قرّرت جامعة كوينز في أونتاريو تغيير اسم معهد الحقوق الذي يحمل اسم السير جون أ. ماكدونالد، أحد آباء الكونفدراليّة الكنديّة و أوّل رئيس حكومة كندي.
وقد حكم ماكدونالد البلاد مرّة أولى بين عامي 1867 و 1873 و في ولاية ثانية من العام 1878حتّى العام 1891.
وجاء قرار الجامعة بعد دراسة معمّقة وأشهر من المشاورات العامّة، عقب ارتفاع النداءات التي تدعو إلى إزالة تمثال ماكدونالد الذي كان وراء إنشاء نظام المدارس الداخليّة للسكّان الأصليّين في كندا.
وقد أوكلت جامعة كوينز التي يقع مقرّها في مدينة كينغستون في مقاطعة أونتاريو، في آب أغسطس الفائت إلى لجنة أنشأتها، مهمّة البحث في تغيير اسم معهد الحقوق.
وشملت المشاورات التي استمرّت طوال شهرين 3 آلاف شخص،و رفعت اللجنة على أثرها تقريرا يقع في 65 صفحة تشرح فيه السبب وراء قرارها تغيير الإسم.
وفي حين يتمّ الاحتفال عن حقّ بدور جون ألكساندر ماكدونالد في تأسيس كندا الحديثة، إلّا أنّه لا يمكن تجاهل إرثه التاريخي كما ورد في بيان أصدره مارك والترز عميد معهد الحقوق في جامعة كوينز.

أسقط متظاهرون تمثال السير جون أ ماكدونالد في مونتريال احتجاجا على العنصريّة الممنهجة في 29-08-2020/ Graham Hughes/ CP
وفي كينغستون حيث كبُر السير جون أ ماكدونالد، لم يتجاوب العمدة مع دعوات أطلقها البعض لإزالة تمثال ماكدونالد من حديقة عامّة في المدينة.
وأزال متظاهرون الصيف الماضي تمثال ماكدونالد من حديقة عامّة في مونتريال، وطالبوا بوقف تمويل الشرطة ووضع حدّ للعنصريّة الممنهجة.
كما انتُزع اسم جون أ ماكدونالد عن لوحة تحت تمثال له في مدينة ريجاينا عاصمة مقاطعة سسكتشوان الأسبوع الماضي.
"لدينا الآن فهم أغنى وأفضل للآراء والسياسات المؤلمة التي قدّمها ماكدونالد وحكومته في العلاقة مع السكّان الأصليّين والأقليّات" كما قال مايك والترز عميد معهد الحقوق في جامعة كوينز.
وأظهرت المشاورات، كما تابع بالقول، أنّ اسم ماكدونالد يوجّه رسائل متضاربة بشأن قيم معهد الحقوق في جامعة كوينز وتطلّعاته، ومجتمعه حيث ينبغي أن يشعر السكّن الأصليّون والأشخاص المعرّضون للعنصريّة بالترحيب والاشتمال.

مركز التاريخ والحوار مع السكّان الأصليّين في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر فتحت أبوابها في نيسان أبريل 2018 / Darryl Dyck/CP
ويشار إلى أنّ الحكومة الكنديّة أنشأت عام 2007 لجنة أوكلت إليها مهمّة التحقيق في سوء المعاملة التي لقيها نحو من 150 ألفا من أبناء السكّان الأصليّين في المدارس الداخليّة في مختلف أنحاء كندا في الفترة بين منتصف القرن التاسع عشر وسبعينات القرن الماضي.
وعانى السكّان الأصليّون من سوء المعاملة و سوء التغذية والأمراض وتوفّي 2300 تلميذ منهم.
وواصلت اللجنة أعمالها من العام 2008 حتّى العام 2015، وخلُصت في تقريرها إلى سياسة كندا لدمج السكّان الأصليّين باءت بالفشل، وما زالت عواقبها مستمرّة.
وتحدّث التقرير عن إبادة جسديّة وبيولوجيّة وثقافيّة بحقّ السكّان الأصليّين ورفع 97 توصية يدعو فيها للتعويض عن الإساءة التي لحقت بالسكّان الأصليّين.
(سي بي سي راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.