هل انتخابُ مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) يوم أوّل من أمس الحزبَ التقدمي المحافظ لولاية حكومية ثانية على التوالي وبحكومة أكثرية هذه المرّة هو أمرٌ جيد لاقتصاد هذه المقاطعة في شرق كندا؟
"ليس بالضرورة"، يجيب الخبير الاقتصادي ومدير معهد الدراسات العليا العامة في جامعة مونكتون (Université de Moncton) في هذه المقاطعة الأطلسية البروفيسور بيار مارسيل ديجاردان.
"والسبب هو أنه عندما تكون الحكومة حكومةَ أقلية عليها احترام قواعد اللعبة والتفاعل (مع الغير) واتخاذ قرارات تحت تأثير الضغوط"، يشرح البروفيسور ديجاردان في حديث مع إذاعة راديو كندا.
ويرى ديجاردان أنّ الحزب التقدمي المحافظ بقيادة بلين هيغز لا يزال في قالب "محافِظ جداً". وفيما كندا تجتاز حالة ركود بسبب جائحة "كوفيد - 19"، قد تجد حكومة نيو برونزويك نفسها مدعوة للتحرّك في بعض المجالات، لكن لا يبدو أنّ هذا ما ينوي رئيس الحكومة القيام به برأي ديجاردان.
ويشير ديجارديان في هذا المجال إلى "خطاب رئيس الحكومة الخارجة هيغز في الحملة الانتخابية الذي لم يُظهر فيه دوراً للحكومة في مسيرة النهوض الاقتصادي".

مدير معهد الدراسات العليا العامة في جامعة مونكتون البروفيسور في الاقتصاد بيار مارسيل ديجاردان (Patrick Lacelle / Radio-Canada)
"لو نتذكّر، قال هيغز إنّ الإجراءات الحكومية قُدِّمت في الميزانية الأخيرة. لكنّ الحكومة قدّمت الميزانية قبل الجائحة وقبل الركود الاقتصادي. وهنا الأمر المُقلق"، يضيف ديجاردان.
يُذكر أنّ حكومة هيغز قدّمت ميزانيتها العامة للسنة المالية 2020 - 2021 في 10 آذار (مارس) الفائت، أي قبل أيام من بدء الاستنفار الحكومي، على المستوى الفدرالي ومستوى المقاطعات والأقاليم ومستوى البلديات أيضاً، لمواجهة جائحة "كوفيد - 19".
وكانت تلك ثاني ميزانية تقدّمها حكومة الأقلية برئاسة هيغز، وكانت متوازنة، كميزانية السنة المالية الماضية، ولحظت نفقات بقيمة 10,2 مليار دولار وفائضاً بسيطاً نسبياً قدره 92,4 مليون دولار.
ويقرّ مدير معهد الدراسات العليا العامة في جامعة مونكتون بأنّ هيغز أحسن إدارة أزمة "كوفيد - 19" في نيو برونزويك.
"يجب إعطاء ما لقيصر لقيصر"، يقول ديجاردان، "فحكومة هيغز اتخذت حتماً القرارات الجيدة. ولكن لنضع الأمور في نصابها. لم يكن الاقتصاد (في نيو برونزويك) جيداً بسبب تدخل الحكومة في الاقتصاد وبسبب اتخاذها القرارات الجيدة، إنما لأنّ تأثير جائحة ’’كوفيد - 19‘‘ كان عندنا أخفّ (من سائر المقاطعات) ما جعلنا نوقف اقتصادنا أو نُبطئ حركته أقلّ من غيرنا".

جامعة مونكتون، فرع مدينة مونكتون، في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في شرق كندا / Radio-Canada
لكنّ ديجاردان يلفت إلى أنّ الوضع قد يكون أكثر "صعوبة" هذه المرة إذا ما قرّرت حكومة هيغز في الولاية الثانية تقليص الجهاز الحكومي، على سبيل المثال، وتصحيح المالية العامة.
فحكومة الحزب التقدمي المحافظ لن تزيد الضرائب، لأنّ ذلك يتعارض مع فلسفة هيغز السياسية، يقول ديجاردان. وبالنسبة لتقليص الجهاز الحكومي فهذا الأمر صعب تحقيقه دون المساس بقطاعيْ التربية والصحة اللذيْن يستأثران بالجزء الأكبر من الميزانية.
ويذكّر ديجاردان بأنّ حكومة هيغز تراجعت في شباط (فبراير) الفائت عن قرار إغلاق أقسام الطوارئ ليلاً في ستة مستشفيات في مناطق ريفية بعد أن قوبل قرارها بمعارضة شعبية وسياسية واسعة. وإذا ما قرّر هيغز المساس بميزانية قطاعيْ التربية والصحة فسيفعل ذلك بحذر.

مبنى الجمعية التشريعية لمقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في فريديريكتون (أرشيف) / Pierre-Alexandre Bolduc / Radio-Canada
وينوي هيغز تشكيل حكومته الجديدة في غضون أسبوعيْن. ويُذكر أنّ الحزب التقدمي المحافظ فاز بقيادته يوم الاثنين بـ27 مقعداً من أصل 49 مقعداً تتكوّن منها الجمعية التشريعية في فريديريكتون، أيْ أكثر بمقعديْن ممّا كان يلزمه للفوز بحكومة أكثرية وأكثر بسبعة مقاعد مما كان لديه في الجمعية التشريعية الخارجة.
ونال الحزب الليبرالي المحلّي 17 مقعداً، فاقداً ثلاثة مقاعد، واحتفظ حزبُ الخضر المحلي بمقاعده الثلاثة، ونال حزبُ تحالف أهالي نيو برونزويك (People's Alliance of New Brunswick) اليميني مقعديْن، أي فاقداً أحد مقاعده الثلاثة في الجمعية الخارجة.
لكن بين نواب الحزب التقدمي المحافظ واحدٌ فقط لغته الأم هي الفرنسية، فيما هذه اللغة هي اللغة الأم لنحو ثلث سكان نوفو برونزويك (نيو برونزويك). فالغالبية العُظمى من النواب الأكاديين، مَن لغتهم الأم هي الفرنسية، فازوا يوم الاثنين تحت راية الليبراليين.
ونيو برونزويك (نوفو برونزويك) هي ثانية كبريات المقاطعات الأطلسية الأربع من حيث عدد السكان، يقطنها نحو 781 ألف نسمة حسب تقديرات وكالة الإحصاء الكندية.
(راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
نيو برونزويك (نوفو برونزويك): التقدّميون المحافظون يفوزون في الانتخابات التشريعية
إقصاء مرشحة في نيو برونزويك (نوفو برونزويك) بسبب تذمّرها من أعداد المهاجرين المسلمين في كندا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.