منذ ثلاثة عقود ومدينة أسبستوس (Asbestos) في مقاطعة كيبيك تفكّر بالتحرّر من اسمها الذي يعني "أميانت" ("أسبست") بالإنكليزية واستبداله باسم آخر.
وبلغت المدينة الصغيرة هدفها أمس إذ اختارت اسماً جديداً هو "فال دي سورس" (Val-des-Sources)، كما قال عمدتها هوغ غريمار وهو يكشف عن نتائج استفتاء عام "تاريخي" شارك فيه أهالي المدينة.
ويرى الكثيرون أنّ الاسم الجديد، الذي يمكن ترجمته بـ"وادي الينابيع"، أجمل من الاسم القديم الذي حملته المدينة بسبب ارتباطها تاريخياً باستخراج الأميانت.
فالمدينة التي تعدّ حالياً نحو سبعة آلاف نسمة أبصرت النور أواخر القرن التاسع عشر مع بدء استثمار منجم "جيفري" الضخم للأميانت. ويبلغ عرض هذا المنجم المفتوح نحو 700 متر وعمقُه نحو 450 متراً وظل قيد الاستثمار حتى عام 2012.
ولطالما استُخدمت مادة الأميانت في البناء، لاسيما في أسطح المنازل، وفي مجالات أُخرى. لكنّ هذه المادة تعزّز احتمال الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي وبداء السرطان، لاسيما بسرطان الرئة وسرطان الحنجرة وسرطان المبيض.
وفي كانون الأول (ديسمبر) 2016 أعلنت كندا حظر استخدام الأميانت في كلّ بناء جديد وحظر استيراد هذه المادة وتصديرها ابتداءً من عام 2018.

منجم "جيفري" للأميانت في مدينة أسبستوس (Cjp24 / Wikipedia)
وهذا الصيت السيء لمادة الأميانت شكّل دافعاً رئيسياً وراء سعي مدينة أسبستوس لتغيير اسمها.
"للأسف، بما أنّه ليس لكلمة ’’أسبستوس‘‘ دلالة حسنة، لاسيما في الأوساط الناطقة بالإنكليزية، يشكل هذا الاسم عائقاً أمام إرادة المدينة في تنمية علاقاتها الاقتصادية مع الخارج"، قالت بلدية أسبستوس في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 في معرض إعلانها عن قرار تغيير اسم المدينة.
وتمّ الكشف عن الاسم الجديد في جلسة استثنائية للمجلس البلدي لأسبستوس عُقدت بعد ظهر أمس ونُقلت وقائعها بشكل مباشر على صفحة البلدية على موقع "فيسبوك" للتواصل.
وتطلّب تبني اسم جديد للمدينة حصوله على أكثر من 50% من أصوات المقترعين. ونال اسم "فال دي سورس" 51,5% من الأصوات في الجولة الثالثة، وحلّ خلفه في المرتبة الثانية، لكن بعيداً بأشواط، اسم "تروا لاك" (Trois-Lacs)، أي "البحيرات الثلاث"، بنيله 26,6% من الأصوات.
واسم "فال ديس ورس" كان أولاً منذ الجولة الأولى، إذ نال 48,3% من الأصوات، سابقاً أقرب منافسيه بأشواط.
"نرى منذ البداية انتساباً جماعياً" لاسم "فال دي سورس"، قال العمدة غريمار.
"لم تقم بلديتنا فقط بتغيير الإسم، لكن قمنا بذلك بشكل فريد" أضاف العمدة متحدثاً عن "لحظة تاريخية".

منجم "جيفري" في صورة مأخوذة في حزيران (يونيو) 1944، وتبدو أكبر حفارة ميكانيكية كندية آنذاك وهي تقوم بتعبئة قطار بالأميانت الخام (Harry Rowed / flickr / Wikipedia)
وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء على الاسم الجديد 48,2%. وأُتيح لسكّان المدينة كما لأصحاب الأملاك فيها من الذين بلغوا سنّ الـ14 فما فوق المشاركة في الاستفتاء.
وبدأ الاقتراع يوم الأربعاء الفائت وانتهى يوم الأحد. وبلغ عدد المقترعين 2796 شخصاً.
وكان على المقترعين الاختيار بين ستة أسماء هي، إضافةً إلى الاسميْن المذكوريْن أعلاه: "أزور دي كانتون" (Azur-des-Cantons) و"جيفري سور لو لاك" (Jeffrey-sur-le-Lac) و"لاروشيل" (Larochelle) و"فينيكس" (Phénix).
وهذه الأسماء الستة اقتُرحت من قبل الأهالي، وكان عليها أن تتضمن بعض الشروط، من أبرزها أن تكون متصلة بتاريخ مدينة أسبستوس لكن دون صلة مباشرة بمادة الأميانت، وأن تكون "دينامية وجامعة" و"فرنسية اللغة".
يُشار إلى أنّ الفرنسية هي اللغة الأم لنحو 97% من سكّان أسبستوس.
ومن المنتظر أن يتغيّر اسم المدينة من "أسبستوس" إلى "فال دي سورس" ضمن مهلة 60 يوماً بعد أن تصادق عليه السلطات المختصة، يأمل العمدة غريمار.
(أ ف ب / راديو كندا / منظمة الصحة العالمية / راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.