تحيي كندا في الحادي عشر من تشرين الثاني نوفمبر من كلّ سنة يوم الذكرى، ويتذكّر الكنديّون التضحيات التي قدّمها أبناؤهم خلال الحرب العالميّة الأولى.
وتجري عادة احتفالات رسميّة بالمناسبة في العاصمة أوتاوا، شارك فيها حاكم كندا العام ورئيس الحكومة وكبار المسؤولين، وقدامى المحاربين.
وكان يوم الذكرى في البداية يكرّم ذكرى الجنود الذين سقطوا في الحرب العالميّة الأولى، وتطوّر مع الوقت وأصبح هذا اليوم مخصّصا لتكريم الجنود الكنديّين الذين قٌتلوا في الحروب وفي مهمّات السلام التي شاركت فيها كندا حول العالم.
ويضع الكنديّون على صدورهم زهرة الخشخاش الحمراء التي ترمز إلى يوم الذكرى،وهي مستوحاة من قصيدة كتبها اللفتنانت كولونيل الكندي جون ماكري خلال مشاركته في الحرب العالميّة الأولى وعنوانها: In Flanders Fields يروي فيها مآسي الحرب.

زهور الخشخاش على نصب الجندي المجهول في أوتاوا في يوم الذكرى في 11-11-2019/Sean Kilpatrick/ CP
وهذه السنة، قرّر حرفيّون من مقاطعة كيبيك تكريم ذكرى الجنود على طريقتهم.
وصَنَع أكثر من 12 حدّادا من مختلف أنحاء المقاطعة زهور خشخاش من الفولاذ وعرضوها للبيع على الإنترنت بهدف المساهمة جزئيّا في تمويل نصب تذكاري لستّة جنود كنديّين لقوا حتفهم في تحطّم مروحيّتهم خلال مشاركتهم في مهمّة لقوّات حلف شمال الأطلسيّ في مياه المتوسّط في نيسان أبريل 2020.
ومن المتوقّع أن يكون يوم الذكرى مؤثّرا لعائلات الجنود الستّة بصورة خاصّة هذه السنة.
وتقول ماري كلود ميرون التي فقدت ابنها ماكسيم ميرون في حادثة تحطّم المروحيّة إنّ كلّ واحدة من مراحل الحِداد تختلف عن الأخرى، وتنظر بقلق هذه السنة إلى يوم الذكرى.

من اليمين إلى اليسار ومن الأعلى إلى الأسفل : النقيب كيفين هاغن، الملازم الأول أبيغيل كابرو، النقيب برندن إيان ماكدونالد، العريف ماثيو كوزينز، الملازم ماثيو بيكي و النقيب ماكسيم ميرون/The Canadian Press
وكانت في العادة تشتري زهرة الخشخاش و تضعها على صدرها وتتذكّر الجنود الكنديّين الذين رحلوا.
ولكنّها هذه السنة لن تفكّر فيهم كما قالت، بل بولدها ماكسيم ميرون، وسوف يكون يوم الذكرى مناسبة للتأمّل كما قالت، ومختلفا عن سواه من أيّام الذكرى السابقة.
وقد التقت ماري ميرون حدّادا وطلبت منه أن يصنع لها قاعدة تضع فوقها العلبة التي تحوي رفات ابنها، وصنع الحدّاد الحرفي طائرة الهيليكوبتر والسفينة التي كانت سوف تحطّ عليها كما قالت ماري ميرون.
وأطلَعَت والدة الجندي ماكسيم ميرون الحرفي ستيفان شينار على رغبتها في أن يتمّ إنشاء تمثال من البرونز لأنّ عائلات الضحايا الستّ تتقاسم الحزن نفسه، ولأنّ ابنها ماكسيم كان يعمل مع باقي الجنود كفريق واحد، ومن المهمّ تكريم ذكراهم جميعا كما قالت.
ويقول شينار إنّه تأثّر كثيرا بقصّة هذه السيّدة التي روت له ساعات القلق الطويلة التي أمضتها عندما كانت القوّات الكنديّة تبحث عن جثث الضحايا في البحر المتوسّط، وأحبّ أن يساعدها في تكريم ذكرى ابنها ورفاقه.
وسبق أن عمل الحدّاد الحِرفي مع رفاق له على صُنع أعمال فنيّة مشتركة وتقديمها لمساعدة منظّمات مختلفة.
وقرّروا جميعا هذه المرّة صُنع زهور خشخاش من الفولاذ يمكن تعليقها على الجدران، تكريما لذكرى الجنود الكنديّين.
(راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.