السباحة في المياه الباردة وسباحة الثلج تقليد منتشر في العديد من الدول حول العالم، بما فيها كندا حيث فصل الشتاء طويل و قارس البرد وكثير الثلوج.
وتتدنّى الحرارة لدرجة تتجمّد معها مياه البحيرات، وتنهمر كميّات كبيرة من الثلوج سنويّا، وكثيرة هي الأنشطة المرتبطة بفصل البرد والثلج.
بالإضافة إلى رياضة التزلّج، هناك من يهوى صيد السمك فوق البحيرات المتجمّدة، حيث يقيم الصيّاد وسط خيمة و يحفر ثقبا في الثلوج التي تصل سماكتها إلى 50 سنتيمترا، يلقي فيه الصنّارة.
و السباحة في الثلج وفي المياه الباردة مطلع العام الجديد تقليد كندي قديم منتشر في العديد من المقاطعات.

الكندي جون مارك أورل يمارس سباحة الثلج في بحيرة بيس ريفر في ألبرتا طوال فصل الشتاء/(John Mark Earle/Facebook
يقول جون مارك أورل من مقاطعة ألبرتا إنّه يجد في سباحة الثلج سلاما داخليّا، ويمارس هوايته سنويّا في بحيرة السلام Peace River في مدينة بيس ريفر الواقعة في شمال شرق مقاطعة ألبرتا.
ويقول إنّ الغطس في مياه البحيرة الباردة هو بمثابة تأمّل بالنسبة له، يُضفي عليه شعورا بالارتياح.
"باشرت عن طريق الصدفة سباحة الثلج. سباحة الثلج صعبة لدرجة لا تُصدَّق، ولكنّي لم أقدّر الشعور بالراحة الذي تؤدّي إليه" قال الشاب المقدام جون مارك أورل.
ويتوقّع أن يأخذ هذه السنة 150 "حمّام ثلج" كما قال، في مياه البحيرة خلال فصل الشتاء، إي أكثر من العام الماضي حيث بلغ العدد 121 حمّام ثلج.
ويضيف أنّه يشعر بيقظة أكبر وتوتّر أقلّ وبأنّه في مزاج أفضل في كلّ مرّة يسبح في الثلج.

سيّدة تشارك في سباحة الدبّ القطبي في كالغاري مطلع العام 2019/Jeff McIntosh/CP
و يقطع يوميّا المسافة التي تقوده إلى البحيرة كي يغطس في مياهها المثلّجة، ويُشعل من وقت لآخر النار ليتدفّأ و يذيب الثلج الذي يعلق بلحيته.
ويبدأ بالسباحة منتصف كانون الأوّل ديسمبر، ويستمرّ حتّى شهر نيسان أبريل عندما يحلّ موسم ذوبان الجليد.
ففي العام 2018، وأحبّ أن يحذو حذو ابنه الذي يهوى السباحة، وكان فصل الشتاء مبكّرا في تلك السنة كما قال.
ويرى في الغطس في المياه الباردة المثلّجة والبقاء فيها أكثر من بضع ثوان، تحدّيا عقليّا وتجربة منشّطة يستجيب الجسم من خلالها للضغوط.
واستوحى من تجربة سبّاح هولندي حطّم أرقاما قياسيّة من حيث طول المدّة التي يبقى فيها وسط المياه الباردة.
وتمكّن الشاب الكندي في المرّة الأولى من الصمود 30 ثانية، وراح يعمل على الاسترخاء وتحمّل البرد لمدّة أطول مرّة تلو الأخرى كما قال.
ورغم أنّه يسبح بمفرده داخل الحفرة التي حفرها في الثلج، إلّا أنّ بعض الأهل والأصدقاء ينضمّون إليه من حين لآخر نهاية الأسبوع.
ويقول إنّ حمّامات الثلج ليست لضعاف القلوب، ولكنّه يشجّع الجميع على خوض التجربة مع الالتزام بقواعد السلامة لدى السباحة في بحيرة متجمّدة وباردة.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.