جولي باييت، حاكمة كندا العامة، تُلقي خطاب العرش في ديسمبر كانون الأول 2019 - The Canadian Press / Chris Wattie

جولي باييت، حاكمة كندا العامة، تُلقي خطاب العرش في ديسمبر كانون الأول 2019 - The Canadian Press / Chris Wattie

ترود يدافع عن حاكمة كندا العامّة جولي باييت

أكّد رئيس الحكومة جوستان ترودو أنّ حاكمة كندا العامّة جولي باييت "ممتازة" وليس في نيّته أن يطلب من الملكة اليزابيث الثانية تعيين بديل عنها.

وجاء موقف ترودو المدافع عن الحاكمة العامّة عقب تقارير نشرها CBC القسم الإنجليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة بشأن ادّعاءات حول بيئة العمل السامّة في محيط العمل في مقرّ الحاكمة العامّة في ريدو هول في أوتاوا.

وأضاف ترودو في حديث لمحطّة إذاعيّة في فانكوفر أنّ مكتب المجلس الخاص Privy Council Office ، أوكل إلى شركة من القطاع الخاص القيام بمراجعة شاملة مستقلّة حول محيط العمل في ريدو هول.

ووقّعت الحكومة على عقد مع شركة كوينتت  Quintet للاستشارات لإجراء تحقيق مستقلّ حول الادّعاءت وظروف العمل في ريدو هول.

وسيكون بإمكان الشركة أن تقابل الموظّفين الحاليّين والسابقين  العاملين في ريدو هول سرّا.

وبإمكان من يريد منهم التعبير  بشكل طوعي عن مخاوفهم بشأن بيئة العمل في مقرّ الحاكمة العامّة.

رئيس الحكومة جوستان ترودو يتحدّث في مؤتمره الصحفي في 31-07-2020/Sean Kilpatrick/CP

رئيس الحكومة جوستان ترودو يتحدّث في مؤتمره الصحفي في 31-07-2020/Sean Kilpatrick/CP

"لدينا حاليّا حاكمة عامّة ممتازة، وأعتقد ، علاوة على أزمة كوفيد-19، أنّ لا أحد يريد أزمات دستوريّة. وضعنا عمليّة لمراجعة بعض ظروف العمل في ريدو هول. ولا نفكّر حاليّا في أن نذهب أبعد من ذلك": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

وهذه المرّة الأولى التي يدافع فيها رئيس الحكومة علنا عن الحاكمة العامّة منذ أن نشرت سي بي سي تقاريرها أواخر تمّوز يوليو الفائت، الذي نقل عن عشرات المصادر ادّعاءات مفادها أنّ الحاكمة العامّة جولي باييت تقلّل من شأن الموظّفين وتوبّخهم وتذلّهم على نحو علني.

وتواجه مساعدتُها وصديقتها القديمة أسونتا دي لورنزو ادّعاءات بترهيب الموظّفين العاملين في ريدو هول.

ويعمل 150 موظّفا في مقرّ الحاكمة العامّة ، وتحدّث نحو من 20 شخصا، من بينهم موظّفون من القطاع العام وموظّفون سابقون إلى سي بي سي، عن سلوك شاهدوه أو اختبروه شخصيّا في ريدو هول.

وقد اختار جوستان ترودو في 17 تشرين الأوّل أكتوبر 2017 جولي باييت رائدة الفضاء السابقة ومهندسة الكمبيوتر والطيّار والموسيقيّة لتتولّى منصب الحاكمة العامّة وممثّلة الملكة إليزابيث الثانية في كندا.

وبدل أن يلجأ إلى مجلس استشاري لاقتراح مرشّحين ملائمين للمنصب، اختار ترودو بنفسه جولي باييت حاكمة عامّة لكندا.

كريستيا فريلاند نائبة رئيس الحكومة الكنديّة تتحدّث في مؤتر صحفي في 16-07-2020//Sean Kilpatrick/CP

كريستيا فريلاند نائبة رئيس الحكومة الكنديّة تتحدّث في مؤتر صحفي في 16-07-2020//Sean Kilpatrick/CP

ولم يعلّق ترودو قبل اليوم على تقارير سي بي سي بشأن سلوك الحاكمة العامّة، واكتفى بالقول إنّه يأخذ شكاوى التحرّش والمضايقة على محمل الجدّ.

“من حقّ كلّ كندي أن يكون له مكان عمل آمن وخال من المضايقات. وهذا أمر بالغ الأهميّة"، قال رئيس الحكومة جوستان ترودو في 22 تمّوز يوليو الفائت.

من جهة أخرى، ميّزت كريستيا فريلاند نائبة رئيس الحكومة ووزيرة المال بين منصب الحاكم العام و جولي باييت التي تشغل المنصب حاليّا، بعد أن تحدّث تقرير سي بي سي عن إنفاق مبلغ 250  ألف دولار لحماية خصوصيّة الحاكمة العامّة في مقرّها في ريدو هول.

واطّلعت سي بي سي على تفاصيل جديدة حول التكلفة لتلبية مطالب جولي باييت بحماية الخصوصيّة قبل انتقالها إلى مقرّها في أوتاوا.

وردّت فريلاند الشهر الماضي على سؤال حول ما إذا كانت تثق بالحاكمة العامّة،   وأعربت عن دعمها للمنصب والدور الذي يلعبه الحاكم العام، دون أن تُعرب بوضوح عن ثقتها بجولي باييت.

"أعتقد أنّ الكنديّين يكنّون احتراما كبيرا لمنصب الحاكم العام، وأكنّ له  الاحترام نفسه" قالت فريلاند في 7 آب أغسطس الفائت.

وعلمت سي بي سي من مصادر في الشرطة الملكيّة الكنديّة وفي مقرّ الحاكمة العامّة أنّ تجاهُل جولي باييت للتكلفة المدفوعة للشرطة الملكيّة لحمايتها تسبّبت في مخاطر أمنيّة إضافيّة وتكلفة غير ضروريّة يتحمّلها دافعو الضرائب الكنديّون.

وقالت جولي باييت في بيان أصدرته في 23 تمّوز يوليو الفائت إنّها قلقة للغاية من تقارير وسائل الإعلام بشأن ريدو هول.

"أنا ملتزمة بأن أضمن لكلّ موظّف يعمل في ريدو هول بيئة عمل آمنة وصحيّة في كلّ الأوقات وكلّ الظروف" قالت الحاكمة العامّة في بيانها.

وأضافت بأنّها تأخذ بالكثير من الجديّة قضايا التحرّش والمضايقة في محيط العمل، وأنّها توافق وترحّب بمراجعة مستقلّة بشأن ريدو هول.

ومن المتوقّع أن تلقي الحاكمة العامّة خطاب العرش الذي هو بمثابة البيان الوزاري للحكومة في 23 أيلول سبتمبر المقبل لدى استئناف الدورة البرلمانيّة في أوتاوا.

وأثار تصريح رئيس الحكومة حول الحاكمة العامّة حفيظة بعض الموظّفين الذين اشتكوا من سلوك جولي باييت في محيط العمل، في حين قال البعض الآخر إنّهم مصمّمون أكثر  على لتحدّث إلى المحقّق المستقلّ الذي ينظر في ادّعاءات التحرّش والمضايقة في محيط العمل في ريدو هول.

وقال أحد الموظّفين السابقين إنّ تصريح ترودو أشبه "بركلة في المعدة"، ودفعه تصريح رئيس الحكومة  للتساؤل ما إذا كان ترودو يأخذ ادّعاءات التحرّش على محمل الجدّ.

وأضاف بأنّه حزين للغاية، ولا يشعر بأنّه "يعامل بإنصاف كإنسان" ، وكأنّ رئيس الحكومة لا يُدرك أنّ هناك وراء هذه الادّعاءات أشخاصا يعانون كما قال.

وأشارت مصادر أخرى إلى أنّ لديها شكوكا حول سريّة المراجعة وأنّها مقتنعة بأنّ الأمر لا يستحقّ وضع مورد رزقها على المحكّ بعد سماع تعليق رئيس الحكومة جوستان ترودو.

ووصف أحد المصادر تصريحات ترودو بالمروّعة، وقارنها بقول قاض إنّ المتّهم ممتاز قبل بدء المحاكمة.

وقال مصدر آخر إنّه حتّى لو جرت مراجعة مستقلّة في الادّعائات، فإنّ شيئا ما لن يتغيّر في حال لم تبادر الحكومة للقيام بشيء ما لدى تلقّيها التقرير.

( راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي )

روابط ذات صلة:

تحقيق في مناخ العمل “السامّ” في مكتب حاكمة كندا العامّة

جولي باييت : حاكمة كندا العامة الجديدة

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.