الجدل حول حريّة التعبير الأكاديمي أثير عقب استخدام أستاذة في جامعة أوتاوا كلمة مسيئة للسود/Adrian Wyld/CP

الجدل حول حريّة التعبير الأكاديمي أثير عقب استخدام أستاذة في جامعة أوتاوا كلمة مسيئة للسود/Adrian Wyld/CP

كندا:الجدل مستمرّ حول استخدام كلمة مسيئة للسود

عاد الجدل حول حريّة التعبير  والكلام المسيء في إطار أكاديمي إلى الواجهة من جديد في كندا.

وأفاد استطلاع للرأي أجرته مؤسّسة ليجيه بالتعاون مع اتّحاد الدراسات الكنديّة أنّ  الكنديّين يدعمون حريّة التعبير في حرم الجامعات بأيّ ثمن.

وأعربت شريحة واسعة من الكيبيكيّين عن تأييدها للأستاذة في جامعة أوتاوا التي أثارت الجدل بسبب استخدامها كلمة تُعتبر مهينة بحقّ السود.

وتحظى الأستاذة فيروشكا ليوتنان دوفال حسب الاستطلاع بتأييد 77 بالمئة من الكيبيكيّين.

وقد استخدمت الأستاذة التي تعمل بدوام جزئي كلمة "نيغر"، وهي تحوير مهين لكلمة زنجي، خلال حصّة تدريس باللّغة الفرنسيّة، في إطار حديثها عن الاستحواذ الثقافي ، وكيف تستحوذ بعض المجموعات كلمات مهينة وتعمد إلى تحوير معناها.

فيروشكا ليوتنان دوفال الأستاذة في جامعة أوتاوا /University of Ottawa

فيروشكا ليوتنان دوفال الأستاذة في جامعة أوتاوا /University of Ottawa

وأثار استخدام الكلمة استياء العديد من طلّاب الجامعة، وعمدت الإدارة إلى تعليق ليوتنان دوفال عن العمل بعد تلقّيها شكوى من إحدى الطالبات.

ولم يساهم الاعتذار الذي قدّمته ليوتنان دوفال وقرار الجامعة إلغاء تعليقها عن العمل في التخفيف من حدّة الجدل.

ووقّع 34 أستاذا يعملون بدوام جزئيّ في جامعة أوتاوا رسالة أعربوا فيها عن دعمهم لزميلتهم، وأكّدوا على أهميّة الحريّات الأكاديميّة وعلى أنّ استخدام الكلمة يقدّم قيمة تعليميّة وأنّ قاعة التدريس مساحة للنقاش.

وأعرب 75 بالمئة من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم لضرورة حماية حريّة التعبير في الجامعات، للسماح بتبادل الأفكار ، بما في ذلك استخدام بعض الكلمات غير الحسّاسة ثقافيّا إن كان الهدف منها تحفيز النقاش.

وأيّد 57 بالمئة من العيّنة المستطلعة استخدام الأستاذة هذه الكلمات في الإطار المناسب، مقابل 26 بالمئة أعربوا عن تأييدهم للتلاميذ الذين رفضوا استخدام الكلمة من قبلها.

واحتلّ الموضوع حيّزا واسعا من الاهتمام في مقاطعة كيبيك التي تضمّ أغلبيّة ناطقة باللّغة الفرنسيّة، وأدلى العديد من السياسيّين والأكاديميّين والصحفيّين برأيهم في هذا الشأن، وفي طليعتهم رئيس الحكومة فرانسوا لوغو ونائبة رئيس الحكومة جنفياف غيلبو.

جامعة أوتاوا تقدّم الدروس باللّغتين الفرنسيّة والإنجليزيّة/Francis Ferland/CBC

جامعة أوتاوا تقدّم الدروس باللّغتين الفرنسيّة والإنجليزيّة/Francis Ferland/CBC

وانتقد لوغو رئيسَ جامعة أوتاوا جاك فريمون واعتبر أنّه لا يجوز حظر استخدام أيّة كلمة، وينبغي دوما النظر إلى السياق الذي تُستخدم فيه.

ويبدو الأمر كما لو كانت لدينا شرطة رقابة كما قال فرانسوا لوغو، مشيرا إلى "مبالغة في الاستقامة".

وقالت نائبة رئيس الحكومة الكيبيكيّة  ووزيرة السلامة العامّة جنفياف غيلبو إنّ الجدل هو بالأحرى حول الحريّة الفكريّة والأكاديميّة ، واستخدام الكلمة في المجتمع غير مقبول، ومن المهمّ الانتباه إلى هذا الفارق كما قالت.

وأعرب إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض في مجلس العموم الكندي، عن تأييده لحقّ الأكاديميّين في استخدام كلمات مثيرة للجدل.

ورأى أنّه لا ينبغي اعتبار تبادل المعرفة بمثابة اعتداء عنصري في إطار أكاديمي.

ورأى ماثيو غرين النائب عن الحزب الديمقراطيّ الجديد، الذي ينتمي إلى الجاليات السوداء، أنّه لا يجوز استخدام الحريّة الأكاديميّة لتبرير الافتراء العنصري الذي ما زال يؤلم الكثيرين، بمن فيهم هو شخصيّا كما قال.

ويفيد الاستطلاع أنّ 80 بالمئة من الكيبيكيّين اطّلعوا على المسألة، في حين سمع بها 31 بالمئة  فقط من الكنديّين في باقي أنحاء البلاد.

وأثار هذا الفرق استغراب كريستيان بورك رئيس فريق البحث في مؤسّسة ليجيه في مونتريال، لا سيّما أنّ جامعة أوتاوا تقع في مقاطعة أونتاريو.

وقال 19 بالمئة من الكيبيكيّين  و 44 بالمئة من باقي الكنديّين، إنّهم مستعدّون لمنع استخدام بعض الكلمات،، وتحدّث كريستيان بورك عن فجوة بين الأجيال حول هذه النقطة.

وأعرب 53 بالمئة من الفئة العمريّة ما بين 18 و 24 عاما، عن استعدادهم لحظر استخدام بعض الكلمات، وتدنّت النسبة إلى 27 بالمئة لدى الذين تجاوزوا الخامسة والأربعين من العمر.

والفجوة ظهرت بوضوح أيضا كما أفاد الاستطلاع بشأن تأييد الأستاذة في جامعة أوتاوا فيروشكا ليوتنان باكيت.

فقد أيّدها 37 بالمئة من الشباب، في حين أيّد 52 بالمئة منهم التلاميذ الذين اعترضوا على استخدامها كلمة "ن".

(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

استخدام كلمة “نيغر” من قبل أستاذة في جامعة أوتاوا يثير الجدل

شهر تاريخ السود في كندا: “الاسترشاد بالماضي والمُضِيّ قُدُماً”

كندا: فوارق في مُعدّليْ العمالة والأجور بين السود، خاصة الرجال، وسائر مواطنيهم

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.