قوّات الأمن العراقيّة تزيل بلوكات الإسمنت وتفتح الطرقات في بغداد بعد مظاهرات الاحتجاج في 28-10-2020/Khalid Mohammed/AP

قوّات الأمن العراقيّة تزيل بلوكات الإسمنت وتفتح الطرقات في بغداد بعد مظاهرات الاحتجاج في 28-10-2020/Khalid Mohammed/AP

العراقيّون في الذكرى الأولى لثورة تشرين بين الآلام والآمال

أحيا العراقيّون قبل أيّام الذكرى الأولى لثورة تشرين، وملأت حشود المتظاهرين الشوارع للتنديد بالفساد المستشري في البلاد وتردّي الأوضاع المعيشيّة والمطالبة بوضع حدّ للفساد والإصلاح السياسيّ و الإداري في البلاد.

واحتشد المتظاهرون في ساحة التحرير في بغداد في الذكرى الأولى للثورة التي أدّت إلى استقالة رئيس الحكومة عادل عبد الهادي.

وانطلقت العام الماضي حركة الاحتجاجات والمظاهرات التي استمرّت عدّة أشهر تخلّلتها مواجهات بين قوّات الأمن والمتظاهرين أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى.

وتأتي الذكرى الأولى للثورة في وقت يعاني العراق أوضاعا صعبة على أكثر من صعيد، سياسي واقتصادي وأمني واجتماعي.

وساهم تراجع أسعار النفط في تفاقم الوضع الاقتصادي في العراق، ثاني منتج للنفط في منظّمة أوبيك،  وأصبح نحو من 40 بالمئة من العراقيّين تحت خطّ الفقر.

وفي الذكرى الأولى للثورة، أفاد مكتب رئيس الحكومة في بيان أنّ مصطفى الكاظمي يجدّد التأكيد على ثوابت الشعب العراقي، وأنّ هذه الحكومة جاءت بناء على خريطة الطريق التي فرضها الشعب العراقي.

وهنا في كندا يتابع أبناء الجالية العراقيّة بكثير من القلق تطوّرات الوضع في الوطن الأمّ.

ماذا حقّقت الثورة بعد سنة؟ وهل ما زالت على زخمها أم أنّها خفتت؟ و هل نجحت في تجاوز الانقسامات الطائفيّة؟ وما التحدّيات التي تنتظرها؟

مجموعة من الأسئلة تناولها القسم العربي في راديو كندا الدولي مع الناشطة الكنديّة العراقيّة السيّدة انتصار هليل.

تقول إنتصار هليل إنّ ما يجري ليس إحياء للذكرى الأولى للثورة فحسب، وإنّما هو استمرار لما بدأ منذ سنوات، وتجسّد في تشرين الأوّل الماضي في مظاهرات حاشدة.

وبدأت الأمور من البصرة التي انقطعت عنها المياه، وتعرّض المتظاهرون للقمع وسقط قتلى وجرحى في صفوفهم.

واليوم، بات الشعب العراقي يدرك من هم خصومه الذين كانوا وراء اللعبة الطائفيّة والعرقيّة التي سيطرت عليهم.

وتتابع الناشطة الكنديّة العراقيّة إنتصار هليل مشيرة إلى أنّ التغيير لا يتحقّق في سنة واحدة ولا في حراك واحد، ولكنّ الانتفاضة حقّقت عددا من الإنجازات، ومنها  إرغام حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة،والمطالبة بانتخابات مبكرة وخالية من تدخّل المليشيات والأحزاب الحاكمة، ،وإعلاء الشأن الوطنيّ واستقلاليّة العراق من هيمنة الدول المجاورة والولايات المتّحدة، وتعزيز دور المرأة العراقيّة التي كانت  القوانين المتخلّفة  ما بعد العام 2003 مجحفة بحقّها كما قالت إنتصار هليل.

وقد لا تؤدّي الانتخابات الأولى إلى تغيير مهمّ، ولكنّها قد تلبّي بعض المطالب، مثل إعادة تشغيل المصانع والمزارع، لا سيّما أنّ العراق غنيّ بموارده.

وتشير الناشطة الكنديّة العراقيّة إنتصار هليل إلى  الدور الطليعيّ الذي لعبته المرأة العراقيّة ، و كيف كان الدستور وقانون الأحوال المدنيّة يضمن لها حقوقها، إلى أن جاءت التنظيمات الطائفيّة المتخلّفة وقلبت الأوضاع.

ووضع المرأة ليس مرتبطا بالواقع الاجتماعي لأنّ جذوره راقية، ولكنّ القوانين الجديدة ارجعت الشعب العراقي إلى الوراء وإلى التخلّف.

والمرأة فرضت نفسها في الثورة، وواجهت القمع والاختطاف والاغتيال، ولكنّها صامدة ومستمرّة في نضالها.

وتضيف إنتصار هليل أنّ العراق تحوّل ساحة للصراع الأميركي الإيراني، ازداد تأثيره حدّة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني.

وإرث النظام القديم ثقيل على الشعب العراقي، ولكنّ ما قام به الأميركيّون فاق الخيال.

ولم تبق قوّة طائفيّة ومذهبيّة وعرقيّة دون مطاوعة للأميركيّين الذين أدخلوا منظومة جديدة من الطائفيّة والمحاصصة، 

، وعانت الانتفاضة من بطش كبير، وسقط أكثر من 700 قتيل، العدد الأكبر منهم بعد اغتيال سليماني.

وفي ختام حديثها للقسم العربي، تقول الناشطة الكنديّة العراقيّة   إنّ الانتفاضة شمعة مضيئة، وسوف تستمرّ بفضل جهود العراقيّين، وجهود الإعلام والعراقيّين في الخارج 

والجالية العراقيّة في كندا تتابع تطوّرات الوضع في الوطن الأم وتنظّم ندوات لدعمه.

 وتعرب  إنتصار هليل عن تفاؤلها مشيرة إلى أنّ الشعب رسم طريقه وهو يريد وطن، والأمل في أن يرجع الوطن إلى أحضان العراقيّين.

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.