضيّة حسب الخطّة، المدرّسون الذين اختاروا عدم التدريس شخصيّا في المدارس لأسباب صحيّة.

ستيفن ليتشيه وزير التربية في أونتاريو أعلن عن خطّة الحكومة للعام الدراسي المقبل /(Nathan Denette/CP
وكانت حكومة دوغ فورد قد كشفت عن خطّة استئناف العام الدراسي في أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث حجم الاقتصاد وعدد السكّان.
و يستأنف بموجبها تلاميذ المرحلة الابتدائيّة الدراسة كالعادة خمسة أيّام في الأسبوع في المدارس.
ووضعت الحكومة برنامجا هجينا لتلاميذ المرحلة من الصفّ التاسع حتّى الثاني عشر، يجمع بين التعليم عن بعد وتلقّي الدروس في المدرسة مداورة بين التلاميذ ليتمكّنوا من الالتزام بإجراءات الوقاية من جائحة كوفيد-19.
تقول آنا بينير، وهي أمّ لثلاثة أولاد، إنّ مدرسة مركزيّة تجعل خيار التعليم عن بعد أقلّ جاذبيّة لعائلتها.
وقد عاني طفلتها البالغة 6 أعوام من العمر، من التعليم عن بعد بعد أن أقفلت مدرستها في آذار مارس الفائت بسبب الجائحة.
ووجدت الطفلة صعوبة في الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر لساعات طويلة في اليوم، والتفاعل مع الباقين من خلال مواقع افتراضيّة.
وفقدت الطفلة الاتّصال مع رفاقها ومجتمعها المدرسيّ، ومن الصعب أن تستأنف التعليم عن بعد في العام الدراسي المقبل كما قالت الوالدة.
وتقول أفري سوارتز مستشارة التكنولوجيا في المجلس المدرسي إنّ تجربة التعليم عن بعد كانت صعبة أيضا بالنسبة لطفلتها في الصفّ الرابع.
وتُثني سوارتز على عمل المجلس الدراسي، ولكنّها ترى أنّ التواصل مع الأهالي كان فوضويّا بالإجمال.
ويعتزم المجلس جسّ نبض الأهالي في استطلاع جديد في الأيّام المقبلة، بعد الانتهاء من بلورة خطّته وموافقة وزارة التربية عليها.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.