رئيس "مجموعة الأزمات الدولية" روبرت مالي (أرشيف / CBC)

رئيس مجموعة الأزمات الدولية يناشد الصين الإفراج عن كوفريغ في اجتماع لمجلس الأمن

استفاد رئيس "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG) روبرت مالي من حضوره اجتماعاً رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي أمس ليوجّه نداءً دعا فيه لإطلاق سراح الكندي مايكل كوفريغ المعتقل في الصين منذ نحو سنتيْن.

فبعد أن أنهى مالي تقديم عرضٍ حول الوضع الأمني في منطقة الخليج العربي الفارسي، توجّه إلى الحضور، وبينهم وزير خارجية الصين وانغ يي، قائلاً إنّ "مجموعة الأزمات الدولية" تجاهد كي تكون "منظمة تعمل على حلّ النزاعات بتجرّد" وإنّ فريق عملها يسعى لفهم وجهات نظر كافة الأطراف.

"وهذا ما كان يقوم به زميلنا مايكل كوفريغ في عمله حول سياسة الصين الخارجية"، أضاف مالي مخاطباً الحاضرين في هذا الاجتماع الافتراضي عن طريق الإنترنت.

وكوفريغ دبلوماسي كندي سابق وكان عند توقيفه في الصين كبير المستشارين لشؤون شمال شرق آسيا لدى "مجموعة الأزمات الدولية".

والمجموعة منظمة غير حكومية، يقع مقرها الرئيسي في العاصمة البلجيكية بروكسل، ويتمحور عملها حول منع وقوع نزاعات دموية في العالم والمساهمة في تسوية النزاعات القائمة من خلال تقديم تحليلات ميدانية ومشورة مستقلة.

الكنديان الموقوفان في الصين، الدبلوماسي السابق مايكل كوفريغ (إلى اليمين) ومايكل سبافور (AP Photo)

يُذكر أنّ سلطات بكين أوقفت كوفريغ وكندياً آخر مقيم في الصين هو مايكل سبافور في 10 كانون الأول (ديسمبر) 2018 للاشتباه بضلوعهما في "أنشطة تهدد الأمن القومي".

وسبافور مستشار قام عام 2015 بتأسيس منظمة غير حكومية تعمل من كندا والصين في مجال تسهيل التبادلات الثقافية والرياضية والسياحية والتجارية مع كوريا الشمالية.

وأُوقف الكنديان بعد تسعة أيام على توقيف السلطات الكندية المديرةَ المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" مينغ وانتشو في مدينة فانكوفر في غرب كندا بناءً على طلبٍ من السلطات الأميركية التي تتهم سيدة الأعمال الصينية بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.

وتنفي مينغ ارتكابها أية مخالفة، وهي تخضع للإقامة الجبرية في منزل تملكه في فانكوفر، وبدأ المسار القانوني لتسليمها للسلطات الأميركية.

أمّا كوفريغ وسبافور فأدانهما القضاء الصيني في حزيران (يونيو) الماضي بالتجسّس على أمن الصين القومي لصالح جهات أجنبية.

مصافحة بين رئيس الحكومة الصينية لي كيكيانغ (إلى اليمين) وضيفه رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في قاعة الشعب الكبرى في بكين في 4 كانون الأول (ديسمبر) 2017 (Fred Dufour / Pool Photo via AP)

وقال مالي أمس أمام مجلس الأمن الدولي إنه يدرك أنّ الزمان والمكان غير مناسبيْن للخوض في قضية كوفريغ، "لكن لا يمكنني أن أختم دون أن أناشد السلطات الصينية، إذا كانت تصغي، لتفهَمَ المهمة التي كان (كوفريغ) يقوم بها، ولإنهاء اعتقاله الذي يدوم منذ نحو سنتيْن والسماح له بعد طول انتظار بلقاء أحبائه ومواصلة العمل من أجل عالم أكثر سلاماً".

وكان المشاركون في هذا الاجتماع الافتراضي لمجلس الأمن الذي عُقد أمس يظهرون على الشاشة، وعندما سمع وزيرُ الخارجية الصيني وانغ يي اسم بلاده نظر إلى الأعلى وأصغى.

لكنّ وانغ لم يأتِ على ذكر كوفريغ عندما ألقى خطابه أمام المجلس.

أمّا ممثل ألمانيا لدى المجلس، كريستوف هويسغن، فردّد نداء رئيس "مجموعة الأزمات الدولية" داعياً لـ"إطلاق سراح مايكل كوفريغ".

"هو ليس فقط عضواً في ’’مجموعة الأزمات الدولية‘‘ بل أيضاً أحد زملائنا السابقين، إنه دبلوماسي سابق"، أضاف هويسغن.

يُذكر في هذا الصدد أنّه سبق لكوفريغ أن كان دبلوماسياً كندياً في مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك.

وذهب ممثل المملكة المتحدة بالإنابة لدى مجلس الأمن جوناثان ألِن في الاتجاه نفسه، فقال إنّ حالة كوفريغ "تتسبب لنا بقلق عميق".

وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان (إلى اليسار) ونظيره الصيني وانغ يي خلال لقائها في روما يوم الثلاثاء 25 آب (أغسطس) 2020 (AP Photo / Andrew Medichini)

يُشار إلى أنّ كندا دعت الصين مراراً لإطلاق سراح كوفريغ وسبافور، واصفةً اعتقالهما بأنه "تعسّفي".

وتفرض السلطات الصينية قيوداً صارمة على تواصل كوفريغ وسبافور مع المسؤولين القنصلييْن الكنديين، وهي أتاحت لسفير كندا لديها دومينيك بارتون التواصل افتراضياً معهما في العاشر من الشهر الجاري في أوّل اتصال بينهما وبين دبلوماسي كندي منذ كانون الثاني (يناير) الفائت.

كما أُفيد أنّ الكندييْن يقبعان كلٌّ في زنزانةٍ تظلّ فيها الأنوار مضاءة على مدار الساعة.

مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، في طريقها إلى محكمة بريتيش كولومبيا العليا في فانكوفر في 27 أيار (مايو) 2020 (Jonathan Hayward / CP)

واتهم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو الصين الأسبوع الماضي بأنها تستخدم "الدبلوماسية القسرية" مع كندا ودول أُخرى، فيما وصف وزير دفاعه هارجيت سجّان استمرار اعتقال كوفريغ وسبافور بـ"دبلوماسية الرهائن".

ورفضت الصين من جهتها هذه الاتهامات الكندية بشكل قاطع. كما أنها نفت أكثر من مرّة وجود أية صلة بين توقيفها كوفريغ وسبافور والإجراءات المتخذة بحق مواطنتها مينغ وانتشو في كندا، بالرغم من تحميلها كندا مسؤولية تردّي العلاقات بينهما بسبب توقيف السلطات الكندية مينغ استجابةً لطلب أميركي.

لكن هناك قناعة على نطاق واسع في كندا، إن في الدوائر الرسمية أو خارجها، بأنّ توقيف الكندييْن واتهامهما وإدانتهما جاءت كلها ردّاً على وضع مينغ في كندا.

(أسوشيتد برس / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

شكوى صينية إلى كندا عقب دعوات لسفير الصين بالاعتذار وإلّا لطردِه من قبل الحكومة

اتهامات متبادَلة بين كندا والصين في الذكرى الـ50 للعلاقات الدبلوماسية بينهما

"كوفيد - 19" وقضية كوفريغ وسبافور في صلب محادثات شامبان مع نظيره الصيني في روما

حكمٌ بالإعدام على كندي ثانٍ في الصين خلال يوميْن في قضية مخدِّرات

كندا وتحدّي حلّ الأحجية الصينية: هل مزارعو الكانولا الكنديون ضحايا جديدة؟

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.